طغى حدَث الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي على كل ما عداه في بيروت وسط سيل من المواقف التي عكست مقاربات متباينة له لمختلف القوى السياسية.فالرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان لاحظ مستغرباً «ان الاتفاق النووي أسهل من الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية... معقول!»، فيما قال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «تابعنا باهتمام نبأ إعلان الاتفاق حول الملف النووي ونأمل أن ينعكس هذا التطور في شكل إيجابي على الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما يساعد على خفض التوترات وإشاعة السلام والاستقرار».وبدا رئيس البرلمان نبيه بري الاكثر تفاؤلاً بما بعد النووي اذ اعلن امام زواره ان ايران حققت مكسبا ديبلوماسيا لا لبس فيه، معتبراً «أن ما بعد الاتفاق ليس كما قبله»، ومرجحاً «ان يساهم في تكوين شراكة دولية مع طهران ضد الارهاب، لا سيما ان الجمهورية الاسلامية هي من بين الدول التي تقاتل الارهاب فعليا»، ومتوقعاً ان يكون لبنان واليمن «من أوائل المستفيدين من مردود الاتفاق»، متداركاً بالاشارة الى «ان القطاف لن يكون سريعاً كما انه لن يتأخر كثيراً».اما الأكثر تشاؤماً فكان النائب وليد جنبلاط الذي اعلن ان «طريق الاتفاق عُبّدت بمئات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين في سورية والعراق»، مضيفاً ان «الاتفاق ينهي العالم العربي الذي عرفناه سابقاً في سورية والعراق، ويضع المسمار الاخير في نعش العالم العربي وفي نعش اتفاق سايكس بيكو». واذ اعتبر «ان مصالح الدول الكبرى التي صنعت هذا الاتفاق أقوى للأسف مما تبقى من عرب»، دعا في تصريح صحافي الى «المباركة للسيد حسن نصر الله».وفيما وصف رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الاتفاق بأنه «خطوة واعدة نحو السلام في الشرق الأوسط ويمكن ان يؤثر على الاستحقاق الرئاسي في لبنان»، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان الاتفاق النووي سيؤدي الى تجميد مرحلي للبرنامج العسكري النووي الايراني في انتظار المستجدات «ولا أعتقد ان هذا الاتفاق سيلقي بثقله إيجاباً على الأحداث في الشرق الاوسط، بل ربما يصب الزيت على نار بعض أزماته لان ايران ستكون في وضع أكثر ارتياحاً، وإمكاناتها ستكون أكبر للتدخل في قضايا المنطقة»، ومستبعداً ان يعزز الاتفاق موقع «حزب الله» في المعادلة الداخلية، «اذ حتى لو حصل على إمكانات أكبر فهذا هو حجمه الأقصى في لبنان، لان هناك عوامل أخرى في لبنان، لا يمكن للحزب ان يتخطاها، وفي طليعتها طبيعة التركيبة اللبنانية».وتمّنت «كتلة المستقبل» (بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة) ان يكون الاتفاق النووي «نقيضاً لاستمرار الخلاف بكل اشكاله واحتمالاته، وأن تنعم المنطقة بمنافع هذا الاتفاق على مختلف المستويات وعلى وجه الخصوص أن يشكل ذلك حافزاً لإيران لفتح صفحة جديدة مع العالم العربي قائمة على روابط التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة والمستقرة المعتمدة على سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بدلاً من أن تستمر بسياسة الاستقواء والتدخل والعمل على فرض الهيمنة والنفوذ».اما منسق الامانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيْد فهنّأ عبر «تويتر» الشعب الايراني والتيار الاصلاحي «الذي نجح في نقل ايران من الاستثمار في العنف والحرب والارهاب الى الاستثمار في الاستقرار والازدهار»، معتبراً ان «الاتفاق النووي انتصار للنظام العالمي الجديد على الارهاب والعنف وسينقل المنطقة من حال الى حال ولا احد يعرف ماذا سيكون الثمن على حزب الله». وكان لافتاً صمت «حزب الله» الذي لم يكن صدر عنه اي موقف علني من الاتفاق رغم ان وسائل إعلامه عكست حفاوة بالغة به اذ اعلنت قناة «المنار» انه «على طبق من القوة قدم الرئيس الشيخ حسن روحاني انجاز شعبه التاريخي الذي كسر الحصار وألغى العقوبات واحتفظ بما تم من انجازات»، مضيفة: «إنجاز تاريخي أهداه باسم الشعب الايراني لدول المنطقة الغارق بعضها بالاوهام والمدمى بالحروب العبثية وأمل إثبات الوجود».
خارجيات
إعلام «حزب الله» عكس الحفاوة بـ «الإنجاز التاريخي»
جنبلاط: طريق «النووي» عُبّدت بمئات آلاف القتلى في سورية والعراق
03:34 م