ذكرى جميلة كانت تمر على أهل هذه الديرة الطيبة وهم يستبشرون بقدومها وهي ليلة النصف من شعبان حيث تستعد الأسر لدق الهريس استعداداً لقدوم الشهر الفضيل على أهازيج طيبة وابتهالات مفعمة بالدعوات الصادقات من رجال هذه الديرة في تلك الليلة المباركة أما الأطفال فيجوبون الشوارع والبرايح والسكك والفرجان والبنون منهم يرددون.سلم ولدهم يا اللهخله لأمه يا اللهأما البنات فيرددن أهازيجهن الخاصة وهن يرتدين بخانقهن الموشاة بألوان الزري القشيبة.زمن جميل وليلة كلها سعادة لجميع أفراد المجتمع لكن:أين هذه الذكرى الآن؟لا يتذكرها أحد ولا يفعلها أحد وأصبحت من الماضي الذي لا يذكر. فأين المناهج المدرسية وكتبها؟، وأين مصادر الاشعاع المختلفة وأدواتها من هذه الذكرى؟ كي ترسخ في أذهان النشء لأننا في وقت تهب فيه رياح عاتية وأيادٍ ملوثة بأتون الجاهلية وقلوب سوداء كالإعلام التي اتخذتها رمزاً لها تريد أن تطمس كل ثقافة وتحطم كل أثر وتقضي على كل إشارة أو دليل أو برهان يعمق جذور أمة أو يدل على آثارها فعسى أن ينهض المسؤولون عن الثقافة والعلوم والآداب في هذه الديرة الطيبة ليفعلوا هذه الذكرى في شتى وسائل المعرفة.وما لنا في هذا الصدد إلا أن نتذكر ما تنشده بنات هذه الديرة في ليلة النصف من شعبان.ناصفوه ناصفوهيا الله سلم ولدهمناصفوه ناصفوهيا الله خله لأمهناصفوه ناصفوهعسى البقعة ما تطمهناصفوه ناصفوهولا توازي على أمه