شكّل انتخاب النائب السابق سمير فرنجية الرئيس الاول لـ «المجلس الوطني لمستقلي(14 آذار)» إشارة انطلاق لمرحلة من تجديد دم تحالف «ثورة الأرز» الذي كان وُلد في 14 آذار 2005 من رحم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير من العام نفسه.وجاء انتخاب فرنجية أمس بأكثرية 237 صوتاً مقابل 32 صوتاً لمنافسه فوزي فري، بعد يوم انتخابي تخلله ايضاً انتخاب هيئة مكتب من 14 عضواً ورؤساء 14 لجنة اختصاصية من خارج القيد الطائفي، بحيث كوّن المجتمعون الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني الذي كانت توافقت على إنشائه كل مكونات تحالف «انتفاضة الاستقلال» قبل 3 أشهر ونيف من أجل إطلاق دينامية جديدة في هذه الحركة العابرة للطوائف.واعتُبرت ولادة هذا الإطار التفاعلي لمستقلّي «14 آذار»، بمثابة انعكاس لرسالة هذا التحالف الاستقلالي، الذي يتألّف في شقّه الحزبي من تيارات وأحزاب مسلمة ومسيحية، وتحديداً لجهة تظهير المعني الحقيقي للبنان ولدور «14 آذار» لجهة ترجمة فكرة لبنان العيش المشترك القابل للحياة، وهو ما من شأنه ان يشكّل نقطة ضوء في زمن الارتداد الى الطوائف والمذاهب في المنطقة الغارقة في صراعات سياسية - دينية. كما يتم التعاطي مع إطلاق المجلس كوعاء يحتضن التنوّع اللبناني ويشكّل إطاراً جامعاً لمواجهة التحديات في المنطقة خصوصاً الانهيار المحتمل للنظام السوري وتداعياته على لبنان، وذلك على قاعدة تأكيد ان لا حلول على قياس طوائف بمعزل عن هموم الطوائف الأخرى وانه لا يمكن التصدّي للتحديات من مواقع حزبية او طائفية ضيقة، ولكن من دون ان يكون هذا المجلس حزباً للمستقلين، بل مساحة تلاقٍ وطني مشتركة بين مَن قد لا يجدون في الأحزاب حلاً ولكنهم يتشاركون مع «14 آذار» مبادئها ورؤيتها للبنان ولهدف العبور الى الدولة.