أكد وزير الدولة المكلف بالشؤون العربية والافريقية في الحكومة التونسية تهامي العبدون، أن بلاده تجاوزت «الإشكال التاريخي الذي حدث مع الكويت في المرحلة الماضية» مشددا على أن آلية العلاقات بين البلدين في تطور «ولم يكن هناك اي اشكال بينهما حتى في ظل مرحلة الاسلاميين، وحتى الاشكال الذي حدث في مرحلة معينة في التسعينات تم تجاوزه، رغم أنه ترك بعض الاثار الجانبية».وقال العبدون، في لقاء مع الصحافيين بمقر السفارة التونسية، إن العلاقات مع الكويت في أفضل حالاتها اليوم على كافة المستويات وهذا ناتج عن حكمة القيادات في البلدين، مبينا أن «السياسة التونسية اليوم تؤكد أن امن الكويت هو وأمن الخليج من امن تونس، ونحن من الداعمين للاجراءات العسكرية التي تمت في اليمن، ونقر شرعيتها لانها نتجت عن ارادة عربية مشتركة، وندعم انشاء قوة عربية مشتركة»، مشددا كذلك على أن «علاقاتنا مع قطر بأفضل ما يكون وجيدة جدا، لاننا اصبحنا نفهم ان الطرفين يجب ان يعملا من اجل الخير ولا داعي لمواصلة العداء».وأضاف ان «المشهد السياسي التونسي تجاوز مرحلة المؤقت بعد 3 سنوات و3 حكومات متتالية كانت في عهد ما يسمى المجلس التأسيسي، وبعد هذه الانتخابات تغير المشهد السياسي كليا في مرحلة الترويكا حينما كانت تحكم حزب النهضة وحزب التكتل الوسط اليساري، ثم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية، وهو الاقرب من التفكير الاسلامي السياسي».واضاف ان تلك المرحلة كانت تجاذبات سياسية ومرحلة تجريب انتهى منها الشعب التونسي الى وعي بأن هذا الشعب لايمكن ان يحكمه لا الاسلاميون او اليساريون اوغيرهم، وانما التونسيون الذين يشخصون الواقع ويطرحون الحلول المستمدة من الواقع التونسي، مبينا ان «كل ما مرت به تونس كان مخاضا عسيرا، وان المرجعية الوحيدة الان هي الواقع التونسي، وان هناك تحديا امنيا بسبب وجود ظاهرة الارهاب، ونجحنا بحدود 90 في المئة، في التحكم بظاهرة الارهاب ومراقبة المعابر الحدودية، إما من جهة الجزائر او ليبيا باعتبار القاعدة و داعش، وهذا النجاح تم بالتعاون مع الجزائر وحكومة طرابلس وحكومة الشرق المعترف بها شرعيا اضافة الى التنسيق مع مصر.ولفت الى ان التحدي الثاني اقتصادي، هناك مطالب اجتماعية كثيرة واحيانا هي مبالغ فيها، ولكن الحكومة تنظر الى ذلك بشكل ايجابي، مضيفا ان المجتمع قادر على لملمة اموره و التعديل الذاتي، اما التحدي الثالث هو التحدي السياسي ويتضمن كيفية تقدم المجموعات الحاكمة في مسار واحد خلال 5 سنوات و الاجابة للمطالب التنموية، مبينا ان الحكومة تعمل حاليا خلال السنة الاولى على التشخيص الدقيق للواقع و اجراء الاصلاحات.واشار الى ان العلاقات الدولية مع تونس خالية من المشاكل، ومصلحة تونس تقتضي التعامل مع كل ماهو شرعي وغير شرعي من الحكومات لاسيما في ليبيا التي تضبط العلاقة معها 3 ضوابط هي، لا نقبل رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي، و منع اي تدخل اجنبي في ليبيا مهما كان، واخيرا لا للحرب الاهلية او تقسيم ليبيا.، مضيفا ان تونس ساهمت في دعم الحوار و خلق الانسجام بين الاطراف الليبية، ولكن دون التدخل، وانما نسهل دون تدخل، لافتا الى ان امن تونس من امن ليبيا و العكس صحيح.وفي ما يتعلق بالمسألة السورية، قال إن «اعادة العلاقات مع الشعب السوري مطلب شعبي، ولدينا جالية من 6 آلاف و800 فرد في سورية، كما لنا في سورية عدد يتجاوز 2000 من الارهابيين يقاتلون في سورية مع تنظيم الدولة الاسلامية و هؤلاء يدمرون الدولة السورية، وموقف تونس دعم الحوار بين الفرقاء السوريين ولكن لا ندعم اعتداء النظام على شعبه، ونحن لا نخرج عن اجماع جامعة الدول العربي، و قد قررنا اعادة العلاقات التي لم تقطع بل جمدت». وأضاف «حينما نتحدث عن علاقات هي تكون مع الطرف الشرعي الحاكم الذي يتحكم بأجهزة الدولة ونحن نتعامل معه على هذا المبدأ، وسيعود قنصلنا الى دمشق من اجل الجالية ومن اجل متابعة السجناء، وعددهم 43 سجينا في سوريا»،لافتا الى «ان التواصل مع النظام لم يتم الا على مستوى السجناء، وحتى الان لم يتم اي اتصال رسمي بيننا وبين الخارجية السورية، ونحن اعلنا رفع التجميد عن العلاقات وعودة القنصل الى دمشق، والطرف السوري لم يبلغنا حتى الان عن اي تمثيل ديبلوماسي له في تونس، ولابد ان يرعى مصالح الجالية السورية في تونس. نحن ننأى بأنفسنا عن الصراع السوري، لسنا مع النظام او المعارضة الاسلامية او ما يسمى تنظيم داعش. ونحن ضد تدمير الدولة السورية وضد تدمير مؤسسات الدولة السورية ومن الضروري ايجاد حل لانقاذ البقية الباقية من الوجود السوري، لكن هذا لايعني اننا نتدخل مع النظام او اي طرف اخر، وانما نكون لطرح الحلول الايجابية». وشدد العبدون على ضرورة التعاون الاستخباراتي بين الدول العربية لمواجهة الارهاب.وعن الدعم الخليجي لتونس، قال «ان الدعم الخليجي لتونس بالنسبة لمقاومة الارهاب لا شيء باستثناء الدعم السياسي، وماقيل عن صفقات سلاح هذا الكلام خاطئ، اما الدعم الاقتصادي ضعيف ولايكون في القروض و انما بالاستثمار، بأن يذهب المستثمرون الخليجيون الى تونس والاستثمار هناك، وننتظر ان يتم هذا على ارض الواقع». لافتا الى ان «تونس لن تطلب من اي كان، والجميع يعرف وضع تونس ومن يرد ان يساعد في مقاومة الارهاب وفقا لبرامجنا او دعم اقتصادي فنحن نرحب وهذا واجب عروبي».وذكر أن «هناك مناخا سياسيا غير واضح الرؤية، ودول الخليج مترددة، والان اصبحنا في مرحلة ديموقراطية بامتياز وضمنا كل الحقوق بما فيها حق الاساءة للحكومة والرئيس، ونتفهم تلك المرحلة التي مرت بها تونس، والان هناك نوايا جيدة يجب ترجمتها. ودعم الجزائر لتونس هو افضل دعم على كافة المستويات امنيا و اقتصاديا و الحرب على الارهاب تشنها تونس و الجزائر معا».