هذه القصيدة فازت بالجائزة الدوليَّـة الأُولى في المسابقة الشِّعريّة لمهرجان «الأقصى في خَطَر (الرابع عشر)»، المُقام مساء الجمعة 2 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوّال 1430هـ، في مدينة أُمِّ الفحم بفلسطين المحتلَّة.علـى شَفَـةِ النُّـوْرِ أَشْعَلْتِ غَـيَّـايُعِـيْـدُ مَجـاليكِ شَدْوًا وضَــيَّـايَضُـمُّكِ رابِيَــةً مِــن أغــانٍويَجْـثُـو على رُكْـبَـتَـيْـكِ مَـلِـيَّـايُـفَـتِّـش أوراقَ شِـعري لَـدَيْكِلأَقْـرَأَ فَـجْـرًا تَعَـرَّى شَـهِـيَّـايُـدِيْـرُ شَـذاهُ علـى بـابِ رُوْحِــيفإِنِّـي أَراهُ حُـقُــولًا وَرِيـــَّـاوإنِّـي أَراهُ بِعُمْـري يَـلُـوبُيُطَـوِّقُ شِعْـرِي حُـرُوفـًا قِـسِـيَّـاحَبِـيْـبَـةَ شِعْـرِي أَبِـيْـنِيْ، حَــرامٌ،أَبِـيْـنِيْ، فـما كُنْـتُ يَوْمـًا نَـبِـيَّـالِأَعْلَـمَ فـي أَيِّ نَجْـمٍ هَطَـلْتِوأَيَّ عُـيُونِ الـمـَـهَا يَـتَـفَـيَّـاوما كانَ عُمْريْ سِـوَى مُقْلَـتَـيْكِ[م]وهل كُنْـتِ أنتِ سِـوَى مُقْلَـتَـيَّـا‍؟!وما كُــنتِ إلّا انْفِـلاتَ الحَدائــــقِ،رُوْحـًا ثَرِيـًّا، ونُـوْرًا نَدِيَّـاوإنســانـةً مِــن هُـجُـوعِ الَمـرايـا[م]تُـفَـتِّـقُ أُفْـقـًا وَلِـيْـدًا جَـنِـيَّـايَلِـيْـقُ بِسَـيِّـدَةٍ مِن نُضَارِ الـــمَعانيتَـصُـوْغُ الذَّكـاءَ حُلِـيَّـاكَمُهْـرَةِ شَمْـسٍ تُـثِـيْرُ العَشايــاوتَعْـنُــوْ بِعُمْري نَهـارًا فَـتِـيَّـاكفاكِهَـةٍ مِن لُعـابِ الخَـطايـاتَضُمُّ فَـتَـاةً تَضُمُّ صَبِـيَّـارأيـتُـكِ وَعْــدًا علـى شَفَـتَـيْـهايُنَمْـنِمُ وَجْــدًا علـى شَفَـتَـيَّـابياضـًا مِـن الغَـيْبِ يَغْـشَى مَـداهُمَدَى اللَّـونِ، واللَّحْـنِ، مِـنِّي، وفِـيَّـا***فيـا أنتِ، يـا كُـلَّ قَطْـرِ الدَّوالـيوكُـلَّ الـمُـجَـلـَّى وكُـلَّ المُـزَيـَّـارُهَـابُكِ يَجـتـاحُ مِـنِّي زمانـييُبَعْـثِـرُ فـي لُغَتي مـا تـَـهَـيَّـافأَرْتَـدُّ طِـفْـلًا علـى راحـتَـيكِتُعِـيْدِيْنَ فـي مُـقْـلَـتَـيْـهِ الحُمَـيَّـاتُعِـيْدِيْنَ تَـكْـوِيْـنَـهُ مِـن جَديــدٍكَـأَنْ ليسَ مِـنْ قَـبْلُ قد كانَ شَـيَّـاتُـرَبِّـيْنَ فـي رِئَـتَـيْـهِ انْـتِـفـاضَ الصَّـ[م]باحاتِ، صَوْتـًا حَـنُوْنـًا، جَـرِيَّـايُطِـلُّ علـى صَفْحَـةِ القَلْبِ عَمْـدًاويَمْـشِـيْ علـى نَهْـرِ مَـوْتِـيْ، بَـرِيَّـافأَعْـدُو، حِصانًـا أصيلًا، وأَغْــدُوإلـى فَـجْــرِ أَمْـسِـي، إلـيكِ، إلَـيَّـا***فَمَـنْ أنتِ، يا شَهْـدَ عِـشْقِـيْ ونـاري؟لكَـمْ كُنْتُ فِـيْكِ السَّعِـيْـدَ الشَّقِـيَّـا!تَـرُوْمـِيْنَ تَحْطِـيْمَ كُـلِّ حُدُوْدِيوتَـبْـغِـيْنَ جَعْـلَ المُحَــالِ يَـدَيَّـاأراكِ..