أسند النائب الأول لرئيس مجلس النواب التونسي عبد الفتاح مورو إلى الإعلاميين مسؤولية «ترشيد العقول» وتنويرها، أمام ما يحيكه «أعداؤنا لنا وخصوصا انهم يرغبون في إصابة كل بل من بلداننا في مقتل ويتخيرون مكان الإصابة بدقة»، مؤكدا أن الكويت ستنتصر في معركتها مع الإرهاب.وذكر مورو خلال مؤتمرصحافي عقده مع ثلاث صحف كويتية على هامش زيارته لتقديم التعازي للحكومة الكويتية في ضحايا الحادث الارهابي الذي حاول ضرب اللحمة الوطنية في الكويت، مشيرا إلى «خطأ» الربط بين الربيع العربي والإرهاب، مشيرا إلى أن «الارهابيين لا ينشطون الا تحت وطأة المخدرات التي تسلبهم القدرة على التمييز».وتساءل مورو على خلفية ما تشهده البلدان العربية من أحداث بلاقول: «اذا استمرت الأمور على ما هي عليه هل سنجد بعد 10 سنوات بلدا يسمى مصر او العراق او سوريا او اليمن؟» مستطردا في الحديث بشأن العديد من القضايا التي تشغل مجتمعاتنا اليوم، ومنها ما تتعرض له الامة من هجمة إرهابية منظمة، والقضية الليبية والسورية وغيرها، وفيما يلي التفاصيل:تحية للكويت? ما فحوى اللقاءات التي اجريتموها في الكويت؟- سبب الزيارة ما حصل من اعتداء على الميدان الكويتي والذي أقض مضاجعها واقلقنا وخاصة وان الكويت بلد مستقر وهادئ ومطمئن وما حصل فيه من اعتداء اراق دماء الكويتيين واستهدف وحدة النسيج الوطني الكويتي وأراد ان يثير نعرات تجاوزتها الكويت منذ أمد طويل وهو الذي فرض علينا ان نهب الى تحية إخواننا في الكويت واشعارهم مع التعزية بأننا الى جانبهم في هذا المصاب الجلل والأقدار شاءت ان يكون الاعتداء الموجه الى الكويت تزامن مع اعتداء على تونس في نفس اليوم وهذا أقلقتنا وازعجنا في تونس لانه أصاب عصبا حساسا وهو عصب الاقتصاد كما أصاب عصبا حساسا في الكويت وهو عصب الوحدة الوطنية ويبدو ان هؤلاء الذين هم أعداء لنا جميعا يرغبون في إصابتنا في مقتل ففي كل بلد يتخيرون مكان الإصابة بدقة ليكون مردود الإصابة سلبيا على البلد الذي يعتدون عليه، فأردنا ان نحضر لكي نشعر الكويت لا بالتضامن فقط وإنما برغبتنا كعرب في التصدي لهذا الداء العضال الذي اصبح يتجه الى كياناتها المختلفة.وسمو امير البلاد استقبلنا استقبالا طيبا كان فيه شعور بالنخوة والعزة والترحاب الكبير والتقدير لهذه اللفتة التي قلنا انها لفتة الأخ لأخيه وعبرنا لسموه عن ثقتنا بأن الكويت ستتخطى هذه العقبة كما تخطت عقبات أشد كعقبة ارادة إزالته تماماً من الوجود لكن صمد وثبت وكانت النتيجة لصالح الحق ونحن مطمئنون بان معركة الكويت ضد الارهاب ستتوج بنجاح وستتوج بانتصار على هذا الداء.موقف ثابت? ما مدى الدعم الكويتي لتونس التي تعاني من تدهور في الاقتصاد؟