من مزارع كانت مقصدا للفرح والسلوى، إلى كتل حجرية تحمل المعاناة لـ100 ألف مواطن ووافد قطنوا 12 قطعة فيها امتدت على شريط ضيق بين الرميثية والمسيلة.ذلك واقع منطقة سلوى التي ضاقت بساكنيها حتى وصلت إلى حافة الانفجار، فمداخلها متى جئتها تجدها مزدحمة ليلا ونهارا، وشوارعها الضيقة تغص بالسيارات، ومن أراد أن يجد موقفا لسيارته في زيارة لها فسيكون سعيدا إذا وجد مكانا على بعد عشرات الأمتار أو ربما مئات من مقصده.اكتظاظ سكاني، مدارس أجنبية يفد إليها الدارسون من خارج المنطقة، ومدارس حكومية، وبعض المرافق الخدمية تجعل وقت سلوى كله ذروة، أضف إلى ذلك تحول السكن الخاص إلى استثماري بشكل غير رسمي، حيث هدم أصحاب البيوت بيوتهم، وأعادوا بناءها بنظام الشقق ليصار إلى تأجيرها.«الراي» وقفت عل معاناة أهالي سلوى من خلال زيارتها إلى ديوانية ثامر الشبو التي اكد روادها ان الوضع لن يبقى على حاله وسينفجر قريبا ما لم تتدخل الجهات المسؤولة والمعنية بتنظيم آلية تأجير الشقق، وخاصة بعد تحول السكن الخاص الى تجاري، وهدم معظم اصحاب المنازل بيوتهم ومن ثم بنائها بنظام الشقق للتأجير، بالرغم من عدم استيعاب الشوارع لأي مواقف اضافية، وبالتالي هم مجبورون على وقف مركباتهم وسط الشارع الأمر الذي يتسبب بشلل مروري تام.واجمع المواطنون على ان المدارس الخاصة والمؤسسات الاخرى لا تصلح لان تكون في المنطقة وملاصقة للمنازل، اذ ان بعض المدارس لا تستوعب مركبات الموظفين، وبالتالي ستغلق الطرق، وسيتحمل المواطن معاناة ذلك، مؤكدين ان اوقات الذروة في منطقة سلوى زحمة غير طبيعية ومطالبين جميع المسؤولين بالنظر بعين الاعتبار لمستقبل سلوى، وايجاد حلول للزحمة التي أصبحت لا تطاق.واشاروا الى انه وبحجم المنطقة وعدد سكانها فإنه لا يوجد سوى مستوصف واحد فقط، تقف طوابير طويلة امام عيادات الاسنان والسكر وغيرهما من العيادات، لذلك يجب ان يبنى مستوصف متخصص اخر يخدم اهالي المنطقة.وحذروا من «شقق العزاب» التي تحول بعضها الى اوكار لممارسة كل ما هو خارج عن القانون، بدءا من تصنيع الخمور وانتهاء بالدعارة، مجمعين ان بعض الشقق داخل المنطقة تشهد حفلات صاخبة لا تهدأ ليلا وخصوصا اوقات نهاية الاسبوع، رغم الشكاوى الا انهم لم يكفوا عن ازعاج الاهالي!المواطن راشد الريحان يؤكد أن المنطقة تعاني جملة من المشاكل بعضها يحتاج الى حل سريع ومستعجل وهو القضاء على الزحمة الخانقة والتي لا تحتمل، في كل يوم تزداد الزحمة بسبب تحويل بعض المنازل من سكن خاص الى سكن استثماري، الامر الذي يساهم في توافد آلاف المستأجرين رغم ان الشوارع هيكلها لا يستوعب ان تكون استثمارية، وهذا الامر ساهم كثيرا في الزحمة، وعرقلة حركة السير، خصوصا وان المستأجرين مجبورون ان يوقفوا مركباتهم وسط الشارع وبعضهم يضطر الى اغلاق حتى «الاستدارة» لانه لا يوجد اي موقف قريب لسكنه.ويضيف الريحان «الزحمة وصلت إلى استغلال مواقف الجمعيات والمستوصف التي باتت لا تستوعب عدد السكان الذي بلغ اكثر من 100 الف نسمة، ونحن بدرونا تقدمنا بتوسعة الجمعية وايضا المستوصف، إلا ان بعض المسؤولين في وزارة الشؤون اوقفوا المطالبة ولا نعرف السبب وراء ذلك، فنحن بحاجة الى تدخل من قبل اصحاب القرار لمعالجة المشاكل حتى لا تتفاقم في المستقبل».