«الكويت هي المذهب والقبيلة والعائلة»... هذا ما اختصره مشهد عزاء الكويت في شهدائها في المسجد الكبير الليلة قبل الماضية، بحضور قائد الانسانية والد الجميع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وولي العهد سمو الشيخ نواف الاحمد، حيث التفت الكويت حكومة وشعبا في بيت من بيوت الله حول وحدتها، وعززت لحمتها برد صارم على من يخطط من المجرمين لشق وحدة الصف، معزين ذواتهم وذوي شهداء الكويت، مواسينهم في مصابهم الجلل، الذي لامس قلب كل كويتي ومقيم على هذه الارض الآمنة المطمئنة.وتوافد آلاف المواطنين والمقيمين والزائرين من الدول الشقيقة الى مسجد الدولة الكبير، معزين الكويت بشهدائها، يتقدمهم صاحب السمو الأمير وولي العهده ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، واعضاء الحكومة الرشيدة ونواب مجلس الامة في مشهدٍ مهيب يرسم تلاحم الاباء والاجداد على حاضر الابناء معززا التلاحم والتراحم فيما بين كافة ابناء الوطن بشتى طوائفه، معلنا بناء سور الكويت الجديد في نفوس افراد الشعب، لمواجهة أي خطر فكري يتسلل سمه الى تراب الوطن.وفي هذا الصدد، قال وزير الاعلام وزير الشباب والرياضة الشيخ سلمان الحمود، ان ما تعيشه الكويت فاجعة روعت الكويت، والتي سقط على اثرها الشهداء الأبرار والمصابون، نتيجة عمل اجرامي وارهابي جبان، مبيناً ان الوحدة الوطنية رد سريع عليه، وتماسك المجتمع المعهود اعطى الرسالة بأن الكويت دائما محصنة بتماسك شعبها وقيادتها في السراء والضراء. وفي هذا المنطلق ما حصل من زيارة لسمو الأمير وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الامة، وكل المسؤولين للتضامن ولرفض واستنكار هذه الاعمال الارهابية، وهي خير دليل على هذا التلاحم الوطني.وحول القنوات التي تبث الفتنة بين ابناء الوطن، اكد الحمود على أن «قناة وصال قناة غير كويتية وليست مرخصة في الكويت، ونحن لا نقبل اي وسيلة إعلام تخرج عن الوحدة الوطنية اوتمس بأي مكون من مكونات المجتمع الكويتي الكريم»، مبينا ان ما يحصل الان ان العالم مفتوح فضائيا وبعض القنوات تبث من دول خارجية، نحن الان بمرحلة متقدمة من التنسيق مع دول مجلس التعاون ومع الدول العربية، للتعامل مع هذه القنوات التي تبث الفتنة ومنعها من البث، من خلال الوسائل العربية مثل العربسات ونايل سات، وهناك تفهم كبير يحصل في هذا الجانب، لكن لابد ايضا ان نعي نحن كمجتمع لتحري الدقة ونرى مصادر مثل هذه القنوات، ما دامت انها قناة تبث من الخارج ولها اهداف تحاول ان تبث التفرقة في المجتمع يجب علينا ان ننبذها ونبتعد عنها.وبدوره قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله، ان «عزاءنا الوحيد في هذا المصاب هو التلاحم الذي نراه اليوم بين أطياف المجتمع الكويتي، حيث رأينا اليوم رأس السلطات صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء والوزراء والشيوخ».وذكر انه خلال الاجتماع الموسع بين الحكومة والمجلس، أوضحنا لإخواننا أعضاء السلطة التشريعية الحاجة الملحة لإجراء تعديلات تشريعية في ما يتعلق بالجوانب الأمنية ووجدنا تفهماً من قبلهم، متوقعا إنجاز القوانين المطلوبة في الأيام القليلة المقبلة.ومن جانبه، قال وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع، ان الوحدة الوطنية الكويتية لا تمزق ولن يستطيع كائن من كان ان يعبث بأمنها.وزاد ان هذه الأعداد الكبيرة من المعزين في شهداء الكويت بحضور صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الامة، دلالة قاطعة على ان الكويتي وقت الشدة تجده في جميع المواقف، سواء اختلفوا في الأفكار اوالاعمال السياسية اوالاجتماعية اوالاقتصادية، لكن وقت الشدة تجدنا كالبنيان المرصوص.وأوضح الصانع ان «فكرة تلقي العزاء في المسجد الكبير كان خلفها جنود مجهولون في الوزارة واصلوا يوما كاملا لم يناموا فور طرح هذه الفكرة، وطرحت الفكرة على الأخ جواد بوخمسين والنائب عدنان عبدالصمد ولاقت استحساناً وعرضتها على رئيس مجلس الوزراء، كما ان صاحب السمو له رغبات سامية بمشاركة الجميع في أحزانهم وأفراحهم، فما بالك في مثل هذا الحدث المأسوي الجلل».ومن جهته، قال وزير الاشغال العامة وزير الكهرباء والماء احمد الجسار، ان «هذا اليوم هو يوم محزن، لكن اللي يثلج الصدر هو تلاحم اهل الكويت وترابطهم، ومنذ امس وحتى اليوم الرسالة وصلت واضحة الى جميع من يريد الشر بالكويت، ووصلت لهم الرسالة بان الكويت واهلها متلاحمون مترابطون».بدوره، اعرب وزير الاسكان ياسر ابل عن بالغ حزنه ازاء هذا الحادث الاليم الذي احزن ايضا جميع اطياف الشعب الكويتي، متمنيا من العلي القدير ان تكون هذه الكارثه اخر أحزان الكويت وشعبها، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، تحت قيادة صاحب السموامير البلاد المفدى.والى ذلك، قال وزير التربية السابق احمد المليفي ان «الحادثة الإرهابية أهدافها واضحة وهي شق صف المجتمع الكويتي، وهذا لن يحدث لان للمجتمع الكويتي معدنا جيدا، فنحن كشعب كويتي جبلنا على إظهار معدننا الحقيقي وقت الأزمات، فالكل دائماً يلتف حول وطنه وحول قيادته وهذا ما نراه اليوم».ومن جهته، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عادل الفلاح، ان وزارة الأوقاف قامت بترتيب كافة أمور العزاء بمسجد الدولة الكبير بالتنسيق مع الديوان الاميري ووزارة الداخلية ومؤسسات الدولة الاخرى.وتابع «اليوم أهل الكويت جميعا يقدمون رسالة للعالم كله بأن هذ البلد الطيب أهله- ولله الحمد- هذا هو نسيجهم الواحد لا فرق بين سني اوشيعي، الكل علي قلب رجل واحد خلف قيادتنا الحكيمة لصاحب السموالامير الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله تعالى».من جانبه، قال وكيل وزارة الكهرباء والماء محمد بوشهري، ان «هناك شعورا آخر غلب على جميع احزاننا وهو وحدتنا الوطنية التي رأيناها تجسدت في الحادث واليوم في المقبرة، وكذلك هذا العزاء الذي حصل في مسجد الدولة الكبير وهذا اكبر مشهد يؤكد على التلاحم فيما بين الشعب الكويتي».بدوره قال الشيخ فهد جابر العلي، ان الكويت أسرة واحدة يجسدها هذا التجمع الحاشد الذي تقدمه صاحب السموأمير البلاد، مشدداً على ان من يحاول استهداف الاسرة الكويتية لن ينجح مهما فعل، مؤكدا ان هذه السموم المقيتة لم تفلح اثناء الغزوالصدامي الغاشم وأظهر الكويتيون للعالم اجمع مدى حبهم وولائهم لوطنهم ولقيادتهم الحكيمة، واليوم ايضا يضرب الكويتيون أجمل صور التلاحم والترابط بنسيج فولاذي لن يقدر عليه احد - بإذن الله.وإلى ذلك تقدم راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (المصرية) بالكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي، الى جميع الكويتيين بمختلف اطيافهم بأحر التعازي القلبية لهذا الحادث الاليم الذي لاتستحقه الكويت، ولا الكويتيون الذين تميزوا بإنسانيتهم مع الجميع ومؤازرتهم لكل منكوب اومستغيث.وبدوره، قال عضو مجلس النواب العراقي الدكتور ابراهيم بحرالعلوم «أتينا من العراق ومن مدينة النجف الاشرف نحمل التعازي ونشترك في مصاب واحد مع اخوتنا في الكويت»، متمنياً ان يحفظ الكويت من كل سوء في ظل قيادته السياسية.

