يعيش سوق المباركية على وقع أزمة تقرع طبولها مع قرار وزارة المالية رفع قيمة إيجارات المحال التجارية بنسبة تتجاوز 450 في المئة، بدءا من أول يوليو.فقد هدد عدد كبير من أصحاب المحال والمطاعم بتصعيد الأمر، رافضين القرار رفضا قاطعا، مؤكدين أن الزيادة ستشعل الأسعار وسيتحملها الزبائن في النهاية. وأكد المتضررون الذين التقتهم «الراي» أنهم في حال عدم تراجع وزارة المالية عن إلغاء هذه الزيادة أو تخفيضها سيضطرون الى سداد قيمة إيجاراتهم الحالية دون الزيادة الجديدة في المحكمة المختصة مع تصعيد الأزمة.حسن زكريا، صاحب أحد المطاعم، طالب الوزارة بإعادة النظر في هذه الزيادة المجحفة او على الأقل تخفيضها بحيث لا تتعدى نسبة 50 في المئة من قيمة الإيجارات الحالية، وحذر من ان «تلك الزيادات في حالة تطبيقها سيترتب عليها ارتفاع أسعار السلع والخدمات التي تقدمها محال المباركية الى خمسة اضعاف الأسعار الحالية، ما يؤدي الى تراجع حركة البيع في سوق المباركية الذي يشهد إقبالا كبيراً من الزائرين المقيمين والمواطنين والسائحين باعتباره معلما سياحيا في الكويت وأسعار محالها تناسب كل شرائح المجتمع».من جهته ذكر سيد، هو صاحب أحد المطاعم، ان أحد المسؤولين في وزارة التجارة والصناعة هدده بتحرير مخالفة ضده في حال فرض أي زيادة على الأسعار المعلنة حالياً في مقهاه ومطعمه اللذين يملكهما في المباركية، مشيراً إلى انه في حال فرض الزيادة الجديدة التي أعلنت عنها وزارة المالية سيضطر مرغما الى رفع الأسعار الحالية بما يتناسب مع الزيادة لتغطية نفقات الإيجار الجديد والكهرباء ومعاشات العاملين في المقهى والمطعم.ولفت الى انه بالرغم من عدم انتهاء مدة عقد المطعم والمقهى اللذين يديرهما، التي تمتد حتى العام المقبل فإن وزارة المالية ارسلت له خطابا تخطره بالزيادة الجديدة او إخلاء المكان.وتابع «يتردد ان هناك إحدى الشركات تقدمت لوزارة المالية بعرض مالي مغر لاستغلال محال المباركية بدلاً من الشركة المستثمرة الحالية لاستغلال واستثمار المحال بعد اخلائها بسبب عدم رضوخ المستأجرين للزيادة الجديدة أو إجبارهم على قبول الزيادة الجديدة او إخلاء المحال بحيث تتولى الشركة الجديدة تأجيرها بقيمة مضاعفة عن القيمة الحالية لمن يرغب».وأوضح ان الزيادة الجديدة في حال تطبيقها ستؤدي الى مضاعفة الأسعار الحالية، وعلى سبيل المثال سيصبح ثمن ماعون المشويات الذي يباع بدينار وربع، دينارين ونصف ما يؤدي إلى عزوف رواد هذه المحال والمقاهي والمطاعم. ورأى ان سوق المباركية يعد منطقة شعبية ويجتذب زبائن من كل شرائح ومستويات المجتمع ويجب ان تكون اي زيادة في الأسعار في حدود المعقول.من جانبه، قال السريلانكي إسلام، وهو صاحب أحد المطاعم، «إن وفودا رسمية من الجامعات وأفرادا من اسرة الصباح، وشخصيات مرموقة تزور السوق، ونقدم جميع الاكلات الكويتية طازجة بأسعار جيدة، ومع زيادة الإيجار حتما سنرفع تلك الأسعار لاننا لا نستطيع تلبية الاحتياجات ودفع الالتزامات المالية التي تقع على عاتقنا».وقال سيد عبد إن الاسعار ستتجه إلى الزيادة في حال رفع أسعار الايجارات التي ستتضاعف ما يؤدي إلى رفع سعر الطلبات.من جانبه، قال محمود باقر إن «الشيخة أمثال الأحمد قامت بتجميل المكان ليكون قبلة سياحية تناسب كل الشرائح وتجد أفرادا من الاسرة الحاكمة يجلسون بين الناس بكل أريحية وبساطة، بعيدا عن التكلف» لافتا إلى ان الكويت فيها الغني والفقير والجميع يعيش بالكويت عكس البلدان الاخرى.