أثار إعلان الحزب «الشيوعي اللبناني» انخراطه في الحرب الدائرة بين «حزب الله» وبين الجماعات المُسلّحة في جرود القلمون السوريّة وجرود بلدة عرسال اللبنانيّة العديد من الانتقادات اللاذعة وصلت في بعض جوانبها إلى حد السُخرية من حزبٍ «مُترهّل» يُعاني تصدّعات داخلية وانقسامات دفعت بالعديد من كوادره إلى الاستقالة بعد اتهامات للقيادة الحالية برئاسة الأمين العام الحالي خالد حدادة بالاستئثار بقرار الحزب وتوجّهاته السياسيّة المُغايرة، في رأيهم، للمبادئ التي قام على أساسها.حملات بالجملة وردود فعل مستنكرة ترافقت مع انتشار صور لعناصر مُسلّحة من الحزب «الشيوعي اللبناني» بلباسها العسكري في منطقة البقاع وتحديداً في جرود القاع ورأس بعلبك وهي تُعلن عن استعدادها للانخراط كطرف أساسي في معارك سلسلة جبال لبنان الشرقية الأمر الذي اعتبره البعض وعلى رأسهم المحسوبون على البيت «اليساري»، وكأنّه نوع من التحالف العسكري مع النظام السوري و«حزب الله» بمواجهة الشعب السوري.يستعير الأمين العام الحالي للحزب «الشيوعي» خالد حدادة قصصاً وروايات من زمن النضالات والثورات ليُطابقها مع الواقع الحالي، لكن العدوّ هذه المرّة ليس فرنسياً ولا إنكليزياً ولا حتّى إسرائيلياً، بل هو «مُتطرّف» إلى أبعد الحدود ويرى فيه حدادة «وحشاً يُريد أن يقضم سياج الوطن كمقدمة للفتك بأهله». لكن السؤال الأبرز كيف استعّد «الشيوعي» للتعامل مع هذا «الوحش» ومن أين جاء بالدعم اللازم الذي يُمكّنه من الدفاع عن حدود وطنه؟بداية يوضح حدادة عبر «الراي» أمراً في غاية الأهميّة بحسب قوله وهو أنّ عناصر «الشيوعي» لا يتواجدون في جرود القلمون ولا الجرود اللبنانيّة «بل هم بين البيوت داخل القرى الحدودية» وذلك رغم المشاهد والصور التي اتُخذت للعناصر المُسلّحة في أراضٍ شاسعة تُشبه الجرود بطبيعتها الجغرافيّة. ويضيف: «عناصر الحزب منتشرون في القرى التي هم جزء من نسيجها وهم يقفون مع هذه القرى الفقيرة ومع فلاحيها وعُمّالها ومهندسيها وأساتذتها ويقومون بدور المقاومة الشعبية خلف الجيش اللبناني».«الجيش اللبناني بحاجة ماسّة إلى مَن يقف إلى جانبه في معركته ضد الإرهاب». هذا هو توصيف حدادة للواقع الحالي الذي يمر به الجيش، مشيراً في هذا السياق إلى «قرار حزبي اتُخذ بأن نكون ظهيراً للجيش في مواجهته لقوى الإرهاب، ونحن نعتقد أنّه رغم حسم الجيش لخياراته في مواجهة المُسلّحين وهو صاحب التضحيات الكبيرة، إلّأ أنّه في ظل القوى الإرهابية التي تدعمها أميركا وتدربها وتسلّحها، فإن الجيش بأمسّ الحاجة لتضامن شعبي واسع خلفه، ومن هذا المُنطلق قرّرنا الوقوف إلى جانبه في محنته هذه».ويُتابع حدادة تحليله وتوصيفه للمرحلة الراهنة. ومن باب إيضاح خلفيات صور عناصره التي انتشرت على مواقع صفحات التواصل الاجتماعي بسرعة البرق، يلفت إلى «أن تصنيفنا السياسي للإرهاب مُشابه تماماً لتصنيفنا العدو الإسرائيلي. لكن نحن لا نقول إنّنا متواجدون بين البيوت، بل في مواقع مراقبة خلف مواقع الجيش».