كـأَنِّـيأراكِ.. ولكـنْلـمـاذا تُـغَـطِّـيْنَ وَجْـهًـا جَـلِـيَّـا؟كَوَجْـهِ فِلَسْطِـيْنَ وَجْهُكِ، يَخْـمِـشُ[م]عَـيْـنِـيْ، قَرِيْـبًـا.. بَعِـيْدًا.. لَـدَيـَّـارَهِـيْنَ المَحابِـسِ، ذِئـبًا تَـمــادَىودارًا بَـواحـًا، وأُمـًّـا بَـغِـيَّـاو«أزلامَ» عَهْـدٍ شُكُـوْلَ النَّوايــا،تـَـهُـبُّ كلامـًا، وتَعْـدُوْ جِـثِـيَّـاسُهَيْـلِـيَّـةٌ فـي هواهـا، فمَـنْ لـي،بِـغَـيْـرِ هَـواهـا، ثَـرًى أو ثُـرَيـَّـا؟أُشَـبِّـهُ بَعْـضِـيْ بِـبَـعْضِـيْ، لأَنـِّيأراكِ كَـكُلِّـيْ، مَســاءً شَـجـِـيَّـا***أَتـُـفـَّـاحَـةَ الحُـلْمِ، وَقْـتِـيْ هَـبَـاءٌوأنـتِ هُـنالِكِ، وَقْـتًـا بَهِـيَّـامَتَى فِـيْكِ يَـفْـنَى السُّؤالُ، لِـيَـحْـيَـاجَـوَابُ الأُنـُـوْثَـةِ فِـيَّ سَـوِيَّـا؟فكُـلِّـيْ انْـتِظـارُكِ، أَسْنَـدْتُ ظَـهْـرِيْجِـدارَ اللَّيالـيْ العَجُـوْزَ القَمِـيَّـاوكُلـِّيْ انـْـتِظـاريْ، ويَـنْـهَـدُّ ظَـهْـرِيْوظَـهْـرُ الجِـدارِ يَـظَـلُّ عَـصـِـيَّـاأُسَـجِّـلُ مِـنْ خَـلَـدِ الأُمْـنِـيَـاتِعلـى خَلَـدِ الأُفـْـعُـوَانِ المُـهَـيَّـاأَخُطُّـكِ: مـا لـم تَـقُـلْـهُ القَـوافـيوأَمْـحُـوْكِ: دِيْـوانَ شِعْـرٍ غَـبِـيَّـالأنـَّـكِ رُغْـمَ يَـقـِيْـنـِـيْ وشَكـِّـيتَـنَـامِـيْنَ فِـيَّ: صَـلاةً.. كَـمِـيَّـاأَشُـمُّـكِ: فـاغِـيَـةً مِـنْ سَـلامٍوأَشْجَـاكِ: مَـوْتًـا رَهِـيْـفًـا شَـذِيَّـاطُـلَـيْـطِـلَـةٌ فـي تَـفـاصِيْـلِ صَوْتِـيتُـغَـنِّـيْـكِ شَـوْقِـيْ، هَـوًى بابِـلِـيَّـاتَـدُوْرِيْـنَ مِـنِّـي مَـدارَ انْـتِـمائِـيْجَـناحـاكِ مــاءٌ تَهَـمَّـى هَـنِـيَّـافيا مَسْجـِدِيْ أنتِ، أَقْـصَاكِ فِـيَّوأَقْصَـايَ فِـيْكِ، كَـلِيْـمًا قَـصِيَّـاتُـطِلِّـيْـنَ يومًا علـى سَطْحِ شِعْـرِيْ؟كما كُـنْتِ، وَعْـدًا سَـخِـيًّا وَفِـيَّـا؟***أَجَـلْ، حِـيْنَ تُـوْرِقُ فِـيْكَ الخُـيُــوْلُحُـرُوفًـا عِـتـاقًـا وحُــرًّا أَبِـيَّـاأَجَـلْ، حِـيْنَ تَـنْـسَى الِجـدارَ العَجُـوزَوتَـمْضِـيْ إِلَـيَّ.. إِلَـيَّ.. إِلَـيَّـاأَجَـلْ، حِـيْنَ تَـحْـيَـا صَدِيْـقًا لِـيَوْمِـي..صَدِيْـقًا لِـحُلْمِـيْ.. بأمْسِـيْ حَـفِيَّـا***حَبِـيْـبَـةَ شِعْـرِيْ، سَــلامٌ عَلَـيْـكِ.. إلـيـكِ أَتـَـيْتُ.. سَـلامٌ عَلَـيَّـافيـا لَـيْتَني قَـبْلُ قـد كُـنْتُ مَيْـتًـاويـا لَـيْتَني مِنْـكِ لـم أَبـْـقَ حَـيَّـالقد يَـجْمَـعُ اللهُ كُـلَّ الـمَـنايـاوكُـلَّ الحَـياةِ لنـا فـي مُـحَـيَّـا* عضو مجلس الشورى السعودي- أستاذ النقد الأدبي الحديث، جامعة الملك سعود في الرياض