شكّل ظهور العراقية سجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي في اولى جلسات محاكمتها امام القضاء العسكري اللبناني بتهمة التدخل في القيام بأعمال ارهابية حدَثاً في بيروت التي لطالما انتظرت «اول الكلام» العلني لهذه المرأة التي شغلت لبنان منذ توقيفها في نوفمبر الماضي وبات اسمها جزءاً من المفاوضات المستمرة مع «داعش» و«جبهة النصرة» لإطلاق العسكريين اللبنانيين المخطوفيْن لديهما منذ 2 اغسطس الماضي.ورغم ان جلسة محاكمة الدليمي أرجئت الى 18 نوفمبر المقبل الى حين تكليف محامٍ لها، الا ان إطلالة طليقة البغدادي ووالدة ابنته «هاجر» (عمرها 6 سنوات) حملت أكثر من دلالة أبرزها:* انها سجّلت سابقة بدخولها قاعة المحكمة والوقوف امام قوسها وهي تحمل بين يديها طفلها الرضيع الذي كانت وضعته قبل نحو 3 اسابيع وهو من زواجها من الفلسطيني كمال خلف الملاحَق من السلطات اللبنانية.* ان الدليمي، التي تنتمي الى عائلة بايع غالبية أفرادها «داعش» او «النصرة»، لم تظهر عليها علامات التحدي ولا بدت صاحبة شخصية مراوِغة، حتى انها لم تتوان عن البكاء امام المحكمة لأن أولادها الاربعة موجودون معها منذ توقيفها وكانت معهم في غرفة تحت الارض في سجن جهاز الامن العام قبل ان يتم نقلهم جميعاً الى سجن بعبدا بعد وضْعها الطفل. علماً ان طليقة البغدادي لديها توأم هما أسامة وعمر من زوجها الأوّل فلاح إسماعيل الجاسم (كان قائد «جيش الراشدين» في محافظة الأنبار قبل مقتله العام 2010).وكشفت تقارير في بيروت ان الدليمي سألت هيئة المحكمة: «ما ذنبي، وما ذنب ابنتي وأولادي الثلاثة الآخرين الذين يمكثون معي منذ 8 أشهر تحت الأرض، وممنوعة عنا الزيارات والاتصالات، إضافة إلى أنني لا أعرف أي شخص هنا في لبنان لتكليف محامٍ، وذلك بعدما تركت العراق وسورية؟»، مضيفةً «أنا لم أفعل أي شيء، سوى دخول لبنان خلسة»، ليوضح لها رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم أنّ الأمنيين يرون أن وضعها استثنائي، وأن الحراسة المشددة مردّها أيضاً إلى تهديد البغدادي أكثر من مرة بأنّه يريد خطف ابنته (هاجر) لاسترجاعها.* ان الدليمي تجنّبت الإجابة المباشرة على الأسئلة التي وُجهت اليها من المحكمة عن ابو بكر البغدادي، موضحة انها لم تتزوّج من الأخير بل من شخص عراقي يدعى هشام محمّد ولم يستمر الزواج أكثر من شهر قبل أن يتطلّقا وتنجب منه ابنتها هاجر من دون ان تنكر أنّ الرجل الذي تظهر صوره في وسائل الإعلام باسم «البغدادي» هو نفسه الرجل الذي تزوّجته «ولكن لم يكن اسمه أبو بكر، ولم تكن الأوضاع مثلما كانت عليه منذ ست سنوات».وخلال جلسة المحاكمة، استطلعت المحكمة رأي ممثل النيابة العامة القاضي داني الزعني حول ملف أطفال الدليمي فاقترح نقلها مع اولادها الى سجن آخر تحت رعاية امنية وتمكين المؤسسات الاجتماعية والانسانية والطبية من الكشف على الاولاد للوقوف على وضعهم وحاجتهم ورعايتهم ولاسيما الرضيع. كما قررت المحكمة تكليف محام لها من المعونة القضائية.واللافت كان ان بدء محاكمة الدليمي تَرافق مع زيارة المدير المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم للدوحة، في إطار متابعة ملف العسكريين المخطوفين لدى «النصرة» والدفع في اتجاه تنفيذ الاتفاق الذي سبق ان تم التوصل اليه برعاية قطرية ويقضي بالإفراج عن العسكريين اللبنانيين (عددهم 16) الذين تحتجزهم الجبهة مقابل إطلاق الدليمي وأولادها و15 آخرين لم تصدر بحقهم أي أحكام مثل آلاء العقيلي زوجة أنس شركس، المعروف بـ «أبو علي الشيشاني».
خارجيات
طليقة البغدادي باكيةً أمام المحكمة العسكرية: ما ذنب أولادي الـ 4 يمكثون معي تحت الأرض ؟
03:35 م