كونا - رأى المحلل النفطي خالد بودي أن الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط أخيراً «أمر طبيعي عقب الأزمة التي شهدتها خلال الاشهر الماضية»، مشيرا الى ان «سعر البرميل سيتراوح بين 70 و75 دولاراً وأن السعر العادل هو 90 دولارا».وأوضح بودي ان الارتفاع في اسعار النفط بعد الهبوط الحاد الذي شهدته أخيراً أمر غير مستغرب لانه يباع بأقل من سعره العادل، لافتا إلى أن الاسعار كانت قد انخفضت رغم بقاء الطلب عند مستوياته السابقة بل وزيادته ولهذا لم يكن الهبوط مبررا ولكن «التوقعات المتشائمة والمضاربات هوت بالأسعار».وأضاف بودي انه «حتى لو كان حجم العرض اكبر من الطلب فمن المفترض ألا تقل الأسعار بهذه الحدة لكن كانت هناك عوامل ساهمت في ذلك أبرزها التوقعات والشائعات بأن الصين ستتراجع في الطلب وهذا لم يحدث بل من المتوقع زيادة الطلب الصيني».وأشار إلى أن تبديد المخاوف من (النفط الصخري) والتأكد من أنه «لن يكون منافسا قويا للنفط التقليدي ساهم في ارتفاع الاسعار»لاسيما أن نسبة انتاجه عالميا لن تزيد على 9 في المئة «من الحاجة فضلا عن وجود العديد من المشكلات التي تواجه صناعته وستحد منها مستقبلا أبرزها ارتفاع كلفة انتاجه وعمر آباره التي تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام فقط والاثار البيئية السلبية الناجمة عن تكسير الصخور وانعكاسها على المياه الجوفية العذبة وتسببه في حدوث الزلازل».واوضح ان حجم انتاج النفط الصخري الذي يستخرج معظمه من الولايات المتحدة الاميركية يبلغ حاليا 4 ملايين برميل يوميا ومن المتوقع ان يصل الى 9 ملايين ويستقر عند هذا الحجم دون زيادة.وبين ان تلك الأمور تصب جميعها في صالح النفط التقليدي وتبدد المخاوف من تراجع دوره وتأثيره، لكنه اشار إلى أن الأسعار لن تعود إلى مستوياتها ما قبل الأزمة ولن تتخطى حاجز الـ 100 دولار، لكنها «ستصل الى 75 دولارا وتستقر عند هذا المستوى لفترة الا إذا كانت هناك احداث استثنائية سياسية وحروب فان ذلك سيقفز بالأسعار لمستويات مرتفعة جدا».ولفت الى ان الطلب على النفط مستقر ونموه متوازن وأن الفائض في المعروض ليس له بالغ الأثر الذي يضخمه البعض وأنه سيختفي «وفقا لاغلب الدراسات التي تؤكد ان نمو الطلب سيقضي على الفوائض».وقال ان وجود ما يعادل مليوني برميل فائض في المعروض ليس بالنسبة الكبيرة لأنها لا تتجاوز 2.5 في المئة من حجم الطلب العالمي على النفط وبالتالي ليست هناك مشكلة بالنسبة لهذا الفائض الذي سيختفي في المستقبل.واكد ان الدول المنتجة لا ترغب في وصول الاسعار لمستويات فوق الـ 100 دولار للبرميل وانها راضية بالحدود بين 70 الى 75 دولارا حيث ان الارتفاع غير الطبيعي يؤثر على تلك الدول المنتجة من حيث التضخم ويكون له تأثيرات اقتصادية عالمية فضلا عن التشجيع على البحث عن مصادر اخرى للطاقة والاستثمار في بحوث الطاقة البديلة غير انه يهيئ البيئة الاقتصادية لإنتاج النفط الصخري.في غضون ذلك، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي في تداولات الأربعاء 2.71 دولار ليبلغ 61.28 دولار مقابل 58.57 دولار في تداولات الثلاثاء الماضي وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
اقتصاد
تحليل
الأسعار بين 70 و75 دولاراً
10:31 ص