قاعدة: وأما الحيوانات التي في البر فهم رجال البوادي والطرقات، والمذكور ذكور والمؤنث إناث والمأكول لحمه فائدة حلال لمن ملكها أو انتفع بها كالغزلان والوعول وبقر الوحش والأرنب وأمثالها فمن ملك واحدا من ذلك: تزوج إن كان أعزب، أو قدمت عليه فائدة من سفر أو يقدم عليه رجل مسافر، أو يرزق ولدا ذكرا إن كان ذكرا، وإن كان أنثى فأنثى، وربما درت معيشته وكثرت عبيده ومشت أحواله، وتكون كثرة الفائدة وقلتها على قدر كبر الحيوان وصغره.قاعدة: إذا صار الرائي من حيوان البر أعطه من أحكامه على ما يليق به، كما قال لي إنسان: رأيت كأنني صرت كبش جبل، قلت: أنت تطلب العزلة والعبادة سترزق ذلك. ومثله رأى نصراني، قلت له: ستصير راهبا في قلالة، فصار كذلك. وقال آخر: رأيت كأنني صرت أريل أو بقرة وحش، قلت: عزمت على الخروج إلى البرية أو إلى مكان خراب لتصطاد الحيات، قال: صحيح. وقال آخر: رأيت كأنني صرت يربوعا، قلت له: أنت كثير الحذر والحيل وعليك مطالبات ولدارك أبواب كثيرة وتدخل من باب وتخرج من آخر كاليربوع، قال: صحيح. فافهم ذلك.وإذا دل الحيوان على الفائدة السهلة فرأى أنه تحول في صفة حيوان صعب المراس دل على تعب فيما دل عليه. كمن أبصر عنده غنمة يحلب منها أو يأخذ عنها صوفا فرآها قد صارت في صفة فهد أو حية أو أسد دل على التعب فيما دل عليه بعد الراحة، كما قال لي إنسان: رأيت أن عندي دجاجا وأنا آخذ من بيضها فتحولت في صفة حجل، قلت: تحت يدك غلمان كانت لك منهم فائدة صاروا يخبئون الفائدة وينكرون، قال: صحيح، لأن الأنثى من الحجل تخبئ البيض لئلا يبصره الذكر فيشربه.( تلخيص من «كتاب البدر المنير» بتصرف)