هي لعبة كان يلعبها الأطفال قديماً ومن مستلزماتها الاختفاء. ونحن الآن ليس بصدد ماهيتها ولكن يكفينا أن نستخدم كلمة يلبد... أي يختفي.إن ساحتنا الطيبة شهدت في الآونة الأخيرة إضراب العمال والمتأمل لهذا المشهد يمكنه أن يشاهد أناساً يتلبد بعضهم عن بعض، شركات العمالة جاءت بمجاميع من العمال وفرضت لهم أجوراً معينة فهل التزمت تلك الشركات بحقوق أولئك العمال وأعطتهم حقهم كي يقوموا بأعمالهم على خير ما يرام؟ ها هم يلبدون عن عمالهم، والوزارات ذات الصلة بالتدقيق عليهم تتلبد عنهم، فإلى أين سيؤول المصير والعمال لا يؤدون أعمالهم الموكلة إليهم إنما يؤدون أعمالاً أخرى دون أن يجدوا من يلاحظهم ويتلبد لهم ليفاجئهم في الملاحظة والتدقيق، فبدلاً من أن يمارسوا عملية التنظيف يمارسون التسول ويتظاهرون بالتنظيف ويقومون برمي النفايات في مناهيل مجاري الأمطار مما يتسبب بقضية أخرى قد تكلف الدولة مبالغ طائلة. لو لبد المسؤولون لهؤلاء الناس وحاسبوهم حساباً دقيقاً بعد أن يكفلوا لهم حقوقهم، أعمال كثيرة غير مشروعة يمارسها بعض العمال منها ما شاهدناه أخيراً من عمليات تزوير النقود، وقضايا أخرى يندى لذكرها الجبين، ولعل من أهم القضايا التي يتدرب عليها العمال في وقتنا الحاضر هي عملية الإضراب كي يعلم بعضهم بعضاً، فكل فئة تضرب اليوم حتى تضرب أختها غداً... ترى من المسؤول عن هذا العمل، وما سببه الحقيقي، ومتى يمكننا أن نضع لهذه القضية بعيدة الأمد، ومتعددة المخاطر متشعبة الأهوال، والتي يتدخل في أسبابها كثير من الأفراد وبعض من المؤسسات وثلة من الشركات وعدد من الوزارات. فمتى يحين الوقت لأن يأخذ العمال حقوقهم ويتفكر أرباب العمل بمسؤولياتهم نحو ما يجلبون من عمالة حتى يفعل القانون وينبذ الاتجار بالبشر كي لا يكون لمنظمات حقوق الإنسان علينا من سبيل.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي