كل الطرق تؤدي الى «الصدام» في مسيرة هذا العسكري والمحامي والتاجر والنائب ... وأحياناً رجل الدين.لم تكن خريطة حياته سالكة، كانت تضاريسها وعرة، ومحطاتها تضج بالصخب والمشكلات، كحال من لايجد نفسه سوى في الزحمة والاضطراب.المشاكس والمغامر والمراهن على «الخيارات الصعبة» يكسب جولة ويخسر جولات، ويواصل البحث عن المثير للجدل مهما كانت النتيجة ومهما كان الثمن.بحث عن مقعد برلماني منذ زمن بعيد ... خاض انتخابات تلو اخرى، تعثّرمرّة وحاول مرات... حتى وصل، وعندما وصل هبط بحكم دستوري في مجلس أبطل، ثم هبط بآخر ... ولايزال على موعد مع «الهبوط»، في ضوء قضايا لاتزال منظورة في المحاكم.بدأ مسيرته طيّاراً «محارباً» لم يألف التحليق بطائرة، فاختار«الحرب» في ملاعب السياسة والتجارة ... والبرلمان.يُؤزم «المشهد» ولا يتأزم، يُعكّر الأجواء... ولايتعكّر، يُصعّد المواقف محلياً وخارجياً، ولايصعد موجة الغضب، الا اذا اشتعل وطيس المعركة ورُفعت «العقل».يخوض سجالات شبه يومية مع نواب حاليين وسابقين ومغردين و«تيارات» و«شخصيات»... تنتهي بمشاجرة أو بأزمة.يرفع سلاحه أمام بوابة البرلمان بحثا عن التشويق والاثارة ... ليسلّمه، ويُشهر سلاح التأزيم أملا بـ «السلامة» حتى لايُسلّم.دخل قاعة عبدالله السالم للمرة الأولى حاملاً تركة الماضي بماثقلت موازينها من احكام قضائية والتزامات مالية واحتمالات شطب وسقوط عضوية، لكنه صمد وكان يُعارض ويلوّح بالمساءلة في مواجهة الحكومة ... و«الغالبية».تبدّلت الموازين في «الدخلة الثانية» فتحوّل بعيداً عن ضجيج «المقاطعين» موالياً داعما للوزراء في حلهم وترحالهم.زامله النائب نبيل الفضل في مجلسين مبطلين ومجلس دستوري قائم، وقال عنه:«نائب جدلي لديه افكار شاذة، مثله موجود في كل البرلمانات، ينتقدونه ويعيدون انتخابه، لكنه يبقى أكثر التزاماً... يُثري الحوار، ويبحث عن مصلحة الكويت، ولايخرج عن خيارات المنطق».وقيل عنه أيضا «صاحب أكبر أجندة طائفية» يطوف فيها بحثاً «عن مصالح وأصوات ومكاسب»، وعندما قدّم استجوابه الأول مسائلاً ... ساءل في اكثر الملفات سخونة واحراجاً ... تجاوز فيها حدود الداخل والخارج والاقليم.واجه حملة تشكيك وتخوين كان اشدها من «ذوي القربى» ومقربين هاجموا «ملفاته المشبوهة» فقابلهم بابتسامة وسخرية غير آبه بالطعن والتشهير.ورد مازحاً على الملأ مخاطباً سكرتيره الخاص:«عندما وصلتك مادة الاستجواب من ايران .... هل حوّلتها مباشرة للصحافيين لأنهم يشتكون من صيغتها المرسلة ؟».... رغم هذا لايرى نفسه طائفيا ويتساءل:«أين الطائفية في استجوابي لوزير الخارجية ؟» ولايتردد في تأكيد وقوفه مع الحق ... وأيضا لايتردد في مناصرة نظام ثار عليه شعبه.يعشق تفجير القنابل ويرصد «طشّارها»، يطرح قضية من العيار الثقيل، ويقف متفرجاً على ردود الفعل «الحكومية والبرلمانية والانهزامية والمصلحجية» استعدادا لردود يختارها بعناية ودقة واشراف حتى تخرج «لتثلج الصدور» كما يقول.رُفعت عنه الحصانة البرلمانية في قضية «شائكة» جمع لها منظمات دولية ومراقبين ومحامين ومحكّمين لانها الاهم «وسيترتب عليها محاكمة وحكماً لايزال ينتظره كثيرون».يقول عن نفسه أمام عواصف ضربته: «سأبقى صامداً في أرض الحرية والكرامة... أرض أجدادي الكويت».ولانه يحب القتال ... يضيف:«قاتلت العدو وأُسرت وسُقت للاعدام مرارا ... وخلصني الله».«يتغشمر» كثيرا في جلسات البرلمان والديوان، يُشاكس هذا النائب وذاك الوزير، يُمازح «الاعداء» و«الاصدقاء»، «قطاته» مرحة حيناّ تنتهي بهستيريا من الضحك ... وأحيانا تضرب من تحت الحزام وتنتهي بخصام.بدأ حياته طائرا في السماء ... أراد التحليق على الارض ارتفع كثيراً، يحاول الا يتهاوى ... الا يكون آيلاً للهبوط.