وهنا يُبشّر حدادة «الشيوعيين» عموماً والحركة الاعتراضية داخل الحزب على وجه الخصوص بـ «أن قرار المُشاركة في الدفاع عن الحدود قد اتُخذ بالإجماع وهي المرّة الأولى التي يكون فيها إجماع حول أمر ما داخل المكتب السياسي للحزب لأن (الشيوعي) لا يتهرّب من مقاومة عدو خارجي».لا يجد إحراجاً لحظة في توجيه انتقادات لا إلى حلفائه ولا إلى خصومه السياسيين. ويقول حدادة: «نحن أوّل مَن أعلن أنّنا ضد التدخل اللبناني في الحرب السورية. كُنّا ضد (حفاضات) النائب عُقاب صقر والتدخل الشمالي والعكاري المُموّل عن طريق (تيار المستقبل) وبواخر (لطف الله)1 و2، وكُنّا أيضاً ضد دخول (حزب الله) إلى سورية لأن لدينا قناعة بأن إدارة المعركة في سورية يجب أن تتجّه نحو إنشاء حشد من قوى الشعب السوري لمواجهة الإرهاب»، مضيفاً: «آخر همّنا موضوع النظام السوري، فليس من مسؤولية اللبنانيين لا إبقاء الرئيس بشار الأسد ولا إزالته. هذه مسؤولية الشعب السوري فقط».يسرح حدادة بخياله لثوانٍ معدودة بعد التوقّف عن التسجيل لوقت قصير بسبب مُكالمة هاتفيّة ليعود بعدها ويؤكّد أن التنسيق قائم بين عناصر «الشيوعي» و«حزب الله» في قرى المواجهة الأمامية. وهنا بدا كمَن أوقع نفسه في حيرة بين الاعتراف بدعم الحزب له وبين نفي الأمر من أساسه، لكنّ وبحنكته السياسية تمكّن من إيجاد مخرج سهل للحيرة ليوضح أن «من بين الأهالي في القرى الحدودية من هو مؤيّد لقوى الرابع عشر من مارس يقومون بالتنسيق معنا سواء في القاع أو في رأس بعلبك. وليعلم الجميع أن السلاح الذي نملكه هو عن طريق المُبادرات الفرديّة والتبرّع من أصدقائنا ورفاقنا، فنحن لم نأخذ سلاحاً لا من (حزب الله) ولا من غيره».«قد تتطوّر الأمور لاحقاً بشكل أكبر وقد ينخرط الحزب الشيوعي من الشمال إلى الجنوب في المعركة ضد المُسلّحين عند الحدود». هذا ما يكشف عنه حدادة الذي يرى أن «الشيوعي هو الوحيد بين الأحزاب اللبنانية القادر على التواصل الاجتماعي الشعبي مع كافة المناطق اللبنانية». واذ أبدى عتباً على الاعلام الذي أراد حشر حزبه في الزاوية للإيحاء بأنه يُقاتل إلى جانب النظام السوري ضد شعبه، قال: «علينا أن نبذل جهداً لإفهام الناس أننا نعتبر الخطر الإرهابي هو نفسه الخطر الإسرائيلي وندعو إلى مواجهته خلف الجيش اللبناني، وفي العلن نقول إننا ضد التدخل في الشؤون السورية. هذه عناوين منهج مقاومتنا». مضيفاً: «أزور عناصرنا في البقاع باستمرار وبالأمس كنت عندهم وقيادتنا على تواصل دائم مع الشباب. لكنّني أؤكّد أننا لن نرى الحزب الشيوعي في جرود القلمون».بعد الحديث عن تسلّح حزبه ووجود عناصره عند الحدود، تطرّق حدادة الى المشكلة الداخلية التي يُعانيها الحزب الشيوعي اللبناني منذ أعوام ولغاية اليوم والتي لم يجد حتّى الساعة مخرجاً لها من شأنه أن يُعيد اللحمة بين «رفاق» الأمس واليوم. ويشرح «ان الأزمة التي يمر بها الشيوعي قديمة وقد تمر بها جميع الاحزاب وتحديداً اليساريّة وحالات قوى التحرّر العربية، وبالتالي نحن خطونا خطوات كبيرة للخروج من أزمة حزبنا وهذه ليست المرّة الاولى التي نقول فيها بأزمة تطول حزبنا لأسباب عدة منها سلسلة الهزائم التي تعرّض لها فكرنا على المستويات المُتعدّدة وبعض المشاكل التي لها خلفيات تنظيمية».