ليل هادئ مستقر والناس يمضون إلى سبيلهم، وكل يفكر في ما سيعمل في غده وماذا عساه أن يحقق من أمل أو غاية؟وكل أبناء هذه الديرة مستقرون في مهد الله الكريم وأمنه وأمانه فاستيقظوا في صبيحة الخميس الأسود على أصوات مدوية بانفجارات وأزيز الطائرات المشوب بطنين لذباب لم تره عين من قبل وسحب سوداء غطت سماء هذه الديرة الهادئة فاضطربت القلوب، وهي تسأل أفئدة أخرى قد علت دقاتها من هول المنظر.ترى ماذا حدث؟فانطلق صوت من قلب يرتعش جار اعتدى على جاره.إنهم جنود «هولاكو العراق» هجموا على قلب الدنيا النابض بالخير والعطاء والرأفة والمحبة وهي الكويت هذه الديرة الهادئة، مسالمة حسادها كثر، والذين يخططون من أجل النيل منها أكثر، ولكن الله الكريم سيدمر خططهم وأفكارهم ونواياهم مهما طالت الأيام.هجمت تلك الفئة الباغية على أرض هذه الديرة في الثاني من أغسطس 1990 فقتلت وشردت ونهبت وسلبت، حتى الأطفال الخدج لم يأمنوا من بغيهم.كم من قلب أم أدمي عندما شاهدت ولدها يذبح على أعتاب بيتها دون ذنب أو جريرة، وكم من فؤاد لأب اضطرب نتيجة لأسر ولده وهو يراه مقيداً دون ذنب إلا أن يقول وهو محق في قوله:وطني الكويت.نعم إنه وطن شامخ مهما قسا الزمن، وكثر الحاقدون فإنه سيظل خفاقا ولسان حاله يقول:من يفعل الخير لا يعدم جوازيهما ضاع عرف بين الله والناسجاء التحرير وحرر هذا الوطن من براثن الطغاة بفضل من الله الكريم وجهود المخلصين من أشقاء وأصدقاء وبقيت دماء الشهداء نبراساً لمسيرة الأحياء وكأنها تعلن:علمتنا الكويت كيف نغالي في هواهاوكيف تحلو المنيةواتحدت الأمة من أجل البناء والتعمير والجد والعطاء حتى تظل هذه الديرة باقية متألقة في سماء الدنيا ولم تزل الخطط والأفكار الهدامة تُنسج، ولكن نسيجها واهٍ كبيت العنكبوت لا يسمن ولا يغني من جوع لأن قلوب أبنائها واحدة وفكرهم واحد وطريقهم واحد وهو نموت وتحيا الكويت.لقد صهرتها النار حتى توقدتومن تحت اللظى نهضت صقراًسيخرج من تحت الرماد محلقاًلآفاق آتٍ نحن في سره أدرىلقد علمته الريح سر اختلافهاوسر غيوم تحمل المزن والقطرا