فجأةً... وقبل رمضان بخمسة أسابيع، وجدت الكاتبة والمذيعة نوال الدرويش نفسها تتقلّد منصب «المديرة التنفيذية» لقناة العدالة! وكان على الدرويش أن تواجه أول اختبار تنفيذي كبير لها برباطة جأش، خصوصاً أن الأمر ليس هيناً، وما زاد من صعوبته ضيق الوقت أمام رمضان الذي كان وقتها يطرُق الأبواب، مؤذناً باحتفاليته الإعلامية التي تتأهب لها جميع القنوات قبل شهور طويلة!«الراي» حاورت الكاتبة والمذيعة نوال الدرويش التي قالت إنها استطاعت خلال فترة وجيزة (وعلى عجل) تحضير واختيار أربعة برامج تمّ اعتمادها لتمثل الدورة البرامجية الرمضانية، وشاركت الدرويش نفسها في تقديم أحدها، متحدثةً عن رؤيتها الإعلامية، وخططها المستقبلية التي وضعتها لتطوير «العدالة»، وهي الأمور التي تمثل محور واجباتها بوصفها مديرةً تنفيذيةً، مؤكدةً «أن باب القناة مفتوح أمام كل مَن يرى في نفسه الكفاءة والثقة ليعمل على شاشة القناة أو وراء كاميراتها»، وكاشفةً عن أن «الصدارة دائماً للكفاءة، والأولوية ستكون للشباب الكويتي»، مستدركةً بأن «هذا لا يمنع وجود الشباب من الجنسيات العربية ممن يملكون القدرة على العمل الاحترافي».الدرويش، «التي لا تحب التعامل بمنطق الرئيس والمرؤوس»، تطرقت إلى تقييمها لنفسها في أول تجربة لها بالتقديم التلفزيوني على الهواء مباشرة، مبينةً أنها تميل كثيراً إلى البرامج الحوارية التي تتسق مع طبيعتها المشاغبة!وفيما عرَّجت على أنها تعتزم تقديم برنامج يخصّ المرأة وقضاياها، من دون الاستغناء عن الرجل فيه، أشارت إلى أسباب انشغالها عن الكتابة، متحدثةً عن قضايا وآراء أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:? تقلّدتِ أخيراً منصب المدير التنفيذي لقناة «العدالة»... ما آلية العمل الجديدة؟- اعتُمدت أربعة برامج للموسم الرمضاني الحالي هي «محمل خير» يقدمه صالح جيرمن، «اليمعة عندنا» تقدمه نادية صقر، «صندق مبيّت» تقدمه مريم الملا، و«سراي الفن»، لكنني وضعت خطة جديدة ورؤية مستقبلية لما بعد انقضاء الشهر الفضيل، وهي تتمحور حول تغيير البرامج مئة في المئة تقريباً، بحيث نقدّم للمشاهد طيفاً واسعاً من برامج رياضية واجتماعية وصحّية وثقافية وقانونية وشبابية وترويحية، مع وجود أفكار لمنح الطفل حقّه في هذه البرامج، وأيضاً سيكون للنساء نصيب منها، وأعد الجمهور بأنه في الموسم الرمضاني المقبل 2016 سيشاهد قناة «العدالة» بحلّة جديدة تماماً.? لكن ذلك الزخْم من البرامج في حاجة إلى ميزانية ضخمة؟- هذا صحيح، ولذلك نحن بصدد إعادة هيكلة من جديد وإضافة إدارات جديدة إلى القناة، ما سيجعلنا في حاجة إلى موظفين وفنيين أكثر، كما أننا بصدد دراسة رصد ميزانية كبرى، حتى تتماشى مع الآلية الجديدة التي وُضعت، وأيضاً لا أنسى أننا سنعمل على تغيير كل المعدات المستخدمة داخل القناة وشراء كل ما هو حديث.? وفي ما يخصّ الكوادر العاملة من معدّين ومقدمي برامج ومخرجين وغيرهم ممن لهم علاقة مباشرة بالعمل الإعلامي... هل ستستعينون بأشخاص محترفين أم ستكتفون بالموجودين حالياً؟- سنعمل على إدخال فئة الشباب في كوادرنا، للاستفادة مما يمتلكونه من طاقة وحماسة وفكر جديد، وسنضع في عين الاعتبار نوعية ما سيقدمونه، وبصراحة الشخص الكفؤ هو من سيكون له مكانه معنا، والأولوية طبعاً للشباب الكويتي، وذلك لا يمنع عدم حاجتنا أو قبولنا للشباب العاملين من الدول العربية، حيث سيكون باب مكتبي مفتوحاً لكل من يمتلك الأحقية في العمل بغضّ النظر عن جنسيته.? هل يعني ذلك وجود خطّة لاستقطاب مذيعين ومذيعات جدد؟- كل من يأتي إلينا «حيّاه الله»، فالقناة ترحّب بأي مذيع ومذيعة واثقين بنفسيهما ولديهما من القدرة في المجال الإعلامي ما يؤهلهما كي يطلّا عبر شاشة «العدالة»، وبدورنا سوف نختار بحسب البرامج المتوافرة لدينا وإمكاناتنا.? هل ستستغنون عن برنامج «اللوبي»؟- برنامجا «اللوبي» و«شخطة قلم» نعتزم بشدةٍ أن يستمرا مستقبلاً، فهما من البرامج التي تحقق نسبة مشاهدة عالية جداً، كما أنهما قد حققا نجاحاً كبيراً منذ انطلاقتهما.? في ما يخصّ الدراما، هل من توجّه إلى إنتاج أعمال درامية؟- من خططنا المقبلة أننا سنعتمد على شراء المسلسلات الدرامية الناجحة والتي تقدّم أفكاراً هادفة، وفي المقابل سنحاول كذلك قدر المستطاع إنتاج مسلسلات خاصة باسم «العدالة».? في الدورة الرمضانية الحالية طغى على قناة «العدالة» العنصر النسائي في التقديم... ما السبب؟- تسلّمت منصبي مديرةً تنفيذيةً قبل خمسة أسابيع فقط من شهر رمضان، وهو الأمر الذي أجبرنا على التجهيز للدورة الرمضانية على عجل، ومن خلال الإمكانات المتوافرة. وكما تعلم أن غالبية المذيعين والمذيعات الناجحين يكونون في هذا الوقت قد ارتبطوا ببرامج رمضانية، وهو الأمر الذي دفعني إلى المشاركة في تقديم برنامج «سراي الفن» بالرغم من أنني كنت أرغب في أن تبدأ إطلالتي في ما بعد انقضاء الشهر الفضيل.? وكيف تقيِّمين تجربتك في تقديم «سراي الفن» الذي يُبَث على الهواء مباشرة؟- تجربة رائعة جداً مع أوّل برنامج لي أقدمه ويبثّ على الهواء مباشرة، لذلك أرى أنه ليس من العدل أن تجري مقارنتي مع أي مذيعة أخرى لها باع طويل في التقديم التلفزيوني على الهواء مباشرة، خصوصاً أن تجربتي كانت تقتصر على البرامج التسجيلية فقط. ولا أخفيك أنني بعد الحلقتين الأُوليين من «سراي الفن» بدأت أعتاد الوضع، وكتجربة أولى أرى أنني قادرة على المواصلة والاستمرار.? هل تأخذين بالملاحظات التي توجَّه إليكِ؟- طبعاً، بل أحرص على الأخذ بكل الملاحظات التي توجّه إليّ، وأحاول من خلالها أن أطوّر من نفسي إلى الأفضل. وما ساعدني في ذلك أن البرنامج يظهرني على طبيعتي من دون تصنّع، وهو الأمر الذي اشترطتُه منذ البداية، بأن أقدم الإعداد وأدير الحلقة بأسلوبي، لأنني أميل بشدة إلى التلقائية والبعد عن التصنّع.? عندما تكونين مذيعة... هل تنسَين أنك المديرة التنفيذية للقناة؟- منذ دخولي من باب القناة أنسى تماماً أنني المديرة التنفيذية، إذ إنني لا أحب التعامل على أساس «رئيس ومرؤوس»، فكلنا زملاء ونعمل في مجال واحد، وبابي مفتوح للجميع لسماع الاقتراحات والشكاوى. لكن تبقى هناك قرارات معينة قد تنال إعجاب البعض بينما يرفضها الآخرون، لكنني يجب عليّ اتخاذها كمديرة تنفيذية للقناة إذا أيقنت أنها تصبّ في المصلحة العامة.? ما طبيعة «التيمات» في البرامج التي ستعملين على تقديمها في الدورة البرامجية المقبلة؟- انطلاقاً من أن طبيعة شخصيتي مشاكسة ومجازفة، وأحب المواجهة، فتراني أحب البرامج الحوارية التي تناقش قضايا شائكة. كذلك سأحرص في الفترة المقبلة على تقديم برنامج يركز على المرأة وقضاياها، وكلّ ما يخصّها في الحياة، مع ذلك من الأفكار الواردة إدخال العنصر الرجالي في البرنامج، باعتبار أن الرجل له دور كبير في حياة المرأة، وهي لا تستطيع أن تستغني عن آرائه وتوجيهاته.? الجمهور عرفك ككاتبة، لكنك في الآونة الأخيرة قد ابتعدت... فهل من سبب وراء هذا الابتعاد؟- هناك أمور عدة جعلتني أبتعد عن الكتابة، منها وجود عدد كبير حالياً من الكتّاب الذين ينشرون مقالاتهم في الصحف اليومية، فضلاً عن أن غالبية المقالات التي باتت تستحوذ على القراءة هي السياسية، وأنا لا أحب الكتابة أو الخوض في السياسة، وأكتفي فقط بالقراءة عنها من أجل العلم بالشيء. ولا تنسَ أن لديّ بيتاً وأسرة وأولاداً، والكتابة تحتاج إلى وقت وتفرّغ لم أعد أجده، لانشغالي السابق والحالي بالتقديم التلفزيوني، إلى جانب وقتي الذي أمنحه لشركتي الخاصة التي تُعنى بالعلاقات والتسويق.? وهل سوف تستغنين نهائياً عن قلمك؟- وجدتُ أنني كمقدمة برامج سوف أتمكن من إيصال صوتي ورسالتي التي تخصّ المرأة، ومن ثم سأستعيض بذلك عن القلم والورق، خصوصاً أن الكثيرين باتوا لا يحبّون القراءة المطوّلة، ويكتفون دوماً بـ«المانشيتات» ورؤوس الأقلام... ثم يمضون سريعاً!
فنون - مشاهير
حوار / تبوَّأت أخيراً منصب المديرة التنفيذية لقناة «العدالة»... مضحيةً بـ «الكتابة»
نوال الدرويش لـ «الراي»: الصدارة للأكفاء... والأولوية للشباب الكويتي
12:53 م