بعد مرور تسعة أيام على إغلاق حقل الوفرة النفطي المشترك بين الكويت والسعودية، كشفت مصادر نفطية لـ«الراي» أن منطقة العمليات المشتركة الكويتية - السعودية في الوفرة طلبت توريد كميات غير محددة من غاز النيتروجين عبر الموردين المحليين، ما يثير علامات استفهام حول ما إذا كانت ستستخدمها في عملية إغلاق الحقل لفترة طويلة.وقالت المصادر إن غاز النيتروجين يدخل في عمليات عزل المنشآت النفطية عن إغلاقها لفترات طويلة والمحافظة عليها عندما يتم «الماوس بولينغ» لعزل الأنابيب والمعدات وهو ما يعني ان إغلاق الحقل سيكون طويلاً بكل الأحوال كسابقه «حقل الخفجي».وأوضحت المصادر ان أي عملية عزل بالنيتروجين «الماوس بولينغ» تتطلب من شهرين إلى 3 أشهر في حين اعادة المنشآت للعمل تتطلب نفس الفترة، مشيرة إلى أنه في حال كان الهدف الاغلاق فهو تكرار لسيناريو الخفجي مرة أخرى.ولفتت المصادر إلى ان القرار المعلن من الكويت والسعودية بأن إغلاق حقل الوفرة النفطي في المنطقة المقسومة المشتركة كان بغرض الصيانة، علماً بأن الصيانة لم تكن مجدولة مسبقاً ولم يسبقها إعداد من حيث توريد المواد المستخدمة، ما يرجّح أن تكون الصيانة مجرد مخرج لتبرير الإغلاق وترك المجال أمام فرصة أخرى للتفاوض وحل الخلافات بين الكويت والسعودية في شأن المنطقة النفطيّة المقسومة. وتم الاتفاق رسمياً على إغلاق الحقل في 11 الجاري لمدّة أسبوعين، ما يعني أن أياماً قليلة تفصل عن موعد انتهاء الصيانة المفترضة، لكن المؤشرات لا تشير إلى عودة الحقل إلى الإنتاج في وقت قريب. وقالت مصادر: «على أرض الواقع لا توجد أي مفاوضات فنية وهو ما يعني أن اغلاق الوفرة قاب قوسين أو أدنى من الاغلاق»، بيد أنها أكدت أن هناك انتظارا لقرار ما حول الملفات العالقة بين الكويت والسعودية مرجحة أن يتكرر سيناريو الخفجي.وقالت المصادر إن الكويت والسعودية تسعيان لحل الخلافات العالقة حول المنطقة المقسومة المشتركة «الوفرة» وحتى اللحظة لا يوجد شيء واضح مؤكد، واعتبرت أن ايجاد حل بمفاوضات خلال أيام قليلة أمر مستبعد، خصوصاً أنه منذ العام 2009 لم يحل الملف العالق في الوفرة بعد تجديد الجانب السعودي لامتياز شيفرون لـ30 عاماً جديدة ومن المستبعد حلها خلال أيام.