-الدعم الكويتي قائم ولكن هناك تجديد للعزم على مواصلته ونحن لم نأت لطلب الدعم بل لإثبات موقف دائم ومستمر اعترته فترة من الفترات فجوة سلبية في موقف من كان يحكمنا في تلك الفترة وهو الموقف الذي لم يصادق عليه شعبه وارتفعت الأصوات ومن بينها صوتي انا حيث كنت تحت الإقامة البحرية الا انني أعلنت عبر الصحافة أني وأمثالي نقف الى جانب الكويت في محنتها ولا ينبغي ان نقبل بأي سبب كان ان يعتدى على هذا الكيان الوطني العربي المعترف به دوليا، وسمو الامير ثمن هذه المواقف المستمرة واشعرنا بلطفه وكرمه وحنوه بأن هذه المواقف الخاطئة لن تغير استمرارية العلاقة بين البلدين.الربيع والارهاب? هناك من يربط بين ظاهرة الارهاب بما وصف بالربيع العربي فكيف تنظرون الى هذا الطرح؟- ان نربط بين الربيع العربي والإرهاب فهذا خطا في الفهم بل خطا في الإدراك لان عملية الارهاب هو مسك الشباب للسلاح وتوجيهه الى الكيانات القائمة وهذا ليس امرا تسبب فيه الربيع العربي بل الربيع العربي ترك المجال لكل صاحب دعوة ان يبرزها ضد الدكتاتور السابق فظهرت هذه الدعوات بعضها في رشد وبعضها في غير رشد بل انا أقول ان الردة على الربيع العربي هي التي دفعت هؤلاء الشباب الى ان يبرزها بهذا الشكل لانه لو فتحنا الباب امام الشباب بان يتفهم واقعه وان يتحمل مسؤوليته في إطار حوار وطني داخلي يشمل الى جانب قيادات البلد شبانه ما حدث ذلك.وبالنسبة لما حدث في الكويت، فالطعنة لم تأت من كويتي وإنما من خارج الكويت وهذا ما يطمئننا إلى ان الكيان الكويتي كيان متلائم وان الفعل لم يصدر من احد أفراد هذا المجتمع الكريم.? حتى إن كان الفاعل من خارج البلاد فإن هناك من ساعدهم الا يخيف هذا الامر؟- صحيح هذا الامر لكنهم قلة ليس لديهم مبررات بل الثابت ان هؤلاء لا ينشطون الا تحت وطأة المخدرات التي تسلبهم القدرة على التمييز والقدرة على القرار هم يعملون تحت وطأة فقدان السيطرة على أنفسهم.وهنا نطرح سؤال من هؤلاء ومن اين جاؤوا ومن هيأ لهم ومن يمولهم حتى يكونوا منتشرين على أطراف الوطن العربي وان يتحركوا بهذا التحرك المتزامن فانا لا أتصور انها حركات تلقائية او انها حركات لها مطالب يستمع اليها فهؤلاء لا يطلبون حرية او ديمقراطية، لكنهم يطلبون إقامة دولة وبالفعل أقاموا ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق وسوريا وأصبحت لديهم عملة.موازنة? كيف ترى دور دعاة الاسلام في إيصال المفهوم الحقيقي للإسلام للشباب؟- هذه معاناة ناجمة عن عدم وجود موازنة بين قضيتين، إذ كان الدين حقاً مشتركا للناس جميعا في ان ينتموا اليه باعتباره عقيدة وعبادة فهذا امر نسلم به لكن ان يتحول فهم الدين وتطويع نصوصه إلى أمر متاح حتى للجهلة من الناس فهذا الذي نقع فيه اليوم ولا يمكن ان يقبله أحد، أن أكون متدينا مسلما هذه قضية مسلم بها لكن ان أتدخل في نصوص الدين لأزيد فيه او أنقص منه ما لا يتحمله نصه فهذا ليس حق لي او لغيري، وهؤلاء الان يعتبرون ان النصرانية عدوا ورغم اننا نحن المسلمون بقينا 12 