مواقف مؤلمة نشاهدها يومياً في هذا الزمن وكيف يقسو الأبناء على والديهم وكيف يقوم بعضهم بالتخلي عنهم إرضاء لزوجاتهم برميهم في دور العجزة بلا مبالاة أو حتى زيارتهم الأمر الذي يجعلنا نعيد ما كنا قد سطرناه منذ سنوات في حق الوالدين ونحن نعيش هذه الأيام الفضيلة لأخذ العبر والاتعاظ من مواقف الأخرين قبل الندم.فهذه رسالة مؤثرة نقلها لي أحد الزملاء من إحدى الدول يقول فيها:في أحد الأيام كنت في المقبرة لدفن أحد الأقارب فدخلتها، وكان ذلك في وقت المساء فكان إحساسي في تلك الليلة غريباً رغم ترددي على تلك المقبرة فكان شعوري مختلفاً جداً.. فمنظر القبور في الليل مخيف ومفزع ويذكرك بالآخرة تماماً... زرت جدتي وخالتي وابن خالي وابن عمي ودعوت الله لهم بالرحمة والمغفرة.ويضيف قائلا: لا أخفيكم نزلت دموعي كثيراً.. لكن متى؟، عندما رأيت شاباً جالساً عند أحد القبور وقد اضطجع بجانبه وكأنه يحتضنه!تأملت فيه كثيراً ثم ذهبت إليه بهدوء.. فإذا به يتحدث مع من في القبر.. اقتربت منه لأواسيه فسمعته يقول: (ياوالدتي أبشرك سوف أعتكف في العشر الأواخر من رمضان كاملة كما كنت تطلبين مني ذلك.. كما أن شراب العصير الذي كانت تصنعه زوجة أخي مر.. لكن من يديك كان مثل العسل)!ويتابع قائلا: اقتربت منه أكثر و(تنحنحت) فانتبه لوجودي خلفه فكفكف دموعه ومسح عينيه بثوبه وتوقف والحزن بادٍ عليه.صافحته واحتضنته فبكى كثيراً فتأثرت ودمعت عيناي لبكائه فقال: لا تلومني فهذه والدتي.. توفيت فأصبحت آتي لزيارتها كل يوم، وهذا أول رمضان يمر علي من دونها ثم أخذ يبكي فنصحته بالصبر وعدم البكاء وأخفيت دموعي عنه وقلت: ادع لها كثيرا فالبكاء الآن لا ينفع.. فقال أصبحت الآن في رمضان أزور قبرها يومياً واشكي الحال لأفضفض لها عما في خاطري وتقصيري تجاهها عندما كانت على قيد الحياة وكانت تنصحني بالصلاة ومخافة الله في الوقت الذي كنت فيه ولداً عاقاً لم أعرف قدر والدتي إلا بعد أن فارقتني!يا عبدالله.. إنها فرصة لتبر والديك ما داما على قيد الحياة وتترحم عليهما في حياتهما وبعد مماتهما فهل يعي (عيالنا) هذه الحقيقة؟!يقول رب العباد في سورة الإسراء (وَقَضَى? رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا - وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الايتين(23-24).****على الطاير:- اللهم ارحمنا برحمتك ورقق قلوب (عيالنا) لبر والديهم ورطب قلوبنا وقلوبهم بذكرك وشكرك وحسن عبادتك.وارحم موتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين.ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!bomubarak@hotmail.com Twitter: @Bumbark
مقالات
أوضاع مقلوبة!
«وبالوالدين إحسانا...»
10:07 م