شريف منير يرتدي قناع «شهريار»!فبعدما أجبرته ثورة يناير على الجلوس في مقاعد المتفرجين أربعة أعوام كاملة... ها هو أحد شباب «ليالي الحلمية»، يلوذ بالتاريخ البعيد، ليعود إلى شاشة الدراما التلفزيونية بطلاً لـ «ألف ليلة وليلة»، فكأنما ينتقلمن «ليالٍ» معاصرة إلى «ليالٍ» أسطورية، كي ينسى العطلة الإجبارية التي قضاها خلف جدران منزله!«الراي» تحدثت مع الفنان ذي الأداء المميَّز والإطلالة المتفردة شريف منير الذي أنحى باللائمة على الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها مصر، «والتي تعرَّضت فيها السينما لمثل ما تعرضت له من انهيار عقب نكسة 1967» (على حد قوله)، مُعترضاً - في اتجاه آخر - على الهجوم الذي يتعرض له بعض الفنانين العرب الذين يشاركونفي أعمال درامية مصرية، معتبراً هذا الهجوم «معيباً ومرفوضاً وتجاوزه الزمن»!وفيما أشار منير إلى أنه لم يجد نفسه وسط موجة الأفلام الهابطة التي احتلت الساحة السينمائية في الفترة الأخيرة، روى تفاصيل تجربته في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، نافياً أن يكون «طرفاً في منافسة مع الفنان الكبير يحيى الفخراني الذي يجسد الدور نفسه في مسلسل إذاعي»!منير تطرق، في حوارهمع«الراي»، إلى حُلمه باستكمال برنامج «كلمتين وبس»، الذي كان يقدمه الراحل القدير فؤاد المهندس على مدى سنوات طوال، معرجاً على مشروع «تياترو مصر» للفنان أشرف عبدالباقي، وقانون الرقابة الجديد، نافياً خصومته مع الصحافة... وكشف عن تفاصيل أخرى نوردها في ما يأتي:• بدايةً، حدثنا عن تجربة تقديمك فوازير الإذاعة التي كانت تقدمها الإذاعية الكبيرة آمال فهمي أكثر من 40 عاماً؟- الحقيقة بعد اعتذار الإعلامية البارعة آمال فهمي عن عدم تقديمها فوازير الإذاعة خلال الموسم الرمضاني، فوجئت بمسؤولين من الإذاعة المصرية يعرضون عليّ فكرة استكمال الفوازير بصوتي ووجدتها فكرة حلوة وتجربة جديدة عليّ، خصوصاً أن هذه الفوازير ارتبط الناس بها سنوات طويلة، وهي من أشعار جمال بخيت وإخراج أيمن فتيحة، وتحمل عنوان «حبوها بالأفعال»، تناقش أهم الرموز التي خدمت مصر، ولها مكان في التاريخ، حيث تُطرَح الفزورة من خلال الشعر.• وهل صحيح أنك ستستكمل برنامج «كلمتين وبس»، الذي كان يقدمه الراحل القدير فؤاد المهندس؟- بالفعل هناك مشروع لاستكمال هذا البرنامج، فقد كان يركز على الجانب الأخلاقي، ونحن أحوج إليه الآن، بجانب أنني كنتُ اقتربت من الفنان الكبير فؤاد المهندس حتى رحيله - وهذا من حسن حظي - وأعتبره صوت الضمير الموجود بداخلي.• وأين اختفيت في السنوات الأخيرة؟- كنتُ في بيتي ولم تكن لديّ رغبة في العمل وسط الظروف الصعبة التي كانت تمر بها مصر. فلم يكن هناك شيء يشجع على الشغل، وكل شيء حولي يتحكم فيه الخوف، كما أن أي عمل فني يجري تصويره في الشارع يتعرض للبلطجة وسرقة المعدات، إلى حد أنني اعتذرت عن 3 أعمال لأنها كانت مرتبطة بالتصوير في الشارع.• لكنّ هناك أعمالاً درامية جيدة قُدمت في السنوات الأخيرة، بالرغم من الظروف الصعبة وعدم الاستقرار الأمني؟- أنا من الشخصيات التي لا تستطيع العمل في مثل هذه الظروف، ولو تحدثنا عن الدراما، خصوصاً في رمضان الماضي، فقد أصابتني بالاكتئاب لأن أبطالها، كانوا إما تجار مخدرات أو مساجين أو مرتبطين بقضايا آداب أو ناس بتموت، ولم تُفرِّج المسلسلات عن الناس، بالعكس زادت من همومهم، وأنا أرفض أن أكون سبباً في اكتئاب الجمهور.• حدِّثنا عن تجربتك الدرامية الجديدة في رمضان الجاريمن خلال مسلسل «ألف ليلة»، وما الجديد الذي تقدمه من خلاله؟- بالتأكيد هناك دائماً الجديد الذي نقدمه، ففي الإذاعة أخذت طابع الحواديت الأسطورية وخرجت بصوت الفنانين الكبار عبدالرحيم الزرقاني وزوزو نبيل، بعدها قدمت بشكل استعراضي من خلال حسين فهمي ونجلاء فتحي وشريهان قدمتها في شكل فوازير. أما «ألف ليلة» 2015 فهي تأخذ الطابع الدرامي، فبناء المسلسل مكوّن من 3 أجزاء، الأول يتناول حياة شهريار وشهرزاد وعلاقة كل منهما بالآخر، كذلك علاقة شهريار بأبيه الملك فخريار وقيادته للجيش وعلاقته بالشعب، والعمل كله مزيج بين السياسة والحب و«الأكشن» والخيال.• وكيف جاءت فكرة «اللوك» الذي تظهر به في شخصية شهريار؟- اخترتُ أن أطلق لحيتي كنوع من التغيير، وأصررتُ على أن تكون لحية حقيقية، وليست مستعارة، وأطلقتها لمدة عام لأني أفضل أن أكون على طبيعتي، وأرفض التقيد والتحكم بفكرة «اللحية» المستعارة التي أشعر معها كأنني مكتوف اليدين ومقيد في انفعالاتي، بجانب أن شهريار أصلاً شخصية خيالية، ولم نكن نعلم إذا كان بلحية أم لا.• تتعاون مع المخرج رؤوف عبدالعزيز في تجربته الدرامية الأولى، غير أنها تُعتبر مغامرة خاصة في عمل ضخم مثل «ألف ليلة وليلة»؟- هذا الأمر يُسأل فيه المنتج تامر مرسي الذي وضع ميزانية ضخمة لهذا العمل، واختار رؤوف لقيادته، بالتأكيد وجد فيه شيئاً مبشراً ينم عن موهبته، وبالنسبة إليّ فأنا أعرفه منذ أن كان مدير تصوير، وتعاونّا معاً في فيلم «ويجا»، ووجدتُه إنساناً منظماً لأبعد الحدود، واستطاع أن يكوِّن توليفة شبابية ما وراء الكاميرا قوية جداً، وعملوا حالة إبداعية رائعة، كل هذا كان دافعاً لي كي أتعاون معه ليس في «ألف ليلة وليلة» فقط، ولكن في عمل سينمائي أعود به إلى الشاشة الفضية.• العمل حافل بمشاهد «الأكشن»، فهل تنفذها بنفسك أم تستعين بدوبلير؟- هناك مشاهد أقدمها بنفسي وأخرى يقوم بها الدوبلير، خصوصاً التي لا يصلح معها المجازفة وتحتاج إلى محترفين، وأيضاً معنا مصممو مشاهد «أكشن» عالميون، وهم تعاونوا في أفلام مع كبار نجوم هوليوود مثل سيلفستر ستالون وجاكي شان.• قيل إن محمد ناير كتب شخصية شهريار خصيصاً لك... فما حقيقة ذلك؟- بدايةً أحب أن أشير إلى نقطة مهمة، هي أنني لم أكن أعلم شيئاً عن «ألف ليلة»، إلا عندما عرضها عليّ رؤوف عبدالعزيز كمشروع متكامل، ليس من ناحية السيناريو فقط، ولكن شكل الديكور والملابس واسكتشات الشخصيات وأماكن التصوير، وأقنعي بالعمل في غضون 10 دقائق فقط، وقال لي إنه لم يكن يرى غيري، وهو يحضِّر للعمل مع المؤلف محمد ناير طوال 4 سنوات، بالرغم من أنه لم يكن يضمن إذا كنت سأوافق على المسلسل أم لا.• ألا تخشى المقارنة مع الفنان يحيى الفخراني الذي يقدم «ألف ليلة وليلة» في الإذاعة والمسرح؟