أكّد مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان دعم مواقف رئيس الحكومة تمام سلام الداعية الى المحافظة على مصالح الوطن من خلال الاستمرار في عمل الحكومة وقيامها بواجباتها الوطنية، مشيراً إلى أنّ سلام «تحمّل ما لا يمكن أن تتحمله الجبال».وأشار دريان في خطبة عيد الفطر من جامع محمد الامين في وسط بيروت في حضور رئيس الحكومة تمام سلام وقيادات سياسية وامنية، إلى أنّ «لدينا تأزماً سياسياً شديداً وسط تعطل المؤسسات الدستورية»، وقال: «عندنا مُشكلةٌ وطنِيَّةٌ كُبرى ما انفَكَّ لبنانُ يتعرَّضُ لها مُنذُ عُقود كُلَّما أرادَ فَريقٌ الاستِئثارَ بِالسُلطَة بِرَفعِ رايَةِ المظلومِيَّة وهَدْرِ الحُقوق. إنَّما البارِزُ هذه المرَّة، تَحميلُ المسلمين مسؤولِيَّاتِ الهَضْم ومسؤولياتِ الظُّلمِ المـُدَّعى. بلْ إنَّ فريقَ المظلوميةِ الجديدة، يُصِرُّ منذ شُهورٍ بل سنوات على رَمْيِ المسلمين بتُهمَةِ التطرُّف، وحتَّى الداعِشيَّة، بينما يُريدُ فريقٌ آخَرُ مُقاتَلَتَنا في سِياقِ مُكافَحَةِ الإرهاب! إنَّ هذه الدعاوى جارِيَةٌ مِن سنواتٍ وسنوات، من أجلِ استِنزافِنا بل ومِنْ أجلِ إرغامِنا على الخُضوع، أو اعتِناقِ التطرُّف بِحُجَّةِ الرَّدِّ على ما نتعرَّضُ له، وهذا أمرٌ شديدُ الخٌطورة لأَنَّ قِسْماً من جُمهورِنا صار مُستَثاراً بِالفِعل». واضاف: «نحن مُنذُ عَشْرِ سنواتٍ وأكثر نشعُرُ بالاستِهداف، لكننا إدراكاً مِنَّا للمصلحةِ الدينيةِ والعربيةِ والوطنية مُصِرُّون على التَحَلِّي بِأَعلى دَرَجاتِ الحِيطَةِ والحَذَرِ والمسؤولِيَّة. نحن أوَّلُ مَنْ قاتَلَ التطرُّفَ في الدِّينِ وفي السياسة. وسنظَلُّ على إيمانِنا بالاعتدالِ الدينيّ والاعتدالِ الوطنيّ والاعتدالِ الإنسانيّ. ونحن على قناعةٍ تامة أنَّ الذين يُعَطِّلون المؤسسات همُ الظالِمون، وليس المظلومين. ونحن على يَقينٍ أنَّهم همُ الخاسِرون أمامَ اللهِ والناس، والتاريخِ والمستقبل».واذ أوضح «ان التأزم الحاصل في لبنان مصطنع في غالبيته من اجل الاخضاع»، قال: «رغم الضيق الشديد الذين تحسون به ايام المسلمون وايها اللبنانيون، علينا التحلي بالصبر والثقة بالله والثقة بالوطن ورعاية المصالح العامة والخير العام»، مضيفاً: سيقولُ بعضُكم: لكنْ ماذا نَفَعَنا الصَّبْرُ على القتلِ والاغتِيال؟ وعلى القَذْفِ بِالتُّهَمِ التي لا تُحتَمَل؟! وأقولُ لكم: إنَّ النَّفْعَ العَظيمَ الذي تَحقَّقَ ويَتحقَّقُ بِفَضلِ اللهِ سُبحانه، وبِفَضلِ الثِّقَةِ بِه، أنَّهُ لا دَمَ على أيدِينا، ولا حِقْدَ في قُلوبِنا، بَينما يَرتكِبُ حامِلو دعواتِ الفِتنةِ المحرَّماتِ الثلاث، التي نَهانا عنها رسولُ اللهِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ في خُطبَةِ الوَدَاع: الدماءُ والأَعراضُ والأموال. نُريدُ أن يَبقَى لنا دينُنا، ويَبقَى لنا وطنُنا، وتَبقَى لنا الدولة، ويَبقَى العيشُ المشترَكُ الذي عِشْنا فيه وعليه، على مَدى قُرونٍ وقُرون. وسيَعْلَمُ الذين ظلموا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبون. ودعا اللبنانيين الى كلمة سواء، وقال: «تعالوا لنعد جميعا الى لغة التعقل والمصلحة الوطنية، فعلى ذلك اتفق اللبنانييون عندما تألفت الحكومة الحالية التي تَحمَّلَ رئيسُها ما لا تتحمَّلُه الجبال، مِنْ أجلِ الوطنيةِ والوطَنِ والمواطِنين»، مضيفاً «إنَّ التعقُّلَ ليسَ ضَعفاً ولا استِسلاماً».واكد»نحن شعبٌ واحدٌ، جمعَنا الوطن، وجمعَنا العيشُ المشترَك، وجمعتْنا الدولةُ الواحِدة، والثقافةُ الواحِدة، وإرادةُ البقاءِ معاً، في الحاضِرِ والمستقبل«، مضيفاً:»إنَّ المواطَنةَ هي الأساس. وهي القوةُ التي تجمعُ أيديَنا معاً اليومَ وغداً، في مُواجَهةِ الأخطارِ التي تتهدَّدُ عَيشَنا وإجماعَنا، وَوَحْدَتَنا الوطنية. نحن المسلمين، لا نريدُ أن نخافَ ولا أنْ نُخِيف. كما أننا لا نرى داعياً للإحساسِ بالخوفِ أوِ الظلم، أو مُواجَهَةِ الآخَرين وظُلمِهم».
خارجيات
أكد أن «الذين يُعَطِّلون المؤسسات همُ الظالِمون»
المفتي دريان: سلام تحمّل ما لا يمكن أن تتحمّله الجبال
رئيس الوزراء اللبناني والمفتي دريان يتقدمان المصلين أمس في مسجد الأمين وسط بيروت (ا ف ب)
03:35 م