ويضيف: «اعترافنا بالأزمة في ذاته يُسهّل إمكان تجاوزها. ونحن حزب منذ البداية لم يُصرّ على كونه حزباً يمر بظروف عادية ولطالما دعونا لوضع آليات للخروج من الأزمة، ولغاية اليوم نستطيع القول إننا تمكّنا من منع الانهيار الشامل منذ 20 عاماً في ظل هزيمة المشروع الوطني الديموقراطي في لبنان. وفي مرحلة لاحقة لم نوقف فقط الانهيار الكامل بل استطاع الحزب أن يضع لنفسه موقعاً في الواقع اللبناني رغم موازين القوى التي كرّسها نظام الطائف لمصلحة قوى وأمراء وأحزاب الطوائف ومع هذا استطاع حزبنا أن يكوّن لنفسه مساحة ما واستمر بقدراته المتواضعة في مجالات مختلفة مثل الحراك السياسي من أجل تغيير النظام والحراك على المستويين الاقتصادي والاجتماعي سواء في إطار الحركة النقابية العمالية أو دور النقابيين الشيوعيين والديموقراطيين في حركة المعلمين والموظفين. وحتّى خلال حرب يوليو 2006 الإسرائيلية على لبنان لم نتهاون بأخذ موقفنا المستقل».ويتابع: «استطعنا الحفاظ على استقلاليتنا وهذا كان جزءاً أساسياً من عملية عدم تقسيم الحزب، والاستقلالية بالنسبة إلينا تعني اتخاذ موقف غير مرتبط بأي قوى أخرى. مثلاً عندما طُرح موضوع التمديد للرئيس السابق أميل لحود (صيف 2004) كان لنا موقف واضح رافض للتمديد ومع هذا لم نبحث في فرضية اتهامنا بالوقوف إلى جانب الفريق الرافض للتمديد (14 مارس لاحقاً). وبعدها تصالح هذا الفريق بمن فيهم (تيار المستقبل) مع الرئيس الممدد له آنذاك وبقينا نحن على موقفنا رغم العلاقات التاريخية التي تربطنا بلحود وعائلته.. وفي عدوان يوليو اتخذنا موقفاً وطنياً من دون أن نخشى اتهامنا بالانتماء لقوى (8 مارس) ودفعنا 12 شهيداً خلال الحرب مع إسرائيل في الجنوب وذلك بحد أدنى من الإمكانات حتّى أن (حزب الله) وغيره لم يعرفوا من أين أتينا بالسلاح يومها».يعترف حدادة بخسارة حزبه لمجموعة نخبوية من كوادره لأسباب مُتعدّدة يقول إن بعضها قد يكون بسبب موقف شخصي منه «لكن ما أقوله إننا خسرنا خسارة نأسف لها وفعلاً مؤلمة وموجعة بالعديد من الرفاق، وأكثر من ذلك أقول إن قسماً كبيراً من هؤلاء الرفاق وجّهنا لهم تحيّة والآن أعود وأوجّه لهم تحيّة أكبر لأنّهم لم يُقيموا أطراً أخرى ومنهم كثيرون بقوا إلى جانب الحزب في طروحاته وخياراته، وحتى الآن هناك وجهات نظر داخل الحزب أحياناً تكون قاسية في إطار الخلافات والطروحات لكن هناك اتفاق على أن تجري النقاشات تحت السقف السياسي المستقل. أمّا في شأن المُبادرة الأخيرة التي أطلقناها، فهي مُستمرّة رغم العوائق الكثيرة التي تواجهنا، ومع هذا فنحن قادمون على مرحلة يجب أن يكون الحزب الشيوعي فيها أمام مرحلة تأسيس جديدة بالتعاون بين جميع الرفاق وذلك في إطار يساري جديد بالتزامن مع المؤتمر الحادي عشر الذي سيُعقد قريباً».