الخيارات كثيرة أمام رواد الصالات السينمائية في بيروت، في ظل وجود أكبر عدد من الