عواصم - وكالات - تظاهر نحو ألف شخص في مدينة اللاذقية الساحلية شمال غربي سورية، مطالبين بإنزال العقاب بأحد أفراد عائلة الرئيس بشار الأسد، الذي اتهموه بقتل عقيد في الجيش، إثر خلاف على أفضلية المرور.وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، في بيان: «تظاهر أكثر من ألف شخص عند دوار الزراعة في اللاذقية احتجاجاً على قتل سليمان هلال الأسد - نجل ابن عم بشار الأسد - للعقيد حسان الشيخ الضابط في القوى الجوية، عند دوار الأزهري في مدينة ليل 6 الجاري، بإطلاق النار عليه وقتله أمام أطفاله بسبب تجاوز العقيد بسيارته سيارة سليمان الأسد»، داعين إلى إعدام سليمان، الذي انتشرت معلومات عبر مواقع التواصل عن هروبه إلى الأراضي اللبنانية إثر تظاهرات اللاذقية.وتداركاً للتداعيات، أوفدت بشرى الأسد، شقيقة الرئيس، ابنها باسل آصف شوكت، لزيارة عاجلة إلى أهل العقيد الشيخ.ولم يُعرف بالضبط فحوى الرسالة التي قام باسل بإيصالها، إلا أن الأخبار التي وردت من المنطقة أشارت إلى أن زيارته بقصد «إنهاء أزمة» قتل الشيخ، نظراً لأن بشرى هي الوحيدة الآن، من بين كل آل الأسد، التي تتمتع «بسمعة طيبة» وقد يكون لها «تأثير لا يمتلكه الرئيس بشار» على عائلة الضابط التي تقدمت ببلاغ رسمي يتهم قريبه سليمان بقتله عمداً.وكان علويون من منطقة اللاذقية، عبَّروا عن سخطهم، جرّاء استفحال جرائم عائلة الأسد في مناطقهم، بعد قيام سليمان بقتل الشيخ، لخلاف على المرور، من خلال نشر صورة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لقطة تقف أمام المرآة، ثم ترى نفسها أسداً.وتم نشر الصورة مصحوبة بتعليقات عنيفة للغاية، هي جملة من الشتائم بحق آل الأسد، بعد حادثة قتل الشيخ وكذلك بعد إعلان بعض العائلات القريبة من آل الأسد، كآل شاليش (العائلة ذات النفوذ الكبير لعلاقتها التاريخية بآل الأسد)، تضامنها مع سليمان الأسد، عبر نشر تحذيرات لتخويف علويي المنطقة مما قالوا إنه «اقتراب دخول جيش الفتح» المعارض إلى اللاذقية، كونه موجوداً الآن «في منطقة جورين»، وأنه سيدخل «خلال يومين» إلى اللاذقية، حيث طالب جعفر شاليش العلويين «عوضاً عن الاحتجاج والاعتصام» سخطاً على قتل العقيد، بأن «يحملوا السلاح ويقاتلوا إلى جانب الجيش» لمنع «جيش الفتح» من دخول مناطقهم.كما ان سليمان مازال ينشر على صفحته على «فيسبوك» تعليقات مصحوبة بشتائم مقذعة بحق أي شخص يوجه له تهمة القتل ويطالب بإعدامه. وهدّد علويي المنطقة بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وأن جدّه سليمان، جد بشار ووالد حافظ الأسد، هو «اللي عمل منكن أوادم» أي أنه هو الذي جعلهم بشراً.وكانت صفحات تتبع لأشخاص مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالمؤسسة الأمنية التابعة لنظام الأسد، روّجت خبراً مفاده أن انتشار الجيش وعناصر الأمن في اللاذقية «هو للقبض على سليمان الأسد حياً أو ميتاً بتوجيهات من الرئيس الأسد». إلا أن حقيقة انتشار عناصر الأمن وبعض أفواج من الجيش، هو للتدخل وقمع أي تحرك سيقوم به أبناء المنطقة استنكاراً لقتل الشيخ.