‏?في جلسة حوارية لصالون البنفسج ا?‌دبي الذي انطلق منذ فترة عبر مجموعة «واتس اب» بمبادرة من الشاعرة القطرية سميرة عبيد، ويضمّ كوكبة من المبدعين العرب، تحدث الباحث والكاتب القطري صالح غريب، عن الثقافة في قطر، مشيدا بدور ا?‌ع?‌م الثقافي في نقل الحراك الثقافي ودعمه. وانتقد غريب ما أسماه بالدور«المخزي» للمثقف واصفاً الربيع العربي بـ«الخراب العربي». وأوضح بأن المثقف في قطر، ما زال دوره غير واضح وغير مساهم بشكل كبير في المشهد الثقافي، مبيّناً بأن ما يغضبه هو سلبية المثقف. وأضاف: «ل?‌سف البعض من المثقفين ينتظر في منزله حتى تأتيه سيارة اللومزين لتأخذه ل?‌مسية». وحذّر غريب من تراجع ا?‌هتمام بالحكاية الشعبية في دول الخليج والوطن العربي، معبّراً عن أسفه لتوقف مركز التراث الشعبي الخليجي. كما لفت بأنه يحلم بوجود قناة تلفزيونية متخصصة ل?‌دب شعرا وقصة ورواية. مشددا على ضرورة عدم وجود أي محسوبية في ا?‌ع?‌م الثقافي. الشعر كان ?‌ يواكب المتغيرات حول رؤيته لموقع الشعر في زحمة الرياضة والسياسة والتواصل ا?‌جتماعي، وفي أي الزمنين كان الوقت الذهبي للشعر، وتحدث عن أول أمسية للشعر أقامها في دولة قطر عن طريق نادي الجسرة وتم من خ?‌لها اكتشاف عدد من الشعراء وقد حظيت هذه ا?‌مسية بالحضور الكبير من القطاعات الثقافية في تلك الفترة. وأشار إلى أن الشعر بشكل عام النبطي أوالفصيح، في الساحة الثقافية ليس في قطر فقط بل والعالم العربي، ما يزال غير مواكب للمتغيرات التي حدثت، بل ظل بشكله التقليدي سواء كان عبر المطبوعات أو الوسائل ا?‌خرى. واستدرك «أعتقد ا?‌ن أنه نتيجة ?‌نتشار مواقع التواصل ا?‌جتماعي، أصبح هناك ظهور لعدد من الشعراء، حيث ساهمت هذه الشبكات في ايصال رسالة الشعراء أكثر من اقامة امسية التي يحضرها عدد قليل».وفي تعليقه على «نقوش الحناء بالخليج» وإصداره كتاباً بهذا الخصوص، قال غريب:«كان أمراً مستغرباً للكثيرين في الخليج، أن يبحث رجل في زينة المرأة، لكن عملي في مجال البحث في مكنونات التراث الشعبي له أثر في ذلك، كنت أرصد نقوش الحناء على يد المرأة الخليجية، وكانت هذه النقوش تشدني اليها، لذا فإن كتابي (نقوش الحناء) فيه جانبان، جانب بحثي كدراسة، وجانب تطبيقي لهذه الدراسة من خ?‌ل النقوش التي حاولت رصدها على يد المرأة الخليجية».وفي ما يتعلق بع?‌قة أبناء صالح غريب بالثقافة، أشار إلى أن هناك من أبنائه من يكون خليفته في وفائه للثقافة. ويقول:«عندي أربع بنات وولد واحد، البنات سواء في صفحاتهن أو بكتاباتهن، عندهن حس أدبي سواء بمجال النثر أو في مجال القصة، لكنه غير بارز. عندي نور وهند، هند أخذت الفن التشكيلي، ونور لديها ملكة الكتابة وأستعد ا?‌ن لطباعة كتابها ا?‌ول. أتوقع نور اكثر من هند، خاصة بان هند اتجهت لمجال ا?‌ستثمار، لذا(نور) أجد فيها خليفتي».إغ?‌ق مركز التراث الخليجيوحول أسباب توقف مركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون، قال:«?‌ أعتقد أن السبب كان عدم الجدوى أو ما يشبه ذلك، كان هناك جانب مالي، حيث إن الجانب المالي خُفِّض من 13 مليون ريال قطري إلى ستة م?‌يين، ومع تقديري للجانب الرياضي كانت الدول تصرف على ال?‌عبين بالم?‌يين. فمث?‌ نحن عندنا ?‌عب دفعنا عليه 30 مليون يورو ثم تبيّن أنه ?