- بدايةً، لا شك أن الكثيرين سيربطون بين هذه الاجتهادات الفنية كلها، لكن دعيني أقل إن المقارنة هنا ليست عادلة، لأنه لا تصح المنافسة بين عمل مسموع يعتمد على خدع الصوت فقط بآخر مرئي يعتمد على الصورة. هذا بجانب أن مسلسل «ألف ليلة وليلة» من الأعمال التي يمكن تقديمها بأشكال كثيرة، وهذا ليس في مصر فقط، ولكن على مستوى العالم أيضاً، ومن ثم لم يكن وارداً أن أنافس الفنان الكبير يحيى الفخراني. لكن بصراحة هناك تساؤل آخر يلح على رأسي طوال الوقت: هل المصادفة وحدها هي التي جعلت «ألف ليلة وليلة» تقدَّم بثلاثة أشكال في موسم واحد؟ وهل يمكننا التساؤل عما إذا كان هناك شخص ما يُمسك بخيوط الأعمال الفنية ويحدد الموضوعات التي ستقدم؟• وهل أنت مع مبدأ تفصيل الأدوار للفنانين؟- المبدأ بصفة عامة ليس عيباً، وهو موجود على مستوى العالم، وليس في مصر فقط، ويكون مرتبطاً بوجود تفاهم بين ممثل ومؤلف ومخرج تجمعهم كيمياء واحدة، وحينئذٍ يحقق العمل نجاحاً كبيراً.• كيف ترى اختيار الفنانة اللبنانية نيكول سابا لتجسد شخصية شهرزاد، وهي فنانة غير مصرية؟- فكرة الهجوم على الفنانين العرب الذين يشاركون في أعمال مصرية أصبح أمراً مرفوضاً ومعيباً، والمفروض أننا تخطيناه منذ زمان، خصوصاً أننا نشارك في أعمال عربية ولا يعترضون، وأعتقد أن نيكول فنانة أثبتت نجاحها في مصر وأصبح لها جمهور، وأتقنت اللهجة المصرية ولم تعد لديها مشكلة معها.• وما رأيك في عرض المسلسل «حصرياً» على قناة واحدة؟- لستُ مع فكرة العرض الحصري، لأنه يقلل من نسب المشاهدة، لكن عزائي أن العمل مختلف عن كل المعروض في الموسم، وبالتالي سينافس نفسه.• هل صحيح أنك شاركتَ في إنتاج «ألف ليلة وليلة» مع المنتج تامر مرسي؟- كنتُ أتمنى ذلك، لكن هذا العمل ضخم ويحتاج إلى ميزانية عالية جداً، وشركتي لا تستطيع تحملها، فأنا لديّ شركة صغيرة مع صديق لي ننتج من خلالها برامج.• ما حقيقة توقيعك عقد احتكار مع المنتج تامر مرسي؟- أنا أرفض أصلاً مبدأ الاحتكار، لأنه يقيّد الممثل ويحكمه، ولا يكون في مصلحته، لكن الفكرة أنني أرتاح في التعاون مع تامر مرسي، وهناك كيمياء مشتركة توجد بيننا،لكن هذا لا يمنعني من التعاون مع منتج آخر.• المسلسل التركي حريم السلطان حقق شهرة عالمية، وتمت ترجمته ودبلجته بأكثر من لغة... فهل من الممكن أن يكون هناك عمل مصري يحقق القدر نفسه من الشهرة؟- من دون مبالغة، مسلسل «ألف ليلة وليلة» - في تقديري - لا يقل في مستواه عن هذا المسلسل، سواء فنياً أو إنتاجياً، وأتوقع ترجمته أيضاً إلى أكثر من لغة.• وهل تتابع الدراما التركية؟- ليس لديّ وقت أتابع 60 و90 حلقة، فهذه النوعية من الأعمال لا تستهويني، وأعتقد أن العرب هم من أعطوا قيمة لها.• لننتقل إلى السينما، لماذا غبتَ عنها طوال السنوات الماضية؟- لأنني لم أجد لي مكاناً في موجة الأفلام الهابطة التي احتلت الساحة والشاشة في السنوات الأخيرة، فبعد أن كنا نقدم 60 و70 فيلماً في العام منها 30 فيلماً جيداً، أصبحنا ننتج 10 أفلام الجيد منها لا يتعدىفيلماً أو اثنين، وهذه الفترة تذكرني بما حصل للسينما بعد نكسة 67، لكنني أعتقد أن هناك رغبة من الفنانين في إعادة السينما المصرية إلى سابق عهدها، وبالنسبة إليّ أحضِّر لفيلم جديد مع المخرج رؤوف عبدالعزيز.