يعد الشيخ فهد الكندري أحد أشهر قراء القرآن الكريم في دولة الكويت، وقد عُرف بصوته الندي وقدرته على الإقناع والتحدث بطلاقة، فبجانب انشغاله بكتاب الله وتلاوته وعلومه وإمامته للمصلين في المسجد الكبير في العشر الأواخر من رمضان، الا أن لديه مشاريع اعلامية متميزة حققت صدى واسعا وانتشارا عالميا خلال السنوات الأخيرة.ولعل برنامج «بالقرآن اهتديت» كان له نصيب الأسد من هذه النجاحات المتلاحقة، الامر الذي دفعه لتقديم جزء ثان من البرنامج خلال شهر رمضان المبارك.في هذا اللقاء بالشيخ فهد الكندري نتعرف على أسباب تقديم الجزء الثاني من برنامجه التلفزيوني، وما سيقدمه من جديد، وما الرسالة التي يسعى الى توصيلها للجمهور... والى تفاصيل الحوار:*متى بدأت مشاريعك الاعلامية لخدمة القرآن؟- بدأت مشاريعي الاعلامية الاحترافية مع برنامج «مسافر مع القرآن» حيث عرضت تجارب حول أحب كتاب وأعظم كتاب، وأروع كتاب؛ وهو القرآن الكريم، لمعرفة بعض الأسرار والقواعد التي تعين على حفظه. رحلة ميدانية طويلة تجاوِزت شهورا لزيارة 12 دولة حول العالم بهدف واحدٍ، هو: كيف نقنع الناس بفكرة أنَّ حفظ القرآن الكريم مُيَسَّر لهم ولأبنائهم، وأنَّ الخير لهم ولأبنائهم في حفظ القرآن؟فقد قابلت أكثر من 30 حافظا للقرآن من دول متعددة للتعرف على شتى الطرق الخاصة بحفظ القرآن الكريم، لِمن أراد الحفظ في سنة، أو ثلاث سنوات، أو خمس، وطُرق المراجعة، ونقل ذلك بكل دقة وتفصيل.التخصص والتركيز*ما هي فكرة برنامجكم الجديد «بالقرآن اهتديت 2»؟- في الحقيقة انني أخذت عهدا على نفسي بالتخصص والتركيز في خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى منذ نعومة أظافري، فالقرآن له أثر كبير في نفوس البشر، وإنه لكتاب هداية يُخرج الناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد.أما بالنسبة للبرنامج هذا العام فقد جاء امتدادا للجزء الاول من «بالقرآن اهتديت» خاصة بعد الصدى الواسع وردود فعل الجمهور حتى بلغت مشاهداته 9 ملايين على اليوتيوب فقط غير القنوات الارب التي اذاعته.فكرتنا بالضبط هي تقديم قصص واقعية لبشر أبصرت قلوبهم الإسلام بسبب القرآن في الدول الغربية، وذلك بطريقة تلفزيون الواقع في شكل احترافي عالي الجودة.بحيث نعرض قصة المهتدي في أماكن تحاكي أحداث إسلامه بطريقة الفيلم الوثائقي والتعايش مع صاحب القصة.قصص المهتدين*ما أهداف البرنامج التي تسعون الى تحقيقها؟- لدينا مجموعة من الاهداف نسعى الى تحقيقها وهي تسليط الضوء على قصص مهتدين وإبراز تغير حياتهم للأفضل بعد الاسلام.ودعوة غير المسلمين للإسلام بطريقة قصصية محببة للأنفس وإبراز أهمية تدبر القرآن والتأثر به في حياة المسلم وتذكير المسلم بالتوبة والرجوع إلى الله من خلال تدبر القرآن.*لماذا قدمت الجزء الثاني من البرنامج؟- بالفعل حرصنا على تقديم الجزء الثاني من البرنامج بناء على طلب الجماهير واستمرارا لرسالتي الخاصة بخدمة القرآن الكريم من خلال تقديمه في أفضل قالب اعلامي ممكن. كذلك حرصت في الجزء الثاني على استضافة شخصيات مشهورة ومعروفة في بلدانها مثل منتج الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم فان دورن بالإضافة الى لاعب كرة في هولندا وايضا بروفيسور مسلم معروف في اليابان وغيرهم.اليابان والإسلام*لماذا اخترتم اليابان هذا العام للتصوير؟- زيارتنا لليابان كأول برنامج تلفزيوني جماهيري يهتم بواقع المسلمين هناك كشف حجم تقصيرنا نحن المسلمين في تعريف هذا الشعب حقيقة الدين الاسلامي، فالمعلومات الناقصة والمغلوطة توجب علينا سرعة العمل لنشر الدين بصورته الصحيحة.وقد تم اختيار اليابان كإحدى دول تصوير الجزء الثاني من البرنامج لإحياء دور المسلمين في دول جنوب شرق آسيا والاطلاع على جهود الدعاة والمراكز الاسلامية هناك وابراز دور المهتدين الجدد في نشر الاسلام للمجتمع الياباني المعروف بأنه مجتمع لا دين له.واكتشفنا حقيقة ناصعة البياض وهي ان المنهج العلمي لليابانيين يتفق كثيرا مع الاسلام ولكن للأسف ليس لديهم ذرة من الايمان.فبالرغم من قلة عدد المسلمين اليابانيين الذين لم يتجاوزوا 100 ألف الا ان المسؤولين هناك يسعون الى توفير بيئة صديقة للمسلمين في مختلف المجالات بالأخص المطاعم والفنادق كما أن هناك أكثر من 400 مسجد حاليا.فالشعب الياباني يعاني من الحيرة النفسية حيث ان هناك تقريبا 30 ألف حالة انتحار سنويا بالرغم من أنه شعب منضبط، ويلتزم بمنظومة القيم، والنظام العام، ويقدر الانتاج.*ماذا سيشاهد الجمهور في هذا البرنامج؟- الجمهور سيستمتع بوجبة خفيفة من التعرف على العديد من مسلمي هذه الدول (اليابان والسويد وهولندا وفرنسا واسبانيا وايطاليا وروسيا) وطبيعة حياتهم هناك، بالإضافة الى معرفة بتفاصيل أكثر من 35 قصة لمهتدين جدد شرح الله صدورهم للإسلام بسبب القرآن.حملة تشويه*ما الشريحة المستهدفة من البرنامج؟- البرنامج يخاطب في الأساس غير المسلمين ليعرفهم بحقيقة الإسلام لاسيما في ظل حملة التشويه الكبيرة ضد الاسلام والمسلمين في الغرب بالذات، وكذلك موجه للمسلمين في مجتمعاتنا ليدركوا قيمة كتاب الله وانه منهج حياة وليس مجرد كتاب يتصفح في رمضان فقط.*هل قراءة القرآن او سماعه توصل الى الهداية؟- مَنْ يقرأ القرآن بصدق تأتيه الهداية لأنه رسالة الأنبياء جميعا لذا كان له من البركة في الحياة والممات، وللأسف كثير من المسلمين تمر عليهم آيات دون استشعار أو تغيير حياة.*لماذا تهتم بالقرآن كموضوع لجميع مشاريعك؟- القرآن الكريم هو قضيتي الأولى لأني أخذت عهد على نفسي بالاستمرار في مسيرة خدمة القرآن سائلا الله أن تكون أعمالي خالصة لله وألا تخالف القرآن والسنة.*لماذا اخترت الشكل القصصي الوثائقي في برامجك؟- اختياري لهذا الشكل في برامجي بدأ منذ برنامج مسافر مع القرآن 1 و 2 وكذلك الجزء الأول من بالقرآن اهتديت، لأن ثقافة الجمهور اليوم سواء في المشرق أو المغرب ترغب في المادة السريعة المتقطعة والمبسطة والتي تقدم بشكل ترفيهي منوع.بالإضافة إلى حرصي على تقريب الفكرة للجمهور وتبسيط المضمون ليكون أكثر تقبلا، وهذه مهمة صعبة خاصة مع البرامج الهادفة أو القيمية.
متفرقات - إسلاميات
أول برنامج تلفزيوني يهتم بواقع المسلمين في اليابان ويكشف حجم تقصيرنا في تعريفهم حقيقة الإسلام
الشيخ فهد الكندري: «بالقرآن اهتديت - 2» يسلّط الضوء على المسلمين الجدد في الغرب
01:01 م