صرح الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط البروفيسور إيال زيسر ان الرئيس السوري بشار الاسد يتصرف مثل قبطان السفينة التي تغرق، ويريد التخلّص من الحمولة الزائدة، لكن لا توجد لديه الرغبة والقدرة على فعل ذلك.وقال أمس، في تحليل سياسي: «أثارت انجازات تنظيم الدولة (داعش) في سورية المخاوف الإسرائيلية بأن اليوم الذي يستعد فيه هذا التنظيم لمهاجمتنا لم يعد بعيداً، وذلك عن طريق الحدود السورية في هضبة الجولان. لكن التنظيم يستمر حتى الآن في التركيز على الحرب في سورية، وبدت جهود مقاتليه واضحة في الاسابيع الاخيرة من اجل الدخول الى جبل الدروز شرق المدينة (السويداء)، حيث يعيش هناك نحو نصف مليون درزي. لكن ليس تنظيم الدولة فقط مَنْ يهدد الدروز في سورية، بل (جبهة النصرة) ايضا، تزيد الضغط على جبل الدروز من جهته الغربية، وعلى القرى الدرزية الموجودة على أطراف جبل الشيخ وتقابل القرى الدرزية في إسرائيل.ويضيف زيسر:«الدروز أيدوا على مدى السنين الدولة السورية وتصرفوا نحوها بولاء، وتمسّكوا بذلك ايضا حينما حدثت الثورة السورية، لا سيما كلما أخذت الثورة الطابع الإسلامي. إلا أن الاسد أنكر هذا الجميل، وهو اليوم يتركهم لمصيرهم في مواجهة أعدائهم»، مؤكداً ان«بشار الاسد يقوم بتوجيه طاقاته ومصادره من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه، وعلى رأس اولوياته العاصمة دمشق وكذلك منطقة الشاطئ العلوية التي يعيش فيها أبناء طائفته الذين يشكلون العمود الفقري لنظامه».وحسب المحلل الإسرائيلي، لم يطلب الدروز مساعدة إسرائيل، لأنهم ربطوا مصيرهم بمصير الدولة السورية، رغم أن هذه الدولة لم تعد قائمة. وربما اذا زاد ضغط المتمردين على القرى الدرزية القريبة من جبل الشيخ فإنهم سيطلبون المساعدة أو اللجوء إلى إسرائيل. فجبل الدروز في المقابل بعيد جدا عن الحدود وليس هناك تواصل جغرافي بينه وبين هضبة الجولان.واوضح:«بالنسبة لإسرائيل فإن تقديم المساعدة للدروز أمر إستراتيجي، ومن الواضح أن (داعش) سيستمر باتجاه هضبة الجولان بعد انتهائه من جبل الدروز. إضافة الى ذلك فإن الامر هو التزام أخلاقي إنساني، وليس مجرد مساعدة لطائفة تحت الخطر، بل التزام إسرائيلي تجاه الطائفة الدرزية الموجودة في إسرائيل والتي تنظر بقلق الى الخطر الذي يهدد أبناء طائفتهم في الجهة الثانية من الحدود».ويرى احد ابرز محرري صحيفة«معاريف»يوسي ميلمان، تحت عنوان (في الموضوع الدرزي... لإسرائيل و«حزب الله»مصلحة مشتركة) أنه«بخصوص الورطة الدرزية، فإن هناك دوراً لإسرائيل والأردن والولايات المتحدة و(النصرة) و(حزب الله) وخلف الافق إيران ايضا».ويقول ان«الوضع في سورية آخذ في التعقّد باستمرار، الوضع في سورية هو فوضى وحشية من 200 ألف قتيل، مئات آلاف الجرحى ونحو 7 ملايين لاجئ ومتشرد. ولكن خلف الزاوية تكمن مصيبة أخرى: خطر وجودي للدروز هناك، من شأنه أن يجر إسرائيل الى دوامة غير مرغوب فيها». ويضيف:«حاليا تتابع إسرائيل عن كثب - ولا يمكن أن نفصل لاسباب الامن القومي والاقليمي - هذه التطورات. وتفيد مصادر في جهاز الامن بأنه لا توجد نية للتدخل في الحرب الأهلية، ولكن هل ستسمح الطائفة الدرزية في البلاد، والتي تعد 130 ألف نسمة، للحكومة والجيش الإسرائيلييْن أن يقفا جانبا اذا ما تعرض نصف مليون درزي في سورية لخطر وجودي حقيقي».واوضح ميلمان لقد بحث التخوف على مصير الدروز في اثناء زيارة رئيس الاركان الاميركي المعتزل الجنرال مارتين دمبسي الاسبوع الماضي. فقد دعا رئيس الدولة العبرية رؤوبين ريفلين الولايات المتحدة للدفاع عن الدروز في سورية، ويمكن الافتراض بانه قال ذلك بالتشاور مع محافل الامن العليا في اسرائيل وكمقدمة لما قالته هذه المحافل على مسمع من الجنرال دمبسي.ويشير ميلمان الى ان الدروز في سورية، بدأوا بتنظيم أنفسهم. واستجاب مئات الدروز في لبنان لدعوة زعيمهم وليد جنبلاط - الذي اقام بالتنسيق مع «حزب الله» معبرا حرا - وانتقلوا من جبال الشوف الى الخضر ومحيطها. وهاكم ما لا يصدق - لـ «حزب الله» ولإسرائيل مصلحة مشتركة، كل منهما لاسبابه، لتعزيز أو حماية الدروز.
خارجيات
«معاريف»: لإسرائيل و«حزب الله» مصلحة مشتركة في الموضوع الدرزي
خبير إسرائيلي: الأسد يتصرف كقبطان سفينة تغرق
09:30 م