اعتبر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق السيد عمار الحكيم ان اللقاءات المتواصلة مع القيادة الكويتية تكشف دوما المتابعة والحرص والالمام بمجمل الاوضاع السياسية في العراق، مشيراً إلى وجود «رؤية وحرص وتفهم» لدى سمو الأمير لطبيعة ما يجري في الساحة العراقية.وقال الحكيم خلال لقاء في جمعية الصحافيين عصر أمس الاول «كانت لنا لقاءات معمقة مع سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الأمة وعدد من المسؤولين في الكويت واتسمت اللقاءات بالصراحة والشفافية، ولاسيما اللقاء المطول الذي تشرفنا فيه بمقابلة صاحب السمو الامير».وأضاف «كما تحدثنا عن العلاقة البينية بين العراق والكويت وقدمنا الشكر والتقدير والاعتزاز بمبادرة صاحب السمو والمساعدة التي قدمها لمساعدة النازحين العراقيين».وأردف قائلا «وجدنا رؤية وحرصا وتفهما لطبيعة ما يجري في العراق، ورصداً ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد ومن سائر المسؤولين الكرام، ولم نتعجب من ذلك، فنحن دوما حينما نتشرف بمقابلة القيادة الكويتية، نجدها ملمة ومتابعة وحريصة على مجمل الأوضاع السياسية في العراق».وردا على سؤال عن تسليح أبناء العشائر السنية قال الحكيم «هناك اليوم آلاف من هؤلاء الأبطال المقاتلين الذين يدافعون عن مناطقهم ضد داعش ويواجهون هذا الاٍرهاب بضراوة وشراسة، وبالفعل هم كأهل مكة ادرى بشعابها وهم الاقدر على مواجهة هذا الاٍرهاب في مناطقهم لأنهم يميزون بين الصديق والعدو».واشار إلى انه «بشكل عام فالأوضاع في العراق ليست استثنائية عن أوضاع المنطقة الملتهبة، والعراق جزء من ذلك الواقع، والمعروف ان التحول الديموقراطي الذي حصل في العراق منذ عقد من الزمان وطبيعة الممارسات الإرهابية جعلا العراق على المحك وفي ظروف استثنائية».وتابع قائلا «وبالرغم من التأثير الخارجي والعبث الاٍرهابي الذي تطور بشكل سلبي من القاعدة الى داعش، يجعلنا دائما نحمل هذا الشعار ونقول بأن الفرص بحجم التحديات، فكلما كانت التحديات كبيرة فهذا يعني ان الفرص واعدة وكبيرة ايضا».وتحدث الحكيم عن طبيعة الملابسات حول سقوط الرمادي في أيدي داعش، مشددا على انه «لم يكن هناك عجز عسكري، لافتا الى ان القوات العراقية كانت تمتلك العدة والامكانات»، مضيفا القول «سوى الاستثناء في الرمادي، في كل المساحات الاخرى نحرز تقدما واضحا على الاٍرهاب الداعشي».وأردف الحكيم قائلا «الحل للازمة العراقية في ان نكون عراقيين، وان نتعاطى بلغة العراق ومصالح الشعب العراقي بشكل عام، وسيشترك الجميع وسيكون حاضراً في إقرار حقوقه».وعن الأوضاع الاقتصادية في العراق، قال الحكيم «لاشك ان انخفاض أسعار النفط اثر بشكل كبير وملحوظ على الأوضاع الاقتصادية في العراق، الذي يعتمد علي دخل النفط بشكل رئيسي وأساسي، وشكل هذا الانخفاض كبوة، لاسيما ونحن نواجه حربا ضروسا ضد داعش».وأضاف الحكيم «ومن المعروف ان هذه الحرب ليست حرب العراقيين وحدهم لأننا نقاتل (داعش) نيابة عن المنطقة والعالم كله، وإذا لم نقاتلهم في العراق فعلينا ان نقاتلهم في العواصم العربية والإسلامية ثم في العواصم الغربية».وتابع قائلا «إذاً، نحن معنيون بمواجهة هذا الاٍرهاب، والجميع يعرف ان الدواعش في دولتهم المزعومة وضعوا خرائط ادخلت العديد من دول المنطقة ضمن هذه الخرائط، ما يعني ان المنطقة مستهدفة بشكل عام، ولا يوجد احد في مأمن من هذا الخطر».وأوضح ان التحالف الدولي لمواجهة داعش مكون من 64 دولة، وهي الدول المهمة في العالم، وهذا يعني ان عدو العراقيين هو عدو العالم، وبدأ العالم يكتشف هذا الامر، ولهذا نقوم باتصالات مع دول المنطقة والعالم من أجل تعبئة الرأي العام الإقليمي والدولي في مواجهة هذا الاٍرهاب ومساندة الشعب العراقي في هذه المعركة.