‌يستحق أن يلعب مع المنتخب وبالتالي ذهبت أموالنا هدراً!. من هنا تأتي الغصة على توقف مركز التراث الشعبي. لقد عملت دراسة ل?‌مانة العامة عندما طلب عمل دراسة للجدوى من مركز التراث الشعبي وذكرنا ا?‌سباب التي من خ?‌لها نطالب باستمرار المركز وعدم إغ?‌قه، لكن ل?‌سف اجتماع الكويت وعدم حضور عبد الرحمن المناعي ربما كان هو السبب الرئيس في إغ?‌ق المركز، لكن هناك دول كانت متفقة على عدم أهمية المركز وعدم استمراره». لو القرار بيدي وأضاف غريب:«الكل يعلم أهمية مركز التراث الشعبي للجميع، ولو القرار بيدي، غدا سأصدر قرارا بإعادة المركز وعودة نشاطه. كل المؤسسات الخليجية بدأ ينتهي دورها ل?‌سف، جهاز تلفون الخليج، مؤسسة ا?‌نتاج البرامجي وو. وقس على ذلك غيرها من المؤسسات التابعة لمجلس التعاون الخليجي التي لم يعد لها ذلك الدور الرئيس. لذا نحن بحاجة إلى مؤسسات خليجية تؤكد على هذه الع?‌قة التي تربط كل الدول الخليجية. الرواية... موقفها غير واضح بالمشهد الصحافي»، وفي ما يتعلق بماهية الدور الذي يمكن أن تقدمه الصحافة الثقافية للروائي، قال: ما زال الخبر والتحليل الثقافي في الصحافة القطرية، تجد صفحتين أو ث?‌ث صفحات كلها أخبار. وبسبب ازدياد النشاط الثقافي، ?‌يمكنني أن أنشر قصة أو قصيدة وإن كنت أتمنى.وفي ما يخص الرواية، هناك اهتمام بها، تجربة البوكر وكتارا تعكسان ذلك ا?‌هتمام. ا?‌ن هناك كم كبير من الروائيين القطريين، لديهم تجارب آمل أن يتم صقلها بالمشاركات وا?‌ستفادة من التجارب العربية الموجودة. لكن تظل سواء الرواية أو القصة، موقفها غير واضح بالمشهد الصحافي.ا?‌ع?‌م والمحسوبيةوحول الع?‌قة بين ا?‌ع?‌م والمثقف، يرى غريب بأنها ع?‌قة تعتمد ا?‌ن بشكل رئيس، على المعرفة الشخصية، إذا كنت أعرفك سأكتب عنك بشكل جيد، وإذا لم أكن أعرفك أهمشك. لكن بشكل عام يفترض أ?‌ تكون هناك با?‌ع?‌م الثقافي أي محسوبية وإن أي نشاط ثقافي يجب أن ننظر إليه بشكل مختلف تماما عن المصلحة. فأنا أنظر إلى النص ا?‌دبي كجزء ?‌ يتجزأ من إبداع الرجل أو المرأة وبالتالي عليّ أن أقدمه لجمهوري وقرائي بالصفحة. وتابع:«المشهد الروائي المميز في الوطن العربي أجبر الكتاب والمهتمين، على التفاعل مع هذا الحراك الثقافي وا?‌دبي. وإذا تابعنا الحضور لجائزة كتارا أيضاً. فقد تم ترشيح العديد من ا?‌سماء، وحضرت مجموعة من ا?‌سماء في الصحافة الثقافية الخليجية والعربية وغطت هذا الحدث الثقافي. لكني مازلت أقول بأن العملية تحتاج إلى التخلص من الع?‌قة التي تربط الشخص با?‌ع?‌مي، والنزاهة تأتي هنا. أهمية وجود اثنين (إع?‌مي وروائي مث?‌ً) يفترض أن ينظر لها نظرة مختلفة عما يدور في ذهن البعض بأنه ?‌بد أن تكون لي ع?‌قة، فيما البعض يدفع مبلغاً من المال، كما يفعل الفنان في الساحة الفنية. لذا علينا جميعاً أن نسعى لخدمة ا?‌ثنين. فأنا عندما ألتقي بروائي أو مثقف في أي مجال، أسعد بأن أقدمه للساحة الثقافية بالمشهد القطري».وتحدث غريب عن بداياته في عالم ا?‌بداع، وقال «أو?‌ عائلتي عائلة (مطاوعة)، أبي مؤذن وعمي إمام مسجد،وأول ما دخلت المسرح وكنت أمثل في التلفزيون وا?‌ذاعة، اقتحمت سور العائلة وانطلقت على عالم المسرح. في ا?‌صل درست دراسة دينية، وليس لي ع?‌قة بالتشدد. حتى أن واحداً من المشايخ على المنبر تناول قضية كتبت عنها (المرأة في المسرح القطري) وتمت مهاجمتي».