كتب عليها أن تكون في طي النسيان، دون أن تطولها نهضة عاشتها الكويت منذ النصف الثاني من القرن العشرين.إنها منطقة المنقف التي لم تعش اي نوع من الازدهار الحضاري طوال مسيرتها التاريخية، فمنذ نُشئت الكويت استثناها التطور والتنمية، وكأنها منطقة نائية لا يعرف الطريق إليها، رغم أنها تقع في قلب محافظة الاحمدي واصبحت منطقة تجارية مساندة لجارتها الفحيحيل.فالاهمال تربى فيها ونما الى ان اصبحت الخدمات الحكومية في هذه المنطقة من نوادر الامور، رغم ان القطع الجديدة التي خصصت لسكن المواطنين تحظى بخدمات جيدة، مع تمدد الشركات فيها وانتشار الحضانات والمراكز غير المرخصة.أول ما يواجه الداخل إلى المنطقة من جهة الدوار الفاصل بينها وبين الصباحية، مضخة المياة المجاورة لمركز إطفاء المنقف، حيث التناكر تزدحم في هذا الشارع منتظرة الدور لتعبئة الحمولات المائية، الأمر الذي يسبب خطورة حقيقية وحوادث مؤلمة لسكان المنطقة ورواد اسواقها، خاصة وأنها تقع مع التفافة الشارع مباشرة، حيث يفاجأ الداخل بتنكر قد لا يستطيع تجاوزه، في ظل عدم التزام السائقين بالعلامات المرورية وعدم وجود مساحة كافية لوقوف هذه التناكر امام مدخل المضخة، وعلاوة على ذلك تسببت المياه والحمولات الزائدة للتناكر في تحفر طرقات المنقف، حتى يئست وزارة الاشغال من «الترقيع» وتركت الامر على حاله فتجاوزت الحفر في الشارع عمق متر او اكثر، مع غياب اي حلول جادة في معالجة هذا الخلل الذي اتلف ممتلكات المواطنين وتسبب في كثير من الحوادث.ومن المفارقة ان منطقة المنقف التي تعد من المناطق التاريخية في الكويت لا يوجد فيها مركز شرطة الى الآن، ولا مركز للمنطقة، فبعد مطالبات حثيثة من قبل اهالي المنطقة وجهود مختارها تمت الموافقة على تخصيص ارض لبناء مركز للمنطقة وخصص فيه جمعية تعاونية وخدمات حكومية اخرى لم تر النور حتى الآن بسبب الروتين الحكومي.وبين علو البنايات الاستثمارية في المنطقة، وازدهار المنطقة التجارية بها، ولدت ازمة مرورية بسبب التخطيط القديم للطرقات، فاتجهت وزارة الاشغال والادارة العامة للمرور الى عمل عدد من الدوارات المتلاصقة التي لا يفصل بعضها عن بعض سوى 200 متر فقط في غالب الاحيان، ما عقّد المشكلة المرورية وفاقمها، فيما لم تتجه الادارة العامة للمرور لمعالجة ازمة المرور في المنطقة التجارية «العزيزية» حيث ان المشاكل المرورية تؤدي الى حوادث ومشاجرات بسبب اولوية المرور في التقاطعات والمداخل والمخارج.كما انتشرت في منطقة المنقف المشاكل بين الشباب بسبب كثرة المقاهي وصالات «GAMES» والنوادي الصحية حيث لا يفوت يوم دون مشاجرة، ناهيك عن المشاكل التي تحدث بين العمالة الوافدة المتكدسة في المنطقة كونها منطقة سكن استثماري.وفيما طالب سكان المنقف من المواطنين تخصيص متنفس للاهالي، لا يوجد في المنطقة اي خدمات للمواطنين فلا حدائق عامة ولا طرق للمشاة، حتى اصبحت المنقف منطقة خارجة عن نطاق الخدمات العامة، كونها منطقة مختلطة ما بين السكن الخاص والاستثماري والتجاري.وفي هذا الصدد قال عامر الحربي اول هم لدينا مضخة الماء الموجودة في مدخل المنطقة فهي سببت الكثير من الزحام والحوادث ولم يتم الاستماع لمطالبنا التي امتدت لسنوات طويلة، مبينا ان منطقة المنقف هي اكثر كثافة سكانية من منطقة ابوحليفة واكبر مساحة منها ولا توجد لدينا جمعية تعاونية ولا مخفر شرطة رغم الكثافة السكانية والعمالة الوافدة المنتشرة بالمنطقة ووكر المقاهي الموجود في العزيزية ويعمل ليل نهار ويرتاده الشباب المستهتر ولا يخلو يوم الا ونسمع عن مشاجرة في المنطقة.و اضاف «للاسف لا يوجد اي اهتمام بالمرافق العامة في المنطقة وهي منطقة مهملة فالشوارع مكسرة، كما تكثر فيها المدارس الحكومية والخاصة التي انتشرت بشكل عشوائي في دواعيس ممرات ضيقة بين العمارات ما تسببت معه زحمة مرورية تصعب معالجتها لافتا الى ان هناك عشوائية في تنظيم الشوارع في المنطقة، حيث وضعت منطقة الاسواق في وسط المنقف دون اي تخطيط مروري لها، والزحمة اصبحت على مدار اليوم والليلة».وطالب الحربي بان تحول بعض بيوت السكن الخاص الى سكن استثماري حيث احاطت بها العمارات من كل صوب خاصة في قطعة 3 المنقف لان بعض اصحاب السكن الخاص في هذه المنطقة تخلى عن سكنه، وحوله الى سكن للعزاب ما تضرر معه اهالي المنطقة، مستدركا ان من الامور المهمة التي يجب ان يتم الالتفات لها هو قيام وزارة الصحة بايقاف العمل في مستوصف المنقف، وذلك لعمل صيانة وترميمات له ولكن دون توفير بديل عملي لسكان المنطقة، حيث ان علاج اهالي المنقف يتم الآن في منطقتين، التطعيمات تتبع مستوصف الفنطاس والعلاج يتبع مستوصف الفحيحيل، فلماذا لا يتم استئجار مبنى موقت وينقل اليه عمل المستوصف الحالي فلا يكلف سوى ايجار المبنى.بدوره قال محمد الشمري ان منطقة المنقف تعاني الكثير من المشاكل الخدمية فقد اصبحت منطقة تجارية ويرتادها مئات المواطنين من المناطق المجاورة يوميا، فيجب ان تتم اعادة تخطيط طرقاتها وتوسعتها التوسعة المناسبة لا ان يتم عمل دوارات لا يبعد الواحد منها عن الآخر سوى 100 متر، فالمنطقة بحاجة الى اعادة تنظيم الطرقات بها من خلال الادارة العامة للمرور وتكثيف دوريات الأمن فيها وذلك لكثرة المقاهي واماكن التسلية الخاصة بالشباب في كل الاوقات ففي الصباح طلبة المدارس يملأون المقاهي وفي الظهيرة الشباب وفي الفترة المسائية الى الصباح يرتادها كم كبير من الشباب فلابد من وقفة حازمة تجاه هذا الوضع.و اضاف ان المنطقة لم تطلها يد التنمية منذ زمن بعيد فهناك ساحات ترابية كثيرة لا توجد فيها مرافق عامة لخدمة اهالي المنطقة ولا توجد طرق للمشاة، ما يضطر هواة المشي الى التوجه الى مناطق اخرى لممارسة هواياتهم، مبينا ان العزيزية اصبحت مصدر ازعاج للسكان رغم منفعتها لهم بسبب الضعف الامني والمروري، فكثيرا ما تنشب شجارات بسبب اولوية المرور وحوادث تصادم للمركبات بسبب عدم تخطيط المواقف الخاصة بهذه المنطقة، ناهيك عن استغلالها من قبل البعض لايقاف سياراتهم لمدد طويلة دون ان يشعر بها احد لولا الاتربة والغبار الذي يتراكم عليها.