واتفق معة جاسم الخياط في ما يتعلق بالزحمة، فأكد ان المدارس الخاصة الملاصقة للمنازل ساهمت في خلق زحمة غير طبيعية خصوصا في اوقات الدوامات الرسمية، لافتا إلى «ان مخارج المنطقة كثيرة الا اننا نحتاج احيانا الى ساعة للخروج وساعة للدخول بسبب الزحمة».ويؤكد الخياط انه «بسبب الضغط السكاني في المنطقة حتى الماء والكهرباء تنقطع، وفي ما يتعلق بالماء قمنا باحضار ماكينة دفع لان الضغط كبير جدا، اضافة الى انه لا توجد خطوط هواتف ارضية سنترال، والسبب يعود الى انهم غير قادرين على تغطية جميع المنازل وتزويدها بالخطوط بسبب الضغط».ودعا الخياط الى معالجة مشكلة الزحمة اولا، فهي تعتبر من المشاكل الاولية، اضافة الى وضع حد لشقق العزاب التي تحولت بسبب عدم الرقابة الى اوكار للخمور والدعارة وايضا الحفلات الصاخبة،فنحن نناشد وزارة الداخلية بوضع حد لتك الممارسات غير الاخلاقية.اما مبارك العازمي فشن هجوما عنيفا على ما أسماه «شقق الانس» التي انتشرت بشكل لافت في المنطقة بعد ان قام اصحاب المنازل بتحويل السكن من خاص الى استثماري من خلال تقسيم المنزل الى شقق وتأجيره على من كل من يأتي دون اي شروط، «فنحن بدورنا نعاني كثيرا من هذه الممارسات غير الاخلاقية وكلنا امل بوزارة الداخلية بفرض الرقابة الامنية ووضع حدود، اضافة الى مراقبة شقق العزاب التي تحول بعضها الى مصانع لبيع الخمور المحلية، فنحن نطمح بان تكون منطقتنا نموذجية خالية من كل ما يعكر صفوها».بدوره يتساءل مشعل بوردن «اين المسؤولون عن الحديقة التي لا توجد بها اسوار؟ فأهالي المنطقة بحاجة الى تشجير وحدائق للتنفيس، اضافة الى اننا بحاجة الى خدمات صحية لان مستوصف واحد لا يستوعب العدد الكبير جدا،فنحن نعاني كثيرا من هذا الامر الذي بات مؤرق جدا، ونحن بدورنا طالبنا بمستوصف جديد حيث كان الرد من المسؤولين، المكان موجود ونحتاج متبرعا لبناء مستوصف !،هل يعقل ان ننتظر المتبرع،او ان المسؤولين يتخذون القرار ببناء مستوصف يخدم اهالي المنطقة».ويضيف بوردن «بعض المنازل تحولت الى نظام شقق بالكامل وبالتي يقطن هذه الشقق عوائل من جنسيات وافدة وهم من الطبيعي يملكون مركبة واحدة على الاقل فالمنزل الواحد يقطنة 6 عوائل والباركن لا يستوعب سوى مركبتين، فأين تذهب بقية المركبات؟ هي حسبة بسيطة وسهلة، يجب ان يكون هناك حل لهذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم حتى اصبحت هاجسا مؤرقا لسكان المنطقة، ونحن نتمنى ان تصل رسالتنا الى المسؤولين الذين قد يتجاوبوا معنا وتنتهي معاناتنا التي تكبر يوما بعد يوم، فمستقبل المنطقة ما اذا بقي الحال على ماهو عليه، سيساهم بتهجير اهالي المنطقة لتتحول بالكامل الى منطقة استثمارية حالها كحال منطقة السالمية، ونحن لا نزال ننتظر وعود المسؤولين بحل المشاكل التي نعاني منها وننظر بعين التفاؤل لما سيقوم به المهتمون في حلحلة مشاكل المنطقة بشكل عام».
محليات
100 ألف مواطن ومقيم تضيق بهم وبسياراتهم منطقة تقف على حافة «الانفجار»
أيها الساكنون صبراً و... «سلوى»
12:35 ص