مازلت بعد ثلاثة عشر عاما من إنهاء دراستي الجامعية، أتذكر وأتابع بشدة الدكتور غانم النجار في كتاباته وندواته وتحليلاته السياسية. ويعود ذلك الأمر إلى إعجابي الشديد بطريقة وأسلوب إلقائه المميز من جهة، خلال تدريسه لي لمادة حكومة وسياسة الكويت، من خلال كتابه الشيق مدخل للتطور السياسي في الكويت، وإلى فكره الوسطي في تحليل وقائع الأمور من جهة أخرى، وكذلك أيضا لأنني حصلت على أقل درجة خلال دراستي الجامعيه منه شخصياً، وهذا من باب الدعابة طبعا!ما زلت أتذكر، من خلال الدكتور غانم النجار، كيف أن الكويت مرت بمراحل وتحولات سياسية متعددة وكثيرة، ساهمت في بناء دولة ديموقراطية مدنية، من خلال شريط ممتلئ بالمواقف والأحداث التي عايشها أهل الكويت القدماء. بدءا من اختيار صباح الأول حاكماً للكويت، وحكم مبارك خلفاً لأخيه محمد، ومعاهدة الصداقة الأنجلو- كويتية ومعركة الصريف والجهراء، وهجرة التجار، وإنشاء المجلس التشريعي ومجلس الشورى، واستقلال الكويت، وتهديدات عبدالكريم قاسم، والمجلس التأسيسي ومجلس الأمة، والحل غير الدستوري، والمجلس الوطني، ودوواين الإثنين، والغزو العراقي وغيرها، كل ذلك ساهم في تشكيل وبناء التاريخ السياسي والديموقراطي الحديث للكويت.وعلى هذا الأساس، فإننا ومنذ أكثر من عشرة أعوام، عشنا وتعايشنا مع أحداث متلاحقة ومتواترة. فما نلبث أن نهدأ، حتى تظهر على الساحة قضايا أخرى أكثر تعقيداً وأهمية أيضا، ومن أمثلة ذلك قضية الإيداعات والتحويلات المليارية، وتغيير نظام التصويت في انتخابات مجلس الأمة، والاستجوابات المتكررة المستحقة وغير المستحقة، وشطب استجوابات، وحالات الصراع السياسي والطائفي المقيت. شهدنا كذلك، الحل الدستوري المتكرر لمجلس الأمة، ومقاطعة نسبة لا يستهان بها للانتخابات، وارتفاع سقف الخطاب السياسي.لاحظنا أيضا، التضييق الممنهج للحريات، وزيادة عدد المعتقلين من أصحاب الرأي، وسحب الجناسي، وحالة التذمر الشعبي للخدمات الحكومية المختلفة من تعليم وسكن وصحة وغيرها! ولا ننسى كذلك، صراع أقطاب الأسرة، ولا أحتاج إلى تدليل على ذلك، سوى بالرجوع إلى أحداث قضية الشريط المفبرك.وختاما، حالة عدم الاستقرار السياسي والصراعات والحروب الداخلية التي تشهدها دول المنطقة! أحداث كثيرة ومتنوعة لا يسع المجال لذكرها كلها.أعتقد، أننا أمام مرحلة سياسية جديدة ومعقدة، لم نعش سوى بدايتها فقط، فالكويت مقبلة على الكثير، وشريط الأحداث لم ينته بعد، وقد نشهد في الأيام والسنوات المقبلة تحولات كثيرة من الناحية السياسية والديموقراطية أيضا، فهل تتفق معي يا دكتور غانم على ذلك؟!Email: boadeeb@yahoo.com
مقالات
إبراهيم أديب العوضي / اجتهادات
البداية لمرحلة سياسية جديدة !
09:08 م