أخذت الأزمة الحكومية في بيروت ما يشبه الاستراحة مع الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء تمام سلام إلى القاهرة أمس، حيث التقى كبار المسؤولين وفي مقدّمهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وناقش معهم العلاقات الثنائية والتطورات المتسارعة في المنطقة وانعكاسات الحرب السورية على لبنان سواء على صعيد ملف النازحين او معركة الإرهاب التي يخوضها الجيش اللبناني.وبعودته الى بيروت ومعه دعم عربي جديد، يضاف الى الدعم الغربي، لضرورة الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في لبنان، والذي تشكّل الحكومة الحالية آخر خطوط الدفاع عنه، يستأنف سلام اليوم اتصالاته الرامية الى احتواء الأزمة التي ضربت حكومته من بوابة رفض زعيم «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون بحث اي بند في جدول اعمال مجلس الوزراء قبل تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش خلفاً للعماد جان قهوجي الذي تنتهي خدمته في سبتمبر المقبل، وهو الموقف الذي يدعمه فيه «حزب الله» والنائب سليمان فرنجية وحزب «الطاشناق».ويشي المناخ السائد في بيروت بأن سلام، المتريّث في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء يمكن ان تؤدي الى صِدام يجرّ البلاد برمّتها الى عنق الزجاجة، يريد ممارسة سياسة الصبر من دون ان يقع في النهاية في مطبّ التردّد الذي يجرّ الى تعطيل ذاتي للحكومة، وسط انطباع بأنه سيستنفد الاتصالات والمحاولات قبل اللجوء الى الخيار الاضطراري المتمثّل في الدعوة لجلسة على ان يعمد بحال حصول ايّ خلاف الى بت بنود جدول الأعمال بأكثرية الثلثيْن، اي على قاعدة الحفاظ على ما أمكن من روح إجماعية من دون السماح بتعطيل عمل مجلس الوزراء.وفيما تشير تقارير في بيروت الى استبعاد سماح سلام وقوى «14 آذار» ببقاء الحكومة في عطلة طوال شهر رمضان المبارك، أفادت معلومات عن مساعٍ للوصول الى مخارج، على قاعدة الإفراج عن العمل التشريعي في البرلمان (عبر فتح دورة استثنائية) وإعادة عجلة العمل الحكومي، وإن كان مثل هذا الامر دونه عقبات تتصل بسبل إقناع عون المتمسّك حتى الساعة بموقفه المعترض على بحث اي بند قبل بتّ تعيين قائد الجيش.وفي موازاة ذلك، بقيت أحداث قرية قلب لوزة في ريف ادلب ومصير دروز السويداء محور اهتمام في لبنان ولا سيما من الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط،الذي لفت أمس، توجهه الى عمَّان حيث يفترض ان يعقد لقاءات مع قيادات أردنية وسورية في إطار مساعية الرامية الى احتواء ما جرى في ريف ادلب وتفادي تكراره في السويداء.وجاءت زيارة جنبلاط، غداة اللقاءات البارزة التي عقدها موفده الوزير وائل أبو فاعور في تركيا مع قوى المعارضة السورية بحضور رئيس «الائتلاف الوطني» خالد خوجة الذي أبلغ الى صحيفة «المستقبل» أنّه جرى خلال الاجتماع مع ابو فاعور «الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين القوى الوطنية الدرزية والقوى والمجالس المحلية في إدلب لحل أي خلاف» قد يطرأ مستقبلاً، مؤكداً أنّ «القوى الوطنية السورية التي شاركت في هذا الاجتماع لن تسمح بتكرار حادثة قلب لوزة مرة ثانية»، في الوقت الذي اعلن مفوّض الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» (يترأسه جنبلاط) رامي الريّس أنّ أجواء اجتماعات إسطنبول «إيجابية جداً وخلصت إلى التوافق على ترتيبات معينة خاصة بحماية القرى الدرزية في سورية».
خارجيات
جنبلاط في الأردن لمتابعة ملف دروز سورية
سلام «الصابر» يحاذر الوقوع في مطبّ... التردّد
01:48 م