في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك، عسى الله أن ينفعنا بها .معظم الناس يتعامل مع بنك أو أكثر ومعظمنا له رصيد هنا اوهناك، هذا رصيد المال وهو يزيد أو ينقص حسب الظروف المالية والاقتصادية للفرد, فاذا زاد شكرنا، واذا نقص استغفرنا، والمال عصب الحياة نحرص على زيادة دخلنا بالعمل الطيب الذي يرضي الله ورسوله, فالمال عرض زائل قد ينفعنا في الدنيا أما في الآخرة فقد يكون حجة لنا أو يكون حجة علينا، وانا لا اتكلم عن رصيد الدنيا بل عن رصيد الآخرة فهو الباقي والدائم, ترى ما هو رصيدك في الآخرة ؟ تقول: أنا أصلي وأصوم وأزكي وأحج واعتمر, وأعطي الفقراء وأبني المساجد اذا كنت من اهل اليسار, واعمل ما اقدر عليه من اعمال الخير التي يسرها الله لي، هذا جيد بل ممتاز، فيقال: لك هل تصلي في جماعة ؟ فتقول: أحيانا أو حسب الظروف, هل تقوم الليل؟ طبعا في رمضان فقط,هل تؤدي كل النوافل؟ فتقول: حسب الظروف فأقول جزاك الله خيرا أنت احسن من غيرك ولكن اسمعني جيدا، وخذها قاعدة في الدين، انظر لمن هو أكثر منك طاعة وقربا من الله وحاول مجاراته ومسابقته، أ لم تع هذه الآية ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )المطففين آية 25، نافسه في الطاعات, هل ترضى بان يكون فلان أعلى منك درجة في الجنة مثلا؟ اعمل على هذا الاساس فإنك اذا دخلت الجنة بإذن الله واخذت مكانك هناك ستبقى فيه الى الابد, وما دام هناك في الدنيا فرصة لترتفع بها هناك لماذا لا تنتهزها الآن ؟ فما دمت بدار عمل فاجتهد على هذا الأمر ولن يخيب الله سعيك إذا رأى منك الإخلاص, اعمل واجتهد وسترى النتيجة المشرفة بإذن الله ورحمته اخي العزيز: ولزيادة رصيدك في الآخرة هذه بعض النصائح لعل فيها الخير والفائدة, فهناك قراءة القرآن الكريم بتدبر, فهو الهادي الى الصراط المستقيم, والدال على صفات الله سبحانه وتعالى والتعرف عليه, وهو المبشر بالأجر العظيم وخذ هذه الآية من كتاب الله العزيز ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )الاسراء آية 9، كذلك يجب الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى وتدبر أسمائه وصفاته ولا يخفى على احد أن لذكر لله والتسبيح زيادة في الإيمان وان الغفلة والتضييع والنسيان نقص في الإيمان ولا تنس العمرة بعد حج الفريضة واجرها, كذلك لمدارسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتأسي بأفعالهم واقوالهم أثر كبير في زيادة الإيمان, وما أعده الله العلي العظيم للمتقين من جزاء وللعاصين من عذاب, وهناك التأمل في آيات الله الكونية وبديع صنعه في ما خلق, ومن المهم ايضا تعلم العلوم الدنيوية للتعرف على الاعجاز في القرآن الكريم والسنة المطهرة, ومن المهم أيضا مجالسة الصالحين والابتعاد عن العاصين حتى لا نتحمل الاوزار بأقوالهم أو أفعالهم, ولكثرة الاطلاع والقراءة في ما يفيد زيادة إيمانية واضحة, ومن المهم كذلك النظر الى من هو اعلى منا في الدين والاستفادة من علمه واقتفاء أثره ويجب علينا كذلك الاجتهاد في العبادة وأداء النوافل بعد الفرائض, والتوسع في أعمال الخير قدر استطاعتنا لكسب الحسنات ليوم الحسنات يوم القيامة, وكذلك أن يكون رجاؤنا بالله سبحانه وتعالى كبيرا فلا نقنط من رحمته, ونرجو عفوه ومغفرته، هذه بعض النصائح لزيادة رصيدنا الأخروي أما رصيدنا الدنيوي فهو مكتوب ومقدر من خالقنا ورازقنا. اللهم ارضنا وارض عنا واغفر لنا أجمعين.
متفرقات - إسلاميات
وقل ربي زدني علما / ما هو رصيدك ؟
ناصر الغيث
10:06 م