• وما رأيك في قانون الرقابة الجديد والتصنيف العمري للأفلام؟- فكرة جديدة، ولا تختلف كثيراً عن فكرة «للكبار فقط» التي كانت موجودة زمان، وكانت هناك مراقبة جيدة لزوار السينما حتى لا يدخل إلى الفيلم شخص أقل من 18 عاماً، لكنه مجرد تقسيم للفئات التي ستشاهد الفيلم، هل هي تحت 18 أو تحت 16 أو فوق العشرين وأعتقد أن هذه الفكرة مناسبة للسينما، ولا تناسب التلفزيون لأنه سيكون هناك قدرة على التحكم في تحديد ومنع الفئات المستبعدة من مشاهدة الفيلم في السينما، أما في التلفزيون فستكون جملة «للكبار فقط» حافزاً للمراهقين كي يشاهدوا المسلسل لأن الممنوع دائماً مرغوب.• وكيف ترى تجربة أشرف عبدالباقي في «تياترو مصر»؟- هي فكرة جيدة، وأحدثت نشاطاً على الساحة، علاوة على أنها أخرجت مواهب كثيرة، وهذا شيء جيد يحسب لعبدالباقي، خصوصاً أنه أول من قدم الفكرة وجاءت بعده تجارب تسير على الطريق نفسه، وهي عودة قوية للمسرح التلفزيوني.• وهل من الممكن أن تشارك في هذه العروض؟- الفكرة جيدة، لكنني شخصياً عندما أعود إلى المسرح سأقدم الأعمال التي تستمر مواسم كثيرة، وهو المسرح الذي تعودناه.• وما تقييمك للنقد الذي تعرض له أوبريت «مصر قريبة» الذي شاركتَ فيه مع عدد من الفنانين؟- أعتز جداً بهذا العمل، وكلنا شاركنا فيه بحب ورغبة في تشجيع السياحة في مصر، وأن يوجَّه العمل إلى السائح الخليجي فهذا ليس عيباً، فالخليج وقف بجوار مصر في محنتها، وأقل واجب أننا نقدم لهم التحية، وأعتقد أن الذي هاجم الأوبريت لا يحب مصر.• خضتَ تجربة الإعلانات في الفترة الماضية، فهل تقديمها يكون في مصلحة الفنان أم ضده؟- عندما تقدَّم الإعلانات بشكل جيد وتكون السلعة مضمونة تحقِّق الفائدة للفنان، ولا تقلل منه، والحمد لله التجربة التي خضتها حققت نجاحاً مع الناس وعوّضت غيابي بعض الشيء، وتلقيتُ عنها ردود أفعال كثيرة من داخل مصر وخارجها.• لماذا تخرج إشاعات أحياناً بأن علاقتك مع الصحافة ليست جيدة؟- هذا الكلام غير صحيح بالمرة، ولست في خصومة مع الصحافيين، وعلاقتي بهم علاقة ود واحترام، لكن كل ما في الموضوع أنهفي بعض الأوقات يتعامل بعض المصورين بأسلوب غير لائق فيضطرونني إلى أن أوقفهم عند حدهم، وأذكر مرة أنني ضربت مصوراً بعدما دفع ابني وكان وقتها طفلاً في الثامنة من عمره، لكي يلتقط صورة، فلم أتمالك نفسي وتشاجرت معه.• هل لديك طقوس رمضانية خاصة؟- مثل أي مسلم في هذا الشهر الكريم، أقضي معظم وقتي بين العبادة، صوماً وصلاةً وقراءة القرآن الكريم، ومن جانب آخر أحرصعلى الزيارات العائلية، ولمة العائلة على الإفطار، وأيضاً عزومات السحور... وأيضاً أتابع ردود فعل الجمهور على مسلسل «ألف ليله وليلة»، خصوصاً أنني - والحمد لله - فرغتُ تماماً من تصوير مشاهدي الأخيرة في العمل، وانتهيتُ أيضاً من تسجيل فوازير الإذاعة.
فنون - مشاهير
«تجربة الإذاعة استهوتني... ولا تروقني الدراما التركية»
شريف منير لـ «الراي»: لا أنافس... يحيى الفخراني!
12:13 م