وفي معرض ردّه على تفنيدات حدادة للمسائل التي عرضها والتي دافع من خلالها عن نفسه وعن الخيارات التي تتخذها قيادة الحزب الشيوعي اليوم، يقول القيادي المُعارض في الحزب الشيوعي اللبناني يوسف مُرتضى لـ «الراي»: «إن مواقف حدادة صحيحة إذا وضعناها في الميزان السياسي، لكن ما يُخفيه وراء الأكمة قد يكون بحاجة إلى مُنجّم لمعرفة الحقيقة لأن مجمل كلامه يتناقض بالكامل مع الخيار السياسي الذي يُعبّر عنه منذ فترة طويلة، فمثلاً أن يتخذ موقفاً ضد تدخّل (حزب الله) في سورية، فهذا شيء جميل جدّاً ومرحّب به لأنّه يصبّ في خانة احترام الدولة والدستور خصوصاً أن الحزب ومن خلال تدخّله في سورية تجاوز الدستور وهو واحد من الأفرقاء الذين وافقوا على اتفاق الطائف الذي ينصّ على أن لبنان وطن نهائي».ويضيف مرتضى: «لكن للأسف فإن كلام حدادة هذا أسمعه للمرّة الأولى وباعتقادي أنّه يُصرّح بهذا الكلام عبر وسيلة إعلاميّة يظن أنّها غير مقروءة لبنانيّاً، وإذا كان فعلاً مع هذا الرأي فأطالبه وأشجّعه على أن يُصدر بياناً باسم قيادة الحزب الشيوعي وتحديداً من القيادة المركزيّة تتبنّى هذا الموقف، وأتحدّاه أن يُصدر بياناً كهذا، مع العلم أنّه يمكن أن يُعيد اللّحمة إلى الحزب بعدها لأن مُشكلتنا الداخلية سياسية».ويلفت إلى «أن تظهير فيلم (هوليوودي) لمُقاتلين في الحزب الشيوعي على شاشات التلفزيون في جرود رأس بعلبك والقاع مخالف للقانون والدستور ويتناقض مع ما قاله حدادة عن مشاركة (حزب الله) بالقتال في سورية، ولو كان والحزب الشيوعي يريدون الدفاع عن لبنان فعلاً وفق القانون، فكان عليه الذهاب إلى قيادة الجيش مباشرة ووضع عناصره بتصرّف الجيش، لكنّه آثر أن يقوم بعمل فولوكلوري. أمّا في حال تعرض القرى اللبنانية لهجوم مسلح من أي جهة، فمن الطبيعي أن يقوم الشيوعيون بالدفاع عن قراهم باعتبار أنهم أبناء بيئتهم ومولجون الدفاع عنها».وفي رأي مرتضى فإن «تصوير عدد من الشيوعيين بلباس عسكري وسلاح ظاهر يمكن أن يُعرّضهم أيضاً لمُلاحقة قانونية لأن الحزب أعلن منذ اتفاق الطائف حلّ القوة العسكرية والانخراط بالدولة، ومنذ العام 2000 نحن نعتقد داخل الحزب أن العمل المقاوم انتهى بعد تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي سقط لنا في مواجهته 11 عنصراً في العام 2006، لكن مقابلهم سقط 1500 مواطن لبناني ودُمّر لبنان، ويومها كان على الحزب الشيوعي أن يقول كلمته بأنه يُقاتل إسرائيل عندما تقاتله وأن يقول أيضاً لماذا كانت هذه الحرب. الرفيق خالد حدادة يلعب في مكان خارج السياسة وخارج الخيارات الوطنية وهو يجاري فريق 8 مارس في الطروحات والممارسات».