تشهد أسعار مياه سيارات نقل المياه «التناكر» ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً في أوقات انقطاع المياه العذبة عن المناطق السكنية في البلاد حيث يصل سعر التنكر سعة 3 آلاف لتر إلى 10 دنانير والدرب 12 ديناراً.واشتكى عدد من رواد المحطة من راغبي شراء المياه من ارتفاع أجرة نقل المياه وتهالك مضخة الصليبية التي تخدم نحو 300 ألف مواطن ومقيم منذ تأسيسها قبل نحو 35 عاماً كما اشتكوا من صعوبة الحصول على المياه بسبب الزحام والانتظار ساعات طويلة نظرأً لضعف ضخ المياه وعدم استطاعة وزارة الكهرباء والماء زيادة الضغط حتى لا تنفجر الأنابيب القديمة التي انتهت صلاحيتها.وذكروا ان المضخة يدخلها 200 تنكر يومياً لا تكفي لتغطية المناطق المجاورة لها في ظل تزايد الطلب عليها خصوصاً في أوقات انقطاع المياه وقرب حلول فصل الصيف.من جانبهم برر سائقو التناكر ارتفاع أسعار المياه إلى زيادة أسعار الديزل وإيجارات التناكر التي تبدأ من 200 دينار شهرياً للتنكر الواحد ما يضطرهم إلى رفع سعر الدرب الواحد لتغطية مصروفاتهم.«الراي» رصدت معاناة سائقي التناكر ورواد المضخة على أرض الواقع للوقوف على أسباب الأزمة من خلال التحقيق التالي:بداية يقول سرداد «سائق» بنغالي الجنسية «بابا كل شيء غالي وزيادة سعر الديزل رفعت أسعار الدرب بالإضافة إلى ارتفاع أسعار قطع الغيار التي تكلفنا عشرات الدنانير بالإضافة إلى ايجار السيارة الذي يصل إلى 200 دينار شهرياً يحصل عليها مالك التنكر مايضطرني إلى بيع المياه بسعر أغلى لتغطية كل هذه النفقات».من جانبه حذر راجو «سائق» من انفجار المضخة في أي وقت بسبب تهالكها لأن أنابيبها قديمة ولا تتحمل رفع قوة دفع المياه كما ان البنية التحتية من الأسفلت منعدمة وهي بحاجة إلى توسعة وتجديد طرقها بطبقة خرسانية خصوصاً ان المضخة تعاني من ضغط كبير من التناكر.وأشار راجو إلى ان أصحاب التناكر ألزموا أنفسهم بدفع دينار شهرياً ليجمعوا كلفة بلدوزر لتسوية الاسفلت إلا أن هذا المبلغ الزهيد لايتناسب مع كلفة تلف الإطارات و«الشاصي» و«المعاونيات» خصوصاً إذا ما علمنا ان الاطار الواحد للتنكر يكلف 150 ديناراً.أما مزعل الشمري «مواطن» صاحب تنكر فقال ان مضخة الصليبية بنيت منذ العام 1979 ولم يتم توسعتها حتى اليوم بالرغم من زيادة المناطق التي تغطيها كما زاد الضغط عليها بشكل ملحوظ بعد اغلاق محطة مياه جليب الشيوخ حيث يدخل المضخة قرابة 200 تنكر يومياً لا تكفي لتغطية المناطق المجاورة لها.وأوضح الشمري ان المحطة تعمل بها 10 مضخات ولكن ضعف الضخ في بعض الأيام يؤخر تعبئة التنكر حيث يستلزم 30 دقيقة في حين لو كان ضغط المياه عاليا فلن يستغرق تعبئة تنكر بحمولة 3 آلاف لتر 5 دقائق فقط.وطالب أبو فهد مسؤول مضخة الصليبية بالاهتمام بالمواطن باعطائه الأولوية في التعبئة وتحديد مضخة خاصة له من بين المضخات العشر الحالية خصوصاً ان المواطنين أصحاب حلال ولايتجارون في بيع المياه داعياً إلى تحديد مضخة خاصة للتناكر التي تبلغ حمولتها 5 آلاف لتر وأكثر لأنها تستغرق وقتاً أكبر أثناء التعبئة ما يعطل التناكر الأخرى.بدوره، قال أبو يعقوب أحد المواطنين الذي تصادف وجوده لطلب تنكر مياه لسد حاجة أغنامه من المياه ان المضخة قديمة والطريق إليها تسبب في تهالك التناكر ما يسبب لها خسائر فادحة خصوصاً أن قطع غيار تناكر المياه غالية جداً.وطالب أبو يعقوب بفتح مضخة جديدة في منطقة كبد القريبة من الجواخير للتيسير على أصحابها فضلاً عن تخفيف الضغط على مضخة الصليبية.من جانبه، طالب أبو بسام «مواطن» ببناء مضخة جديدة وتوسعة الحالية داعياً البلدية بضرورة تنظيف ما حول المضخة من سكراب وأوساخ وقاذورات.وتساءل أبوبسام «لماذا لا تكون لدينا مضخة مياه وفق المعايير العالمية من حيث المساحة والبنية التحتية وإنشاء ورشة حولها لتصليح وصيانة التناكر وبيع لوازمها وصالة لانتظار الزبائن والسائقين بنظام «BOT» أو تحت اشراف الجمعية التعاونية التابعة لها المضخة.ورأى ان المضخة تعاني من وضع مزرٍ لا يخدم المواطن أو أصحاب التناكر خصوصاً وان الكويت تعاني من شح المياه ويجب المحافظة على هذه الثروة الوطنية بدل من سكب آلاف اللترات من المياه يومياً نتيجة سوء التعبئة وعدم وجود مراقبة من موظفي وزارة الكهرباء الذين يعتمدون على حراس المضخات لتيسير العمل.
محليات
عمرها 35 عاماً وتعاني من تهالك البنية التحتية وضعف المياه
مضخة الصليبية... تحتضر
06:26 م