استحوذت الايام الاربعة من شهادة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على اهتمام بل انشداد إعلامي قلّما حظي به شاهد سياسي سابقاً حتى من وزن شهود اساسيين كالرئيس فؤاد السنيورة والنائب مروان حمادة، الامر الذي أعاد تثبيت مركزية الدور والموقع الذي يحتله جنبلاط في الحياة السياسية اللبنانية.وقد بدا جنبلاط، الذي أمضى اربعة ايام متوالية ماثلاً كشاهد امام المحكمة الدولية التي تحاكم غيابياً خمسة متهَمين من «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري (في 14 فبراير 2005)، وكأنه أفرغ مجمل تأريخه الذاتي والشخصي والسياسي لمرحلة الوصاية السورية على لبنان بل اكثر لمرحلة ضاربة في القدم منذ بدء التدخل السوري في لبنان مع مطالع الحرب الاهلية العام 1975 واغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط العام 1977.وإذا كانت شهادة جنبلاط تميّزت حتى جولتها الرابعة امس بخطها البياني العريض بكونها شكلت المضبطة الاتهامية الشاملة والواسعة للنظام السوري في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فان اليوم الثالث منها تحديداً اعتُبر مفصلياً ولا سيما لجهة المفاجأة البارزة التي قيل معها ان الشاهد الاساسي الذي مَثُل مع جنبلاط كان الرئيس رفيق الحريري نفسه وذلك من خلال بث المحكمة تسجيلات صوتية لحوار طويل جرى بين الحريري وبين وزير الخارجية السوري الحالي وليد المعلم الذي كان زار الحريري قبل ايام قليلة من اغتياله واستمع طويلاً الى الوقائع والشكاوى التي سردها الأخير في شأن الضغوط والممارسات التي تعرض لها من الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس السابق أميل لحود آنذاك.وأثارت هذه التسجيلات اهتماماً واسعاً لجهة تضمُّنها أقوالاً مباشرة للحريري في شأن كل ما سبق للشهود ومنهم جنبلاط ان أدلوا به حول ترهيب الحريري وتهديده قبل التمديد للحود وبعده ما اكسب شهادات الشهود السياسيين الصدقية الكاملة.غير ان جنبلاط يخرج من هذه الشهادة من دون تعرضه للمتهَمين المباشرين بالجريمة اي الأعضاء الخمسة في حزب الله اذ ان مجمل شهادته ركز على النظام السوري دون سواه، الامر الذي يبقي إشكالية المحاكمة قائمة حيال الربط المفترض بين النظام والمتهمين حتى إشعار آخر.ونفى رداً على سؤال أن يكون المدير السابق لمخابرات الجيش والسفير السابق جوني عبدو هو من حاول اغتياله العام 1983، مؤكدا ان (الوزير السابق) ايلي حبيقة (القيادي السابق في «القوات اللبنانية» والشخصية التي لعبت ادواراً أمنية بارزة وغامضة) «قال لي لاحقاً انه هو من حاول اغتيالي».
خارجيات
جنبلاط: حبيقة أبلغني أنه هو مَن حاول اغتيالي في 1983
12:10 م