ما بين المنع والتنظيم تضاربت تصاريح وقرارات وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في شأن الخيام والمعتفكات الرمضانية، فبعد القرار الذي اصدره الوكيل المساعد لشؤون المساجد ندبا داود العسعوسي بـ«عدم السماح ومنع الاعتكاف بالمساجد بصفة موقتة»، شدد العسعوسي في الدفاع عن القرار في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا «قرار منع الخيام والاعتكاف هو قرار مسؤولي الوزارة جميعا لم يصدر الا بعد دراسة، وتشاور وروعي فيه المصلحة العامة للمصلين حسب ما تقتضيه الشريعة»، بينما نفى وزير العدل وزير الاوقاف يعقوب الصانع وعدد من قياديي الوزارة قرار المنع، موضحين ان «القرار كان تنظيما لا منعا»، بما يفرغ القرار السابق الذي تم تعميمه ونشره من مضمونه فعليا.وفيما ذكر النائب محمد طنا في حسابه عبر «تويتر»: «بعد اتصالي بوزير العدل وزير الأوقاف تم إيقاف قرار منع اعتكاف الشباب في مساجد الدولة، بعد تفهم الوزير لهذا الأمر الذي يهم أهل الكويت جميعا»، وواكبه النائب سعود الحريجي بالتأكيد نفسه، أعلن الصانع ان الاعتكاف في المساجد خلال العشر الاواخر في شهر رمضان الفضيل «موجود ولكن تم وضع ضوابط له»، مؤكداً ان «موائد الافطار التي يقيمها المتبرعون والمحسنون والجمعيات الخيرية بجانب المساجد في شهر رمضان مستمرة».وفي هذا الصدد، قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عادل الفلاح ان «وزارة قياما منها بواجب المسؤولية الملقاة عليها وانطلاقا من القواعد الشرعية المقررة كقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وقاعدة يدرء الضرر العام بالضرر الخاص، قررت وبإجماع كل وكلاء وزارة الاوقاف المساعدين ومديري ادارات المساجد المعنيين وضع ضوابط للاعتكاف في المساجد لهذا العام وازالة الخيم الملحقة بالمساجد والتي اقامتها الوزارة في بداية شهر رمضان حرصا منها على توفير الاجواء الايمانية كما قامت الوزارة باتخاذ بعض التدابير الوقائية اللازمة للمحافظة على سلامة المصلين».وأشار الفلاح إلى ان «الوزارة تحاول بهذه التدابير الاحترازية تضييق فرص العبث بأمن البلاد على المتربصين»، داعيا الجميع الى «التعاون وتقدير الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد حاليا»، مطمئنا إلى ان «الجهات الأمنية في البلد تسيطر على الوضع بشكل تام ولله الحمد وان هذه الاجراءات من باب الاحتياط والتحرز فقط».و بدوره أكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ندباً خليف مثيب الإذينة إن «الوزارة ارتأتً خلال اجتماع موسع برئاسة الوزير يعقوب الصانع وحضور وكيل الوزارة والوكلاء المساعدين ومديري ادارات المساجد في المحافظات، ارتأت اتخاذ عدة خطوات احترازية خلال العشر الأواخر وذلك بهدف تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد».وقال الاذينة ان «من ضمن الاجراءات الاحترازية الغاء الخيم في المراكز الرمضانية وتنظيم آلية الاعتكاف في المساجد واغلاق المساجد بعد ساعة من انتهاء الصلاة».ومن جانبه أكد مدير إدارة مساجد العاصمة المهندس بدر تركي العتيبي أن «قرار وزارة الأوقاف والخاص بإزالة كافة الخيام الرمضانية وتنظيم الاعتكاف وعدم إلغائه لهذا العام جاء بناءً على الاجتماع الذي ضم وكلاء وزارة الأوقاف مع مديري المساجد وبحضور الوزير الصانع، وهذا القرار جاء بإجماع الحضور وتم الاتفاق على تفعيله بصورة موقتة فقط لحين اعتماد آلية جديدة لتنظيم المشروع المذكور تماشياً مع الأحداث الأمنية بالمنطقة ونتيجة للتهديدات التي قد تلحق بالنفس».