هكذا.. ومن دون مقدمات قفز تنظيم «داعش» إلى مصر ليعلن ما يسمى بـ«ولاية سيناء» الموالي لتنظيم «داعش»، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف الاسبوع الماضي القنصلية الإيطالية الواقعة في قلب العاصمة المصرية القاهرة بل ومحذراً المسلمين بضرورة الابتعاد عن «الأوكار الأمنية» لأنها بالنسبة له أهداف مشروعة!اختلطت الاوراق فهذه المرة سحب «داعش» البساط من تحت الحكومة المصرية، والتهم المعلبة ضد الإخوان المسلمين من أنهم وراء كل تفجير يحدث، وكل مصيبة تهبط على الشعب ليقول هذا التنظيم للعالم أنا الاخطبوط القادم وبعبع المستقبل لجميع الدول العربية والإسلامية فقط.. أما اسرائيل فهي شأن آخر!تساؤل منطقي يطرح في الساحة اليوم يقول مادام تنظيم الدولة «الداعشية» يسعى لتطبيق الخلافة الإسلامية الراشدة على حد قوله على العالم فلماذا لا يتجه للعدو الإسرائيلي ويعلن خلافته هناك بتفخيخ جنود الاحتلال الذين يدنسون يومياً المسجد الأقصى باقتحامه ويمنعون أهل الحق والشرعية من الصلاة فيه؟!، ولماذ لا ينتقل إليهم ليفجر صواريخهم التي تطير فوق سماء غزة فتحصد الأبرياء من الفلسطينيين شيباً وشباباً صبياناً وأطفالاً بلا مقدمات؟!هي لعبة كبيرة بدأت بريئة ثم دخلت عليها الاستخبارات الأميركية فدنستها وحولتها من إسلامية رويداً رويداً إلى تكفيرية تقتل وتمثل بالجثث وتتفنن بتعذيب المسلمين!، فسحبت بذلك معها عقول المغفلين الأبرياء من المتحمسين بدخول الجنة لتلوثها بمفاهيم لاعلاقة لها بالشريعة الإسلامية وخلطت بذلك أوراق المسلمين وشغلتهم في أنفسهم!لقد أساء هذا التنظيم الإرهابي إساءة بالغة للإسلام والمسلمين، وهي الأمنية التي تحققت اليوم للسياسة الاستعمارية التي ربته وكبرته ودربته حتى أصبح وحشاً كاسراً يتخطى الحواجز بسرعة البرق من العراق إلى سورية ثم لبنان وتركيا ليصعد إلى ليبيا ثم يعرج على دول الخليج بداية من السعودية مروراً بالكويت وفجأة يظهر في القاهرة!، ثم بعد ذلك تطالبنا أميركا بمشاركتها القضاء على بعبع «داعش»!على الطاير:- في هذا الوقت من كل عام نبعث في أنفسنا الأمل بأن أوضاعنا المأسوية المقلوبة ستتحسن فنقول للجميع عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.. لكن يبدو أن المستقبل القريب سيكون أكثر سواداً على المنطقة بعد أن اندلعت الحروب بيننا.. فيما أميركا مع إسرائيل ودول أوروبا في وضع (المشاهد) خلف شاشة منطقة الشرق الأوسط!ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!bomubarak@hotmail.com Twitter: @Bumbark
مقالات
أوضاع مقلوبة!
«داعش»... مَنْ بعد القاهرة؟!
10:07 م