بدأ الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري امس، زيارته الى موسكو، التي تكتسب أهمية استثنائية في توقيتها ومستوى اللقاءات التي سيعقدها خلالها، ولا سيما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.ورغم ان زيارة الحريري التي تستمرّ حتى الغد تشكّل استكمالاً لجولة خارجية يواصلها منذ أشهر وكانت آخر محطاتها في واشنطن (اواخر ابريل الماضي)، قبل ان يجتمع بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الرياض الاسبوع الماضي، فإن توقيتها لبنانياً واقليمياً يضعها على تقاطُع مع تطورات حساسة في المنطقة ولا سيما في ظل العملية العسكرية المستمرّة بقيادة السعودية في اليمن واندلاع معركة القلمون بأبعادها الإستراتيجية وانعكاساتها المتوقّعة على مسار الأزمة السورية، اضافة الى اقتراب موعد بت الاتفاق النهائي المرجّح بين ايران والمجتمع الدولي حول الملف النووي بحلول نهاية يونيو المقبل، الى جانب العناوين التي تعني لبنان ولا سيما الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي يقترب من دخول عامه الثاني في 25 الجاري، ودعم الجيش بوجه الإرهاب وسبل الحد من انعكاسات الأزمة السورية على الواقع اللبناني.وسيسعى الحريري، الذي يهدف من خلال حِراكه الخارجي لإعادة لبنان الى خريطة الاهتمام الدولي، الى استكشاف مرتكزات تسهيل موسكو إصدار مجلس الامن الدولي القرار 2216 المتعلق بالأزمة اليمينة عبر امتناعها عن استخدام حق «الفيتو»، واذا كان هذا الخيار يعكس تغيّراً في السلوك الديبلوماسي لروسيا يمكن ان ينسحب على ملفات اخرى ملتهبة في المنطقة ولا سيما الحرب السورية.كما ان زعيم «تيار المستقبل» سيستطلع رؤية موسكو لتداعيات بلوغ تفاهم حول الملف النووي الايراني على صعيد «خريطة النفوذ» إقليمياً وانعكاسات مثل هذا الأمر على لبنان الذي يريد الحريري ان لا تأتي ايّ حلول بأيٍّ من قضايا المنطقة على حسابه.وما جعل محادثات الحريري تكتسب أهمية مضاعفة انها تزامنتْ مع وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى روسيا للقاء بوتين ولافروف، حيث جرى بحْث 4 ملفات اساسية هي أوكرانيا واليمن وسورية وإيران، الامر الذي سيجعل زعيم «المستقبل» يعود من موسكو بتشخيص شامل للأفق الاقليمي والدولي بما يساعد على حُسن قراءة الاوضاع في لبنان ومسارها.