الغانم: كل التحية والتقدير لرجال الأمن

شكر رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم رجال الامن الذين قاموا على تنظيم مراسم العزاء في مسجد الدولة الكبير، مثمنا جهودهم في تنظيم التوافد وتنظيم الصفوف للمعزين، ومؤكدا لهم أنهم درع الوطن، مثمناً جهودهم المشكورة ولهم كل التحية والتقدير.

الرئيس... حتى إغلاق الأبواب

تواجد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم منذ اللحظة الأولى التي فتحت فيها أبواب المسجد لاستقبال المعزين ، وذلك بعد صلاة العشاء إلى أن انتهى جميع المعزين من تقديم واجب العزاء لأسر الشهداء وكان ذلك قرابة الواحدة بعد منتصف الليل.

الحمود: جهود مشكورة لـ«الراي»

أشاد الحمود بدور صحيفة «الراي» قائلا:«أسجل شكري على جهودهم وعلى فزعتهم والحمد لله، ان دوركم مقدر دائما وجهودكم مقدرة دائما في دعم الكويت وصورتها، سواء في الداخل أوالخارج ونسأل الله الرحمة للشهداء الابرار والى المصابين، نسأل الشفاء العاجل ونواسي أهلنا اهل الكويت بهذا المصاب الجلل».