في شهر مايو من كل عام تقريبا يبدأ موسم «السرايات» حيث الأمطار والرياح... والأرصاد «مرة تصيب ومرة تخيب» لأنها تظهر التنبوءات والباقي على مسير الكون الله عز شأنه.وعندما نتحدث عن التنمية والتنمية المستدامة وغيرها من العناوين التي يبرزها قياديو الحكومة على صدر الصحف ومع كثرة مناسبات «قص الشريط» فإننا تلقائيا نتوقع أن يكون الواقع أجمل بعد كل مناسبة!مدير منطقة الجهراء الصحية صرح يوم السبت الماضي لـ «كونا» إن منطقة الجهراء الصحية طبقت النظام الإلكتروني من خلال ربط الأقسام بمستشفى الجهراء ومراكز الرعاية الصحية، وهو مشروع يستحق الإشادة لكن نسأل وزير الصحة: هل تذكر مشروع «رعاية نت» أيام الوزير الدكتور محمد الجارالله....؟!في نفس اليوم الذي صرح فيه مدير منطقة الجهراء الصحية? كانت «السرايات» بالمرصاد لتكشف جوانب التنمية في القطاع الصحي حيث بثت صور لمدخل مستشفى الجهراء والسيول قد أغرقته ناهيك عن الخرير بعد سقوط الأمطار!ومنذ أربعة أسابيع وغرف عمليات المستشفى الأميري مغلقة? وقبل فترة وزعت صورة لجراح يكمل العملية من خلال «إضاءة الهاتف النقال»!إذا كانت السيول قد كشفت رداءة البنية التحتية? وكشفت سوء تنفيذ المشاريع وعملية العزل للمباني فأي تنمية نتحدث عنها إذا كانت المباني «لك عليها» ولم تتم محاسبة أي مسؤول عنها حتى هذه اللحظة!نحن لا نخص وزارة الصحة وإن كانت مسؤولة عن جودة معايير الخدمة التي تعتبر المباني أساس مباشرة العاملين بالقطاع الصحي للمهام المناطة بهم!، فهناك وزارة الأشغال ووزارات الخدمات التي تعج معظمها بصور لا تعكس جودة الخطة التنموية التي نسعى متفائلين لرؤيتها على أرض الواقع.يبدو لي أن استراتيجية «التعافي من الكوارث» غير مطبقة وأبسطها تصريف مياة السيول التي تفوق المعدل والمولدات في حال انقطاع الكهرباء المغذية للمنشآت الحيوية وحماية بنك المعلومات من خلال تخزين المعلومات في مكان آمن بعيدا عن الموقع وفي الغالب يكون خارج الكويت!هناك خلل يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... خلل كبير أوجد فجوة بين مفهوم التنمية المتعارف عليه عالميا ومفهوم التنمية المعمول به محليا والسبب يعود لضعف المستوى القيادي لدينا وغياب عامل مراقبة تنفيذ المشاريع على الرغم من كثرة أعداد المهندسين المدنيين وكثير منهم من خريجي جامعات مرموقة!قد يتساءل سائل: طيب «شنو» الحل؟هنا نطالب سمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين بحصر أوجه القصور التي شهدتها المؤسسات الواقعة تحت مسؤوليتهم ومن ثم توجيه سؤال محدد لكل قيادي مسؤول عن منشأة شهدت كارثة (خرير? انقطاع بالكهرباء? عطل بالكمبيوتر فقدان معلومات? احتراق مبنى.. إلخ): ما هو السبب الفعلي؟، ومن هو المسؤول عنه؟، وأين هو من المحاسبة وكيفية المعالجة؟، وهل بالفعل كانت هناك مقترحات لم يتم تنفيذها لتفادي الكارثة مستقبلا؟إننا «نحلم» وهو حق لنا... نحلم في تنفيذ مشروع وفق المعايير الدولية.. «مو بالكلام» بل على أرض الواقع.إننا في بلد صغير جدا... وتوفير التنمية خدماتياً وبشرياً سهل المنال لو أننا أحسنا تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الكبير والصغير وأحسنا اختيار القياديين!وها هي «السرايات» والأحداث بما فيها السلوكيات غير الأخلاقية التي تشهدها منشآتنا تمنحكم الفرصة تلو الآخرى لمراجعة القيادات المتسببة بها والعمل على استبدالها بالكفاءات الوطنية المنسية... و يبدو أننا انفردنا عن غيرنا في غض البصر عن الإخفاقات حتى بات الإنجاز احترافيا أشبه بحلم نحلمه ونتمنى أن نصبح على خبر محاسبة قيادي مقصر... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi