سيطر مقاتلو «جيش الفتح» الذي يضم تحالفاً من كتائب المعارضة السورية أمس، على الريف الغربي لجسر الشغور في محافظة ادلب كما شنوا هجوماً كبيراً على مناطق في سهل الغاب شمال غربي البلاد.وأفاد مصدر عسكري أن المقاتلين انتزعوا من قوات النظام خلال الهجوم 16 موقعاً، منها محطة للقوى الكهربائية في المنطقة.وأوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن (وكالات)، أن المقاتلين استولوا على مواقع تسيطر عليها القوات الحكومية خارج بلدة جسر الشغور وتقدموا نحو الطرف الشمالي لسهل الغاب.وفي الزبداني التي دُمّر 90 في المئة منها، بعد دخول المعركة غير المتكافئة تسليحياً بين قوات النظام المدعومة بـ «حزب الله» وبين قوات المعارضة السورية، أسبوعها الرابع، اعتبرت مصادر من المعارِضة طول المعركة فشلاً لتوقّعات «حزب الله» بحسْمها في أقلّ من أسبوع، للتعويض عن فشله في جرود القلمون وإنهاء وجود مسلحي المعارضة فيها، موضحة أن «هذا الأمر جعل الحزب يغيّر إستراتيجيته القتالية، حيث بدأ بسحب بعض فرقه الأمامية الهجومية وتسليم زمام الأمور الى الفرقة الرابعة في قوات النظام التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد».ويكشف أحد قياديي «الجيش السوري الحرّ» في الزبداني أن «خسائر (حزب الله) كبيرة وبلغت حتى اليوم 182 عنصراً، بينهم قياديون، فيما خسرت قوات النظام أكثر من 350 جندياً وضابطاً، عدا عن خسارة الآليات»، لافتاً الى أن «الثوار خسروا خلال هذه المعركة 130 عنصراً». ويضيف: «المعركة مستمرة وتتخذ منحاً فدائياً. ونحن ننتهج أسلوب الكرّ والفرّ وفتْح ثغرات لإغراء العدو بالدخول ثم نوقعه في الكمائن، كما حصل في سهل الزبداني، فقد تقصّدنا فتْح ثغرة لهم للدخول منها وما إن دخلوا حتى وقعوا في مكمن محكم كبّدهم خسائر فادحة».وإذ ينفي في شكل قاطع «ما يحاول (حزب الله) ترويجه عن وجود عناصر من (داعش) ليبرّر حربه على الزبداني»، يوضح أن «استعداداتنا للمعركة بدأت منذ فترة طويلة، ولدينا من الغذاء ما يكفي وإن استمرت المعركة سنتيْن»، مضيفاً: «قبل أيام استعدنا نقطتيْن على طريق سرغايا في منطقة الشلاح هما مركز بناء الططري ومركز بناء سمير غانم».وأكد أن «هناك وسطاء بدؤوا بالتدخّل للتفاوض حتى يتم وقْف المعركة». وأردف: «لهذه الغاية تم التنسيق والاجتماع مع وجهاء وفعاليات المدينة وقياديي الفصائل الثورية المسلحة، وتم تفويض الجناح السياسي في (حركة أحرار الشام) للتفاوض عنهم مع النظام، وهم يقبلون بما ينتج عن الحركة».إلا أن معركة الزبداني أطلقت اصوات العتب من قيادات ثوار الزبداني الذين اشارت مصادرهم الى ان «فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية كان ولا يزال باستطاعتهم مساندة إخوانهم من خلال فتح معارك لإلهاء النظام عن المدينة، على غرار ما قام به (جيش الفتح) في ادلب من فتح نيرانه على بلدتيْ كفريا والفوعة».وقال قيادي في «جيش الفتح» إن «ورقة التفاوض هي إحدى أوراق القوة لدى المعارضة على قاعدة (كفريا والفوعا مقابل الزبداني)، وهذا ما يجعل (حزب الله) يقبل بالتفاوض على وقْف النار على المدينة».وفي الحسكة، طردت قوات النظام و«وحدات حماية الشعب» الكردية أمس، التنظيم المتطرف من الاحياء الجنوبية للمدينة، بعد معارك استمرت قرابة الشهر.وكان التنظيم نفذ هجوماً على مواقع القوات النظامية في المدينة في 25 يونيو الماضي، تمكّن خلاله من السيطرة على بعض الاحياء الجنوبية.وعلى الاثر، انضم الاكراد الى المعركة، وفتحوا جبهة اخرى ضد التنظيم.إلى ذلك، عيّنت الولايات المتحدة رسمياً مايكل راتناي موفداً جديداً الى سورية، وهو الثالث منذ بدء الحرب قبل اربع سنوات ونصف السنة.وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان امس، ان راتناي - وهو قنصل عام سابق في القدس ويتقن اللغة العربية وكان ايضاً ديبلوماسياً في العراق ولبنان والمغرب وقطر، عُيّن «موفداً خاصاً للولايات المتحدة الى سورية».
خارجيات
القوات السورية والأكراد يطردان «داعش» من جنوب الحسكة
المعارضة تنتزع ريف جسر الشغور الغربي وصمود الزبداني يفتح أبواب التفاوض
مقاتل من «الجيش الحر» يتقدّم زملاءه حاملاً قذائف صاروخية في حي جوبر الدمشقي (رويترز)
05:21 م