وردا على سؤال عن سبب التباطؤ من قوات التحالف في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، قال السيد الحكيم، ان «البطء يرجع لعدد من الأسباب الموضوعية والواقعية، فنحن لا نقاتل جيشا نظاميا ولكنهم مسلحو شوارع، وهم مجموعات مدربة وتحمل عقيدة فاسدة ويقاتلون بضراوة وينتشرون في أماكن عديدة، وفي وقت سابق كان البعض منهم يخطئ بدعم أوساط شعبية معينة هنا او هناك، ولكن يوما بعد يوم يتضاءل الدعم الشعبي وتتكشف حقيقتهم الى الناس بشكل اكبر وأوضح».وقال «تمنينا ان يكون التحالف الدولي اكثر جدية في هذه المعركة، وآخذ على التحالف ان ما يقدمه للجيش العراقي من تسليح وعتاد لم يكن أبداً بحجم الإمكانيات الكبيرة والمتاحة للتحالف الدولي، وميدانيا نحن لا نحتاج اي قوة غير عراقية، فنحن نمتلك جيوشا من الشباب المؤمن والراغب في العمل الجاد في مواجهة داعش».وعن تسليح أبناء العشائر السنية قال الحكيم «هناك اليوم آلاف من هؤلاء الأبطال المقاتلين الذين يدافعون عن مناطقهم ضد داعش ويواجهون هذا الاٍرهاب بضراوة وشراسة، وبالفعل هم كأهل مكة ادرى بشعابها وهم الاقدر على مواجهة هذا الاٍرهاب في مناطقهم لأنهم يميزون بين الصديق والعدو».وأضاف الحكيم ونحن نعطي الاولوية دائما في تحرير الارض لابناء الارض نفسها ممن هم مستعدون للقيام بمثل هذه المهمة.وبالنسبة لتصريح وزير المالية العراقي هوشيار زيباري، حول ان حكومة العراق ماضية برهن نفط البصرة بسبب «الخزينة العراقية الفارغة»، قال الحكيم «اذا قال معالي الوزير هذا الكلام بهذه الطريقة فاعتقد انه لم يكن موفقا في هذا الموضوع، فهناك بيع بالأجل، اي ان الحكومة العراقية حين تفتقر الى السيولة المالية لتغطية نفقات خططها الاستراتيجية والحرب ضد داعش وأمثالها، فتبيع نفط العراق سلفا وليس البصرة فقط، لنعالج مشاكل آنية ووقتية، وهذه رؤية اقتصادية يمكن ان تناقش في مجلس الوزراء العراقي، وان تتفق الحكومة على اتخاذ خطوة من هذا القبيل ولا يمكن بيع نفط محافظة واحدة فقط، والنفط العراقي هو ثروة وطنية للعراقيين جميعا».وردا على سؤال عن تأثيرات حل الاوضاع في سورية على الاوضاع العراقية، وخاصة الحرب ضد داعش، قال الحكيم «تعرفون ما يربط العراق وسورية من الجوار والحدود الطويلة وحركة الارهابيين بين البلدين بشكل سلس، ولذلك كلما تعقدت الامور في سورية اشتد الضغط في الساحة العراقية، وكلما قوينا في العراق وضغطنا على داعش وقضينا عليه، يخف الضغط في الساحة السورية وذلك عملا بنظرية (الأواني المستطرقة السياسية)».وأردف قائلا «نتمنى ان نصل لحلول سياسية واضحة وان يصل الشعب السوري بقواه المختلفة الى حل سياسي مرضٍ يضع حلا لهذا الواقع الذي يعيشه السوريون، ويتوحدوا جميعا في مواجهة داعش، ليخف الضغط عليهم وعلى العراق ايضا».وحول فتح الباب أمام الاستثمارات الكويتية في العراق قال السيد الحكيم، ان الاستثمارات تحظى بأولوية كبيرة في هذه المرحلة التي يعاني منها العراق من شُح الموارد، وهناك توجه كبير لتخفيف المعرقلات وتيسير الاستثمارات وفتح آفاق الاستثمار بشكل أوسع.وتابع قائلا «وفي لقائي مع القيادة الكويتية تحدثنا بشكل تفصيلي عن أهمية ان يبادر رجال الاعمال والمستثمرون الكويتيون وان يستثمروا الفرصة المتاحة وضخ استثماراتهم في محافظة البصرة المحاذية للكويت او في سائر المحافظات العراقية التي تتمتع بفرص واعدة للاستثمار في مختلف المجالات».ودعا الحكيم الى حل بعض المعوقات الإدارية لتسهيل عملية التزاور بين الشعبين الكويتي والعراقي، ومنها منح التأشيرة الكويتية للعراقيين والتي تخضع لاعتبارات.وقال «نظرنا بايجابية للخطوة التي قامت بها المملكة العربية السعودية بتسمية سفير لها لدى العراق ونيتها بفتح سفارة لها في العراق، وهناك جهد قطري في هذا الاتجاه ونحن نرحب به ايضا».
محليات
«لدى سمو الأمير رؤية ورصد حثيث لأوضاع العراق ونعتز بمبادرة القيادة الكويتية تجاه النازحين»
عمار الحكيم: أهل السُّنة الأقدر على مواجهة الإرهاب في مناطقهم لأنهم الأدرى بشعابها ويميّزون بين الصديق والعدو
عمار الحكيم متحدثا خلال اللقاء (تصوير جلال معوض)
02:43 م