وسط المخاوف من تأثير عودة النفط الإيراني إلى السوق على الأسعار، جاءت التوقعات الجديدة الصادرة من منظمة «أوبك» لتثير المزيد من القلق في البلدان المصدّرة للنفط من أن إمدادات النفط الصخري لم تهتز أمام انخفاض الأسعار، ما يعني وفرة المعروض ستستمر لوقت طويل.ويعني ذلك بالنسبة للكويت استمرار تراجع الإيرادات النفطية، ما يعزز التوقعات الحكومية بتسجيل عجز كبير في المالية العامة خلال العام الحالي.وسجلت الكويت عجزا بقيمة 2.3 مليار دينارفي ميزيانية العام الماضي، وتقدّر الموازنة العامة للدولة العجز خلال العام الحالي بأكثر من 8 مليارات دينار.ورفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس توقعاتها لامدادات النفط من خارج المنظمة في 2015 بنحو 90 ألف برميل يوميا، ما يشير إلى أن تأثير انهيار الأسعار على النفط الصخري ومنتجين اخرين منافسين يستغرق وقتا أطول مما كان يعتقد من قبل. كما رفعت اوبك تقديرها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الحالي بواقع 90 ألف برميل يوميا ولكن نتيجة زيادة الامدادات من منتجين من خارج أوبك تظل توقعات الطلب العالمي على خام أوبك دون تغيير عند 29.23 مليون برميل يوميا.وقالت أوبك «من المتوقع الآن ان ينخفض الانتاج من الحقول البرية في الولايات المتحدة من مصادر غير تقليدية بشكل طفيف في النصف الثاني من عام 2015 بينما يتوقع أن ينمو الانتاج البحري نتيجة البدء في تشغيل مشروعات».وفي تقرير مارس توقعت أوبك انخفاض انتاج الولايات المتحدة بحلول نهاية 2015 مع تقلص أنشطة حفر الآبار بسبب هبوط أسعار النفط.وأبقت «أوبك» على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 عند 1.34 مليون برميل يومياً، لكنها رفعت توقعات 2015 بواقع 90 ألفبرميل يومياً.في أثناء ذلك، بعثت إيران برسائل تهدئة إلى الأسواق من خلال الإعلان أن إنتاج البلاد من الخام لن يرتفع إلا بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.ونقل الموقع الالكتروني لوزارة النفط (شانا) عن ركن الدين جوادي العضو المنتدب بشركة النفط الوطنية الإيرانية قوله «تتوقف أي زيادة في انتاج النفط الايراني على العقوبات ولن يتغير (مستوى) الانتاج إلا بعد رفع العقوبات».وتوصلت إيران والقوى العالمية الست لاتفاق نووي تاريخي في 14 يوليو يفسح الطريق لتخفيف العقوبات الدولية على طهران وزيادة صادراتها من النفط.وكان وزير النفط بيجن زنغنة صرح في وقت سابق أن بلاده تهدف لزيادة الانتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا في غضون شهرين من تخفيف العقوبات الغربية -التي قلصت صادراتها للنصف- وبواقع مليون برميل يوميا في غضون ستة إلى سبعة أشهر. وتراجعت أسعار النفط أمس بعدما قفزت في الجلسة السابقة حيث خفضت الصين قيمة عملتها اليوان بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي عززت وجهة النظر السائدة في السوق بأن الأساسيات أضعف بكثير من أن تسمح بزيادة أسعار النفط.وقفزت أسعار النفط في العقود الآجلة نحو أربعة في المئة أول من أمس الاثنين مبتعدة عن المستويات الدنيا التي نزلت لها في يناير لكنها عادت للتراجع أمس لتبقى أقل بأكثر من الربع من أحدث ارتفاعات لها في مايو.وخفضت الصين قيمة اليوان أمس فيما وصفه بنكها المركزي بأنه خفض لمرة واحدة بنحو اثنين في المئة حيث ينمو اقتصادها بأقل وتيرة له في عقود ما يدفع العملة نحو أدنى مستوى لها في نحو ثلاث سنوات.
اقتصاد - النفط
دول «أوبك» تستعد للأسوأ: النفط الصخري سيستمر بإغراق السوق
12:40 م