مخازن غير مرخصة

كشفت كاميرا «الراي» الكثير من المخالفات الخاصة بقانون البلدية، حيث اصبحت الساحات الداخلية للعمارات مخازن خاصة لتخزين الكونتينرات للشركات دون ان تتم ازالتها.فيما اصبحت سراديب العمارات القديمة مخازن غير مرخصة لجامعي الكرتون والاثاث المستعمل دون رقابة، ما يتسبب معه زيادة نسبة مخاطر الحريق لمثل هذه المخازن غير المرخصة.

زراعة غير قانونية وأنقاض

المشاهد للمنقف من الخلف باتجاه طريق نادي الساحل يجد العجب العجاب حيث اقام البعض اكواخا بين الاشجار لا يمكن رؤية من بداخلها، بالاضافة الى زراعة العديد من النباتات في هذه المنطقة لا يعرف من المسؤول عنها او ماهيتها، بالاضافة الى رمي الانقاض في الساحة الترابية دون مراعاة للقانون.

5 آلاف مرتاد للمنطقة يوميا

تغيب الدوريات المرورية في ساعات الذروة لترتيب السير في هذه المنطقة الحيوية التي يرتادها يوميا ما لا يقل عن 5 آلاف شخص بين عامل ومتسوق ومرتاد للمقاهي وصالات الالعاب.فالمطالبات بحلول للازمة المرورية تزداد يوما بعد يوم في هذا الوقت، ناهيك عن ان مركز المنطقة سيبدأ العمل فيه العام المقبل وستزداد الكثافة المرورية في هذه المنطقة الحيوية، مما يترتب عليه تنظيم آليات جديدة للمرور في المنطقة، فعلى وزارة الداخلية ممثلة بالادارة العامة للمرور ان «تهب» لنجدة المنقف من زمحة مقبلة تضاف الى زحمتها الحالية.