قرنا ونحن نطرق أبواب اوروبا لندخلها ولم نستطع ان ندخلها سوى 7 قرون في الأندلس ولكننا اخرجنا منها وبقيت اوروبا ممتنعة علينا كما امتنعت على السلطان سليمان القانوني لكنهم أتوا إلينا واستعمرونا لسنوات طويلة وفي 1950 أمكن لنا ان ندخل اوروبا ولم ندخلها بسلاح او بحروب بل بمواثيق وعهود ودخلناها عن طريق الفقراء الذين ذهبوا الى اوروبا ليعملوا هناك والآن أصبحوا مواطنين بها ولدينا في اوروبا 17 مليون مسلم ويحب ان يدرك هؤلاء الشباب انهم عندما يتحدثون عن غزو او سلاح فهم يتحدثون عن ماض وعلينا ان نعي اننا لن نعيش اذا لم نحترم المواثيق الدولية وهذا ما حث عليه الاسلام.دعاة لا قضاة? هذا بالنسبة للنصارى لكن هم يستندون الى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية لتبرير جرائمهم؟- لا ينهاكم الله على الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم... هذا هو الاسلام، وأين النص الذي بحثنا على قتل من يخالفنا في الدين ورسولنا عايشهم ووثيقة المدينة خير دليل على ما أقول؟ فهؤلاء لا يفهمون في الدين ولم يدرسوه فهل الدين هو مظهر خارجي فقط فالاسلام جاء للحياة لا للموت ونحن دعاة ولسنا قضاة.? ماذا عن تكفير المسلم؟- عندما نراجع سير هؤلاء الأشخاص نجدهم من المجرمين ولديهم انحرافات سلوكية كبقية الناس، ىوهذا ليس ضيرا ان يكون الانسان قد انحرف جزئيا او كليا في فترة حياته وهؤلاء أرشدوا إلى انه للتكفير عن واقعهم السابق يحب ان ينقلبوا من النقيض الى النقيض وعوضا عن انهم يسلكوا الطريق الأحسن أصبحوا حكاماً على الغير وهذا خطا في فهم الدين.? ما سر انجراف شبابنا اليوم بإعداد كبيرة نحو هذا الفكر المتطرف؟- في تصوري هناك مجموعة عوامل بالنسبة للعرب هناك عامل الجهل بالتدرج والجهل بمنطقية الدعوة الى الاسلام والكثير من هؤلاء يتصورون ان النفس البشرية تتغير بضغطة زر بين يوم وليلة وهدا خطا لأنهم لم يدرسوا التاريخ، هناك معنى ثان لدى الشباب الذي يطمح الى الحلم وان يحققه ولذلك هو يتصور ان ما يسمعه عن اسلام مثالي يمكن ان يتحقق بسرعة، والعامل الثالث ان هؤلاء يفتشون عن قيادة تعتبر مثالا لم يجدوها، رابعا ان هؤلاء جلهم منسي ومن طبقات فقيرة ضعيفة مستبعدة من واقع القرار وفي يوم وليلة يصبحون عضوا في دولة تجابه أمريكا.قرارات سريعة? ما مدى تأثير الحالة الأمنية على الاقتصاد التونسي بعد منع بعض دول اوروبا رعاياها من الذهاب لتونس؟- 7% من ناتجنا القومي مصدره القطاع السياحي وهذا ما أوقفنا على حقيقة وهي ان ننوع مصادر دخلنا حتى لا نكون رهين عثرة تقع في أي من مواردنا فيتعطل البلد، ونحن نجابه ذلك في تنمية شاملة في عدة قطاعات منها الزراعة مما سيساعدنا على تجاوز الأزمة، وخروجنا من الأزمة لا يتطلب وقتا بل جرأة وقرارات سريعة بالاضافة لتأمين الجانب الأمني وهو الأهم.? بم تردون على الاتهامات بالتقصير تجاه حل الأزمة الليبية؟