«الحزب الشيوعي في مأزق كبير». هذا ما يؤكّده مرتضى الذي يرى أن «اللجوء إلى تسجيل شريط مُصوّر لعناصر من الحزب بسلاحها الكامل جاء في إطار معالجة أزمته الداخلية وليس لأي سبب آخر له علاقة بمقاومة الإرهاب، كما أن (حزب الله) الذي يسيطر على الجرود لن يسمح للشيوعيين إلا بأن يكونوا خلفه وبإدارته»، مشيراً إلى أن «هناك أحزاباً أخرى تقاتل في سورية لكنّها لم تقم بتصوير أفلام لعناصرها وبث الدعاية، ولماذا أيضاً نعلن تحدّي الشعب السوري بهذه الطريقة؟ ألا يدري مَن قام بهذا العمل أن هناك تداعيات كبيرة ستترتّب على هذا الأمر في العلاقة مع الشعب السوري مُستقبلاً؟ أعتقد أنّه لم تكن هناك حاجة لزجّ الحزب الشيوعي بهذه الحرب».أمّا في شأن «الإجماع» الذي حصل داخل الحزب الشيوعي حول التدخّل في هذه الحرب، فيقول مُرتضى: «علينا أن نعرف عن أي إجماع يتحدّث حدادة، فهو يحق له أن يقول ما يشاء وقد يكون هناك أشخاص داخل الحزب الذي يقوده متحمسون لهذا الخيار، أمّا داخل جسم الحزب الشيوعي ككل، فلا توجد موافقة على هذا القرار. وكل كلامه في هذا السياق مناقض للحقيقة والوقائع».وعن السلاح الذي بحوزة عناصر «الشيوعي» في الجرود والذي قال عنه حدادة انّه توافر بجهد حزبي وشعبي فردي، يرى أنّه «كان على حدادة أن يُوفّر على نفسه الإحراج والقول إن لا بيت لبنانياً خالياً من السلاح بدل التحدث عن مخابئ وجهود فرديّة».وبحسب مُرتضى «فإن كلام حدادة عن النظام السوري جديد وهو الذي كان يزور دمشق حتّى الأمس القريب ويجتمع بقدري جميل نائب رئيس الحكومة السورية السابق والذي أسّس معه محطّة تلفزيونية يسارية لم تعش طويلاً، وهو أيضاً قد نقل في العام 2009 ما مفاده ان الرئيس الأسد سيدعم ثلاثة مرشّحين للحزب على لوائح 8 مارس بعدما التقاه في دمشق. وشخصيّاً أرّحب بموقفه الجديد من النظام السوري ومن مشاركة (حزب الله) في الحرب السورية، لكن كما قلتُ سابقاً عليه أن يعلن كلامه هذا على الملأ وليس من خلف الستارة لأن كلامه يمكن أن نبني عليه خياراً وخطة جديدة لاستنهاض الحزب ولمّ شمله على قاعدة مشروع جديد. ولا بد من تأكيد أن الحزب الشيوعي كان يرفض قبل حدادة أن يكون أداة لدى النظام السوري، والجميع يعلمون كيف رفض الأمين العام السابق للحزب الشهيد جورج حاوي طلب اللواء الراحل غازي كنعان بأن يُعلِم السوري عن جدول عمليّات المقاومة مُسبقاً».ويتمنّى مُرتضى أن «يعود حدادة إلى خيارات الحزب الشيوعي التي أضاعوها من خلال التحاقهم بـ(حزب الله)، وشخصيّاً كُنت سمعت منذ فترة من احد المقربين من (حزب الله) أن (الشيوعي) يُنسّق مع الحزب لكن من تحت الطاولة وليس في العلن منعاً للاحراج أمام جمهوره».وفي الختام يرى مُرتضى أن السبيل الوحيد للخروج من أزمة الحزب الشيوعي «لن يكون إلّا من خلال الحوار بين أفرقاء الحزب للاتفاق على مشروع سياسي جديد له، لأن قضية الحزب تكمن في غياب هذا المشروع وليس في الجانب التنظيمي. وفي رأيي ان الخلاف الجوهري هو خروج عدد كبير من الحزبيين نتيجة غياب المشروع السياسي في الوقت الذي أجرت غالبية الأحزاب اللبنانية مؤتمراتها ما عدا الشيوعي، بدءاً من حركة (أمل) مروراً بحزب (الكتائب) وها هو (التيّار الوطني الحر) يسير على الطريق نفسه».