شهدت أسعار المواشي في البلاد انخفاضا غير مسبوق، إذ هبط سعر الأغنام «المحلية» النعيمي الذي وصل في فترة من الفترات إلى نحو 120 ديناراً، ليكسر حاجز المئة متأرجحاً ما بين 60 و80 ديناراً. أما الطليان الإيرانية «الشفالي» فهبطت أسعارها لتترواح ما بين 40 و50 دينارا.مراقبون أرجعوا أسباب هذا الانخفاض إلى دخول كميات كبيرة من الأغنام الإيرانية وعرضها في جميع نقاط البيع مما أدى إلى نزول سعر الطلي المحلي، وسجلت نقاط البيع انخفاضا ملحوظا في الأسعار، مقارنة بالسنوات الماضية نتيجة كثرة الأغنام المعروضة.المتضررون من انخفاض أسعار الأغنام بثوا شكواهم لـ«الراي» وقالوا إن إغراق السوق المحلي بالأغنام التي يتم جلبها من إيران تسبب في نزول سعر الأغنام المحلية، وأدى إلى خسائر كبيرة في موسم رمضان الذي كانوا يعولون عليه لتعويض خسائر ارتفاع أسعار الأعلاف.المربي منصور العنزي قال «ليس لدينا أي مانع من انخفاض أسعار الاغنام، لكن في المقابل نريد دعم الأعلاف لتصبح العملية متوازنة بلا غالب ولا مغلوب». وأشار الى أن تربية الأغنام في ظل تراجع الأسعار لم تعد مجدية ناهيك عن المعاناة والحر الشديد الذي يواجه المربي والعذاب في «الروحة والجية للحلال» وما يتكبدونه من مصاريف، مقارنة بالجدوى الاقتصادية المنتظرة.وأكد أن «غياب دعم الأعلاف في بعض فترات السنة ساهم في تفاقم المشكلة» موضحا أن صغار المربين لن يستطيعوا الاستمرار في تربية مواشيهم في ظل هذه الأسعار، ومطالباً بتدخل سريع لدعمهم أو دعم الأعلاف لتخفيض سعرها.من جانبه، قال مبارك المياح إن «دخول كميات كبيرة من الأغنام الى السوق تسبب في تراجع أسعارها إلى معدلات غير طبيعية في الوقت الذي يدفع المربي مبالغ كبيرة في شراء وتوفير الأعلاف، مما قد يضطر صغار المربين من التوقف عن تربية الأغنام.وأضاف المياح أن المعاناة التي يواجهها المربون لم تجد آذاناً صاغية وحلولاً مناسبة لوقف تذبذب أسعار الأغنام فنحن نستطيع أن نحد من ارتفاع الأسعار من خلال وضع مراقبين في سوق الأغنام لرصد ارتفاع الاسعار مطالبا الحكومة بضرورة مساندة المربين وتشجيعهم على الانتاج.من جانبه قال المواطن ناصر البحر إن أسعار الأغنام الحالية مناسبة جدا لذوي الدخل المحدود رافضا المبالغة بارتفاعها لاسيما الأغنام المحلية التي يفضلها الكثيرون، مشيدا بخطوات الحكومة في متابعة الاسعار والرقابة في المواسم وتوفير بدائل حتى لا يكون المواطن هو الضحية من ارتفاع الاسعار. بدوره، قال علي المحارب إن «زيادة الأغنام المعروضة في السوق المحلية غير مجدية للمربين، وتسبب انخفاضا في أسعار الأغنام إضافة إلى دخول شاحنات ضخمة من إيران محملة بالأغنام تسببت في انخفاض أسعار النعيمي الأكثر طلبا في السوق بشكل دائم، مؤكدا أن سوق الاغنام انخفض كثيرا عن السابق».