- الأزمة الليبية هي أزمة ليبية داخلية وخلال فترة من الفترات قلنا إن الحل يكون من داخل ليبيا وأن ترفع القوى الخارجية يدها عن ليبيا وهذا لا يعني أن نكون محايدين سلبيين، فنحن محايدون ايجابيون فنحن ندعم أي طريق يمكنه مساعدة اخواننا الليبيين بأن يلتقوا على طريق واحد، واذا قدر لنا ان نكون وسطاء فلن نقصر ولدينا علاقات مع بعض الأطراف الا الذين لم يرغبوا في ان نقرب وجهات النظر مما سيساعد على استقرار الوضع في ليبيا لانه من مصلحتنا أيضا ونحن لسنا معنيون مباشرة بالخصومة الليبية حتى نتخذ جانبا ضد طرف دون الآخر.? وفقا لقراءتكم الى أين تسير الأزمة الليبية؟- بحذر أقول أن المستقبل يضع علامة استفهام، فاليوم بعد التوقيع على اتفاق مبدئي بين الفرقاء نأت بعض الأطراف عنه واشترطت شرطا وهذا لن يوصلنا للحل المنشود، لأن الوفاق ان كان جزئيا فهو خلاف.? ماذا عن الجدار والخندق الذي بنته تونس على حدودها مع ليبيا والاتهامات التي وجهت لكم بانه ضد الحالات الانسانية؟- اذا كانت هناك حالات انسانية فهي في بلدنا منذ أمد طويل، فنحن لدينا ما بين مليون ونصف الى مليوني ليبي يعيشون بشكل رسمي في تونس ومرحب بهم وأصبحوا جزءا من كياننا الوطني على الرغم مما يكلفنا ذلك من نفقات زائدة يعلمها الجميع، فهم يستهلكون المنتجات التونسية المدعومة دون مقابل بينما المواطن التونسي يدفع ضريبة للاستهلاك، ومع ذلك نحن لم نضجر من وجودهم بل هم مرحب بهم، وهذا الجدار لم يبن للحيلولة دون قبول الحالات الانسانية من ليبيا لأنها تأتينا ونستقبلها عن طريق الطيران وليس البر، واقامتنا للجدار كان لمنع أمرين مهمين وهما التهريب وتسلل الارهابيين.جهاد النكاح? ماذا فعلتم في البرلمان لمنع هؤلاء الشباب من الانخراط في الجماعات الارهابية وماذا عما يشاع عن كثرة التونسيات اللاتي انخرطن في هذه الجماعات؟- بالنسبة لما يشاع عن قضية جهاد النكاح وانخراط التونسيات فيه فانها قضية مفتعلة ولا اصل لها، فهو حديث لم تثبت أي تحريات وجوده ولا يمكن ان يقبله أي عاقل، أما بالنسبة للبرلمان فدوره تشريعي ينصب على الزجر على فعل قد حصل وقانون الارهاب الذي نعمل عليه حاليا سيكون زاهرا ويقظا، حيث ان القوانين لا تتدخل قبل حصول الفعل الا عن طريق التخويف ومن يريد الموت لا يمكن تخويفه، والقضية ليست زجرا ولكن عملية اعادة اوراق، فالجانب التربوي اساسي ووزارة التربية قد اعلنت منذ ستة اشهر فتح حوار وطني حول برامج التربية لنصل الى اعادة النظر في بعض البرامج علما ان المسجد ليس من كوّن هؤلاء الارهابيين وأيضا ليست المدرسة فمن كونهم هو وسائل التواصل الاجتماعي المفروضة علينا اليوم وتنخر كياننا الداخلي وتقتحم بيوتنا وتسوق لهذا الفكر.? هل تؤمن بما يقال من أن لهذه المجموعات أياد خفية خارجية وانها صنيعة استخبارات أجنبية؟