سنوات طويلة من الانتظار اقتربت من العشرين عاماً حتى تحقق حلم الحصول على بيت العمر، ولكن يبدو أنها فرحة ما تمت، فقد تسلمنا بيوتنا عبر مخطط جميل وواقع مرير حيث لم يتم إنشاء البنية التحتية على الرغم من مرور عام وأكثر على التوزيع.إنها منطقة غرب عبدالله المبارك، والتي تضم أكثر من 5200 وحدة سكنية، وتقع بالقرب من بعض المناطق المأهولة بالسكان وقريبة من الخدمات كخطوط الكهرباء والماء والشوارع السريعة أي أن كل شيء شبه جاهز ولا يتطلب الأمر هذا التأخير في تجهيزها بالكامل قبل توزيعها على الورق.اليوم تطرح مناقصة البنية التحتية ثم يتغير موعدها ثم تؤجل وبعدها تلعب المؤسسة العامة للرعاية السكنية على معاناة المواطنين الذين ينتظرون متى يتم إصدار رخص البناء، فهل يعقل أن ينتظر المواطن مرتين؛ المرة الأولى عشرون عاماً والأخرى أربعة أعوام إضافية حتى يتم إنشاء البنية التحتية، وبعدها سنتان حتى الانتهاء من بناء القسيمة، إنها معاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكأن هناك من يتفنن في تعذيب المواطن الذي قضى سنوات طويلة من حياته وهو يعيش في بلده بصفة إيجار بكل أسف.إن هناك حلولاً بسيطة ومنطقية، ولكنها تتطلب آذاناً صاغية وقرارات حاسمة لإنهاء معاناة أكثر من 5200 أسرة حرقت جيوبها الإيجارات الغالية ونفد صبرها من الانتظار لأرض فضاء ومنزل لا يعرفون أين يقع في تلك الصحراء القاحلة.وهناك اقتراحان أعتقد أنهما سيخففان من المعاناة والجهد والوقت أولهما إصدار تراخيص البناء في الوقت الحالي وبعدها تأتي البنية التحتية وذلك توفيراً للوقت الذي ستستغرقه الدورة المستندية عند طرح المناقصة، والآخر هو البناء مع بدء العمل في البنية التحتية وأي قطاع يتم الانتهاء منه يسمح للمواطن ببناء بيته فيه.فهذه رسالة من سكان المنطقة يناشدون فيها رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم، الذي يعتبر من جيلهم وهو قريب منهم ومتفهم ومدرك مدى المعاناة عن قرب عندما التقى بمجموعة «ناطر بيت»، وسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، حيث يتمنون أن يوجه وزير الإسكان ياسر أبل، بالسماح بالبناء قبل إنشاء البنية التحتية أو أثناء إنشائها حتى تكتمل فرحتهم بحلم الحصول على بيت العمر.أتمنى أن يكون المسؤولون عوناً للمواطن، فعند العمل بهذا الاقتراح وتنفيذه نستطيع أن نقر ونعترف بأن هناك من يسعى لحل القضية الإسكانية، أما في ظل الوضع الحالي فإن المساكن توزع على الورق فقط، ما يمثل تكسباً شعبياً وتصاريح مستهلكة من أجل الإعلام فقط، وكسب ود بعض الناخبين، إنها معاناة حقيقية يا سادة يا كرام لا يعرفها سوى من يعيشها بشكل يومي فلقد بلغ السيل الزبى، فهل من مجيب؟... أتمنى ذلك.mesfir@gmail.com@mesferalnais