كنت أعرف أن وجهكيتوافق تماما مع ملامح البلادويتوافق مع خطوات الناسعلى أرض... يموت فوق سطحها اليقينوكنت اعرف تاريخكبينما الجنود يخرجون من المعركةوفي يد كل واحد قطعة خبزملطخة بدماء الأطفال والطيبين... وفي اعينهم الصور تترىوالمشاهد تتلاصق في تهافت وانهياركنت أعرفأنك الوحيد الذي لم يكن في جيبه رصاصةعلى استعداد تام لأن «تطيش»في صفوف الأعداء... والأصدقاء معاوانك الوحيد الذي كان يقفعلى الحافة ممتشقا حضورهومتمسكا بسنواته المنتشرةفوق المعابروالوحيد- دون غيرك-كنت تجهز القصائدبينما دمك العربي محاصروحلمك محاصركنت أعرف- على وجه التحديد-انك المسافر على متن ليل سديم***قالت له امرأةلماذا كنت تنظر للبعيد؟وكنت تفرش فوق هذا الرملأحداثا تغيرها المسافةواستحالات الشروق؟قالت له: هل كنت معتقدابأن الليل يذهب فيكيمنحك الخرافة... بينماالأحداق تشردفي المتاهة والخفوققالت له امرأةتعلم طفلها معنى الكلاموتشتري من موتهاعمراً... سيصبح بعد اعوامطريقا للبكاءقالت: وماذابعد ان هدأت على الأركانانفاس القصائد والحمامماذا تبقى للقصيدةغير اغنية ترتل عزفهافوق اشتهاءات المنازل للسلام***وقف المشيعون جثثاتتحرك في مساحتها الضيقةوقفوا... على القبروكنت وحدك الذي يرىالمعابر مفتوحة في أعينالمحتجزين خلف قضبان الوطنووحدك الذي يرىالتراب ينز دما وقصائدوينز اغتراباتحت اقدام الغاصبينوينز مشاعر تلهثبين الدوائر والاحتداموحدك... الذي عرفأن الدم تخثر في شرايين العربوأن الحكاية لم تنتهبينما الغبار يشق الصفوفوحدك... تغني على الارغوللحنا شفيفاتغني... ومن خلفككان الموت صديقالأنفاسنا الحائرة!
مدحت علامm_allam66@hotmail.com