- نحن لسنا أصحاب الكهف، فاذا ضربوا في يوم واحد في الصومال وتونس والكويت وفرنسا وتنزانيا الا يعني ذلك انهم يخططون تخطيطا عالميا وهذه قضية مفروغ منها ولكن هم صنيعة من؟ هذه هي القضية.? برأيكم من الذي يحرك هؤلاء الارهابيين؟- الم تقرؤا مخططات برنارد لويس لتفتيت العالم الاسلامى عام 1988 التي قدمها للبنتاغون ومجلس الأمن الأميركي، ولو بحثتم في محرك البحث لوجدتم الخرائط المقررة للعراق ولسريا ولمصر وللجزيرة وهذا دليل على ان هناك اناسا يخططون، الجميع يذكر ان من وراء هؤلاء الجماعات الارهابية الجيش البعثي المنحل في العراق، ولا يوجد سبب واحد معين لانضام الشباب الى تلك الجماعات ولكن هناك عدة أسباب وقعت وجرى استثمارها فهذا الشاب الذي اغبن اقتصاديا طرد من دراسته ولم يجد عملا ولم يثقف ثقافة اسلامية صحيحة ووجد نفسه مهمشا فانه يوظف من قبل وسيط جاهل يوظفه باسم الدين وله غرض آخر.اسمحو لي أن اسأل سؤالا، ظاهرة حمل الشباب العربي للسلاح هي التي احدثت هذا العمل الارهابي، فالتقاء الشباب مع السلاح لخدمة ايديلوجية محددة هو ما شكل الارهاب، وهذا ما حصل في عام 1979 في افغانستان وما انتهينا اليه الآن، فمن الذي زودهم بالاسلحة ودعمهم؟ جميعنا يعرف الاجابة على هذا السؤال، وعندما غضب عليهم خرجوا من طوعيته ليتحولوا عبئا عليه هو أيضا.? ما الحل في رأيكم لمواجهة هذه الظاهرة؟- هناك جانب ضروري وهو التنسيق بين أجهزة الأمن العربي لتبادل الخبرات والمعلومات لأن جزءا كبير من الحل هو عمل استخباراتي فيجب ان نكشف هؤلاء الارهابيين قبل أن يقدموا على فعل اي عمل لانهم عندما يفعلون ينفذون في مواقع لا نتصورها، والعامل الثاني اننا نحتاج لتنمية اقتصادية في بلداننا وتنمية اجتماعية فطالما بقي هناك فقر واضطهاد وظلم فسيبقى الارهاب قائما ولو بشكل آخر.شرق أوسط جديد? هل استطاع الغرب الوصول لخارطة شرق اوسط جديد برأيك؟- قرارنا ليس بأيدينا فعلينا ان نبكي على تفريطنا بسلطة القرار منذ القدم وأعطينا قرارنا لمن لا يرعى مصالحنا وآن الأوان ان نأخذ باسباب العزة التي تجعل قرارنا بأيدينا بأن يكون اقتصادنا مستقلا قائما على امكانياتنا وهذا لا يتم بين يوم وليلة لكننا لو راعيناه عندما استقلت بلداننا قبل 60 عاما لكنا وصلنا الان لتعزيز هذا المعنى وأنا انوه بالجهد الكويتي الذي يسعى لتنويع مصادر الدخل لديه حتى لا يكون اقتصاده رهنا على البترول، كنا بالسابق نتحدث عن القومية والوحدة العربية وازالة الأعلام والحدود لكننا اليوم بحاجة للتكامل الاقتصادي في مجتمعاتنا العربية.? كيف رأيتم الاعلان الأميركي منح تونس وضع حليف رئيسي من خارج الناتو؟