من المعروف أن المطار الدولي هو الواجهة الحقيقية لأي بلد وانعكاس لتقدمها وتطورها، وفي الكويت، فإن المطار وحالته الإنشائية والمعمارية وما يحدث فيه على مختلف الأصعدة، هو إساءة بالمعني الحقيقي للدولة. لم تكن حادثة اكتشاف علب الخمور المستهلكة سوى نقطة في بحر، عززت من آهات وآلام يحملها المواطنون على حال هذا المرفق الحيوي وعلى غيره من المشاريع أيضاً.لنبدأ أولا بمواقف السيارات، ففي معظم الأوقات نجد أن المواقف مزدحمة وممتلئة وربما يعود ذلك لسببين. السبب الأول هو سوء تخطيط من قام بتصميم هذه المواقف وتقدير عدد مستخدميها، والسبب الآخر، وحتى نكون أكثر إنصافا، أننا البلد الأول في العالم في عدد المستقبلين والمودعين للمسافرين في المطار!ومن ثم نأتي إلى صالة الاستقبال، التي تتكرر فيها مشاهد المشاجرات الدامية دون عقاب أو رادع. فإذاً، ما الذي يمنع المتهورين من ذلك؟ ألم يعلم أصحاب القرار ويفكروا قليلا بما يمكن أن يترك ذلك من انطباع سيئ لدى زوار البلد! وبعد ذلك، فإننا نأسف حقا للإسراف في حالات الاستقبال لبعض المرضى والدارسين في الخارج وغيرهم، وما يصحب ذلك من رمي للورود و»النون» وغيرها، كمظهر من مظاهر الفرح لينصرفوا بعدها غير آبهين، بما خلفوه وراءهم من مخلفات وسط المسافرين!والأهم من كل ذلك، فإن الكثيرين يلاحظون ضعف التدقيق على المسافرين والتفتيش عليهم. ففي كثير من المرات، يغادر الجميع مرورا بنقطة التفتيش الأولى قبل ختم الجوازات، والثانية عند باب الطائرة، دون أن يكون هناك اهتمام أو التزام من القائمين على ذلك، وخصوصا إذا ما قارنا ذلك بما تقوم به المطارات المحيطة من إجراءات أمنية مشددة وصارمة، ولاشك أن هذا الأمر خطير جدا، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حالة الاضطراب السياسي التي تعاني منها المنطقة، والصراعات الدامية التي تعيشها عدد من الدول المحيطة!ولا ننسى كذلك، أننا المطار الوحيد في العالم الذي يختلط به المغادرون مع القادمين في صالة واحدة! ويبدو أن صناع القرار لم يدركوا حتى يومنا هذا، ومع مرور عشرات السنين، ما لهذه الحالة من خطورة على سلامة الطائرات والمطار وأمن الدولة بأكملها!لقد شاهدت أنا أيضا، أن عددا من القادمين يعبرون من خلال نقطة ختم الجوازات وذلك بحجة أنهم قاموا بختم جوازاتهم في إحدى الكاونترات الخلفية، وعندما يصلون عند نقطة الكشف على الختم، يمرون بسلام من دون حتى أن تفتح جوازات سفرهم! وسؤالي هنا، ماذا لو لم يختم هذا المسافر جوازه لسبب أو لآخر وتجاوز النقطة الأمنية دون حسيب أو رقيب؟!كما أن الجميع يعاني منذ ختم الجواز وحتى الخروج إلى صالة القادمين من تأخر وصول الحقائب وبشكل لافت للنظر، ولا شك أن هذا أمر مرهق على مسافري الرحلات الطويلة والمتوسطة، كما أنني متأكد أن ذلك لا يحدث في العديد من مطارات الدول المتقدمة والمتطورة.كل هذا وأكثر في مطار الكويت والقائمة تطول ولا يسع المجال لذكرها جميعا، ولكن الأهم من كل هذا وذاك، متى يعي أصحاب القرار ذلك؟!Email: boadeeb@yahoo.com
مقالات
إبراهيم أديب العوضي / اجتهادات
حال المطار... إلى متى؟
09:19 م