هبطت القيمة المتداولة في سوق الكويت للأوراق إلى 10.4 مليون دينار أمس، في الجلسة الأخيرة قبل دخول شهر رمضان المبارك، ما أعطى للمتداولين مؤشراً سلباً حول اتجاهات السيولة خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقعات البعض بأن يكون رمضان هذا العام الأدنى تداولاً منذ سنوات ما قبل طفرة العقد الماضي.وتاريخياً، تتراجع السيولة المتداولة خلال شهر رمضان، إلا أن عوامل عدّة تغذّي التوقعات بتراجع أكبر من المعتاد هذا العام بالنظر إلى الظروف المحيطة بالسوق. فمعدل التداول منذ بداية العام الحالي يبلغ نحو 20 مليون دينار، مقارنة بـ 28 مليون دينار العام الماضي، وكلاهما من الأدنى منذ أكثر من عقد من الزمان، وتبدو السيولة في مسار منحدر في الأسابيع القليلة الماضية، وخلال هذا الأسبوع بالذات، إذ بدأت بنحو 20 مليون دينار في أول أيام الأسبوع ثم انحدرت إلى 15 مليون دينار الاثنين ثم 13 مليوناً أول من أمس.وتشير البيانات التي جمعتها «الراي» إلى أن رمضان الذي صادف العام 2012 كان الأدنى تداولاً خلال الشهر الكريم منذ ما قبل الأزمة، إذ كان معدل التداول اليومي فيه 12.8 مليون دينار، فيما كانت تداولات رمضان المصادفة للعام 2009 الأكثر كثافة خلال السنوات الست الماضية، بمعدل يومي يقارب 93.5 مليون دينار.ويعاني السوق بشكل خاص من غياب المحفزات والأخبار ذات الوقع الكبير، ما يجعل السيولة تتركز في فترات كثيرة على الأسهم المضاربية، وسط غياب واضح للاستثمار المؤسسي، الذي غالباً ما يقود التداول على السلع القيادية.وعلى الرغم من أن إدراج سهم «ميزان» خلال الأسبوع الماضي أحدث نشاطاً إيجابياً في التداولات، إلا أن هذا الزخم بدأ يتراجع نوعاً ما، إذ انحسرت قيمة التداولات على السهم إلى 693 ألف دينار أمس، بعد أن كانت بالملايين في الأيام السابقة.وقال مدير استثمار في واحدة من الشركات المالية الكبرى إن تراجع معدل السيولة في سوق الاوراق المالية وتأثير عمليات البيع بهذا الشكل أمر متوقع، ليس فقط مع قدوم شهر رمضان، بل يحدث تاريخياً خلال فترات الصيف بفعل تراجع الاهتمام لدى المستثمرين والمضي في تبديل المراكز بين الشركات المُدرجة، فيما زاد عامل آخر هو غياب المحفزات التي من شأنها تشجيع الاوساط الاستثمارية على دخول السوق.ويؤكد ان هناك أسعار منخفضة جداً، وتمثل فرص استثمارية واعدة للمحافظ والافراد، إلا ان هناك شركات سيظل السوق بحاجة الى «تطهير» منها، عبر اتخاذ إجراءات وقرارات رقابية تصب في اتجاه غربلة القطاعات، منوهاً الى ان الابقاء على الشركات التشغيلية وذات النماذج الاستثمارية الجيدة ستكون بمثابة عامل مساعد لإيجاد سوق أكثر متانة.ورصد تركيزاً من المحافظ المضاربية على الاسهم الصغيرة التي تتداول تحت سقف المئة فلس، إذ لا زالت تلك السلع تسيطر على سيولة الافراد الى جانب بعض المحافظ الصغيرة والتي ترغب بدورها في تحقيق عوائد سريعة، لافتاً الى أن عمليات جني الارباح التي تحدث على هذه الاسهم دائماً ما تقع تبعاتها على كاهل صغار المتداولين.واغلق المؤشر العام للبورصة مع نهاية تداولات الامس عند مستوى 6.266 نقطة منخفضاً بـ 8.26 نقطة، فيما اقفل الوزني على تراجع 0.9 نقطة.وسجل كويت 15 تراجعاً بـ 4.2 نقطة ليقفل عند 1.025 الف نقطة، وكان لعزوف المتعاملين عن السوق أثير للسيولة المتداولة التي بلغت امس 10.4 مليون دينار بكمية أسهم تصل الى 94.8 مليون سهم نفذت من خلال 2571 صفقة نقدية.

أدنى مستوى لـ «زين» خلال 10 سنوات

استحوذ سهم «زين» أمس على نحو 25 في المئة من التداول، في ظل عمليات بيع قامت بها محافظ استثمارية على السهم، دفعت به الى أدنى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات (مع الأخذ في الاعتبار التفسيخات النقدية والمنحة وزيادة رأس المال التي طرأت على الشركة).وأقفل السهم عند مستوى 425 فلساً بعد أن لامس 420 فلساً خلال التداول، وبلغت كمية التداول 6.1 مليون بقيمة 2.6 مليون دينار نفذت جميعها من خلال 231 صفقة نقدية.وبانخفاض سهم «زين» إلى المستويات الراهنة، بات يُتداول بمضاعف سعر الى الربحية يقل عن 9.5 ضعف، وبمكرر سعر الى القيمة الدفترية يقارب 1.1 ضعف، ما يجعله واحداً من أرخص أسهم الاتصالات في المنطقة، خصوصاً وأن العائد على التوزيعات يبلغ 8.5 في المئة وفق آخر البيانات. لكن تبقى للاستثمار المؤسسي نظرته إلى السهم، وفق ما يتوقعه من أرباح وتوزيعات مستقبلية.ويبلغ معدل دوران سهم «زين» منذ بداية العام 7 في المئة بالنظر الى رأس المال.