- هذا تقدير للمرحلة التي تعيشها تونس فهي اليوم تقدم نموذجا صادقا في الديمقراطية القائمة في الوطن العربي تستوعب فئات سياسية مختلفة من بينها الاسلاميين وتهيئ المؤسسات التي تفتح هذا الحوار الوطني وقد توصلنا الى بدايات ايجابية في هذا الصدد، وانتم رأيتم كيف ان الاسلاميين تنازلوا عن الحكم عندما ضاق الأمر في تونس ووضعوا مصلحة الوطن قبل كل شيء وهذا نموذج برأيي ينبغي للغرب ان يقدره ويحترمه والاميركان الان يشعرون ان هذا النموذج مقدر.? لكن قبل قليل ذكرتم ان اميركا هي من صنع هذه الجماعات الارهابية والان ترحبون بقرارها؟- انتم تعلمون ان الغرب ليس كتلة واحدة كأنظمتنا في الشرق، فنحن عندما نتحدث عن بلداننا فاننا نتحدث عن كتلة واحدة فاذا قال صاحب السلطة فالكل يقول، والغرب ليس كتلة واحدة بل توجهات متعددة تتناوب على مستوى القرار ومن الممكن ان يكون صاحب القرار لديهم اليوم زيدا وبعدها يصبح جون وبعد غد جاك.? ماذا عما يحدث في مصر؟- يؤلمني ما يحدث في مصر، وهي في طريق اصطدام كلي ضد الكل ولم أشعر ان هناك حلولا سياسية تقدم لواقع ليس له من حل سوى السياسة، واليوم تجتنب السياسة ويعتبر العنف من الجهات المختلفة سبيلا لحل مشاكل مصر والعنف لن يحل اي مشكلة واخشى ان يكون هذا البلد العظيم في تاريخه متجها لمحنة طويلة.? هل ترى ان النموذج التونسي هو الأصلح لمصر؟- نحن لا نقدم نموذجا فنموذجنا لنا، والمصريون قادرون على ان يجدو انموذجهم وطريقهم لأنهم لديهم خبرة سياسية لأكثر من قرنين من الزمان وأثبتوا جدارتهم في ذلك.وساطة جزائرية? تحدث البعض عن محاولة ادخال الرئيس الجزائري وسيطاً بين الرئيس السيسي وجماعة الاخوان المسلمين لعدم تنفيذ الحكم على الرئيس المخلوع مرسي ما رأيكم في هذا التوجه ان كان صحيحا؟- ان حصل ذلك فهو امر طيب، الرئيس بوتفليقة عاش في بلده قبل عشرين سنة محنة وانتهت بموت حوالي من 200 الى 300 الف وهو قادر على ان يقدم شهادة واقعية ومقامه محترم لدى الرئيس السيسي لأن الرئيس بوتفليقة محترم ومناضل وقادر على الاقناع بأي جهد يؤدي لسفك الدماء وهو جهد محمود ان أتى من الرئيس بوتفليقة او غيره ونحن نباركه لا محبة في الاخوان فقط ولكن رغبة في حماية المجتمع المصري والدولة المصرية من ردود افعال ليست بصالح مصر او الدول العربية.? لماذا أعدتم فتح علاقاتكم السياسية مع سوريا؟- قضية سوريا انطلقت كنزاع داخلي بين سلطة وشعب ولكن سرعان ما ركبتها المطامع العالمية وحولت هذه الخصومة الداخلية الى خلفية لا يعبأ بها، مما أدى إلى جريان الدماء دون اهتمام سوى بمصالحهم فالقوى العالمية كل منها يريد لها موضع قدم في المنطقة فالروس يحبون ذلك والصينيون والايرانيون والاميركيون واليهود كل يريد ان ينتهي النزاع لصالحه لذلك لن ينتهي النزاع في سريا لتضارب المصالح الدولية، ولو بقي النزاع هناك بين حاكم ومحكوم لانتهى منذ امد طويل.
محليات
النائب الأول لرئيس مجلس النواب التونسي عبر عن اطمئنانه بأن «الطعنة» لم تأتِ من داخل المجتمع الكويتي
عبدالفتاح مورو: الكويت ستنتصر في معركتها ضد الإرهاب
06:05 ص