كريستوفر، اسكتلندي الجنسية، من أب وأم مسيحيين، أحدهما يتبع البروتستانتية والآخر من الطائفة الكاثوليكية. قبل أربعة وعشرين عاماً، وبالتحديد في 26 ديسمبر 1991، قرر كريستوفر أن يقرأ أحد الكتب الدينية، والذي يتضمن شرحاً عن الديانات الأشهر في العالم. قرأ أولاً عن البوذية ثم اليهودية وتبعها بفصل آخر عن الديانة الإسلامية.شعر كريستوفر بشغف كبير لتعلم المزيد عن الديانة الإسلامية بعد الذي قرأه عنها، فقرر البحث من خلال (الصفحات الصفراء) عن أقرب مركز إسلامي بجوار منزله الواقع في احدى ضواحي مدينة جلاسكو، الأشهر على الإطلاق في اسكتلندا بعد العاصمة أدنبره. وقعت عيناه على رقم هاتف المركز الإسلامي في جلاسكو، فاتصل مباشرة وطلب منهم أن يعرفوه بالإسلام، فاقترح المجيب أن يزوره في منزله لتعليمه أصول الدين الإسلامي، وبعدها بساعتين قدم إلى منزله ثلاثة دعاة جلسوا معه لساعات ساعين إلى هدايته إلى الطريق القويم.وبعد اسبوعين من الزيارات المتكررة والمتبادلة بين المركز والمنزل، أعلن كريستوفر إسلامه ونطق بالشهادتين، وقرر تغيير اسمه إلى عبدالكريم.انطلق بعدها عبدالكريم ليعمل في مركز المنار الإسلامي في لندن، وتبعته زوجته وابنه إلى الإسلام. لم يزر عبدالكريم من قبل أياً من الدول الإسلامية ولم يتعلم العربية قط، ولكن الله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم. مرت السنون، ليتلقى بعدها عبدالكريم عرضاً للعمل لدى إحدى الشركات الاستشارية في الكويت وهو مقيم هنا منذ سنتين، ووحدها الصدفة هي التي جمعتني بعبدالكريم لنتحدث عن تجربته في اعتناق الدين الإسلامي!وبعد حديثي الشيق مع عبدالكريم، دارت أسئلة كثيرة في مخيّلتي، فالكل يعرف أن المراكز الإسلامية منتشرة في جميع أنحاء العالم، ولكن من هو المسؤول عن هذه المراكز؟ وإن كانت تجربة عبدالكريم ناجحة، فكم هي أعداد من حاولوا معرفة الدين الإسلامي، دون أن يجدوا من هم أصلاً على معرفة واسعة وعلم غزير به من الدعاة؟ وهل كل المراكز تقوم على مبادئ القرآن والسنة الصحيحة؟ وهل تمتلك هذه المراكز الإسلامية المقومات الدعوية السليمة؟أعتقد أن الدول الإسلامية بحاجة إلى وقفة جادة تجاه هذه المراكز، من خلال رعايتها وتعيين أشخاص أكفاء عليها، والتأكد من عدم حيادها عن تعاليم الدين الإسلامي، ومنعها من نشر المفاهيم الجهادية المتطرفة، ولا أعتقد أن هناك أهم من ذلك أخذاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النَّعَم)، فمن يلتفت إلى هذه المراكز؟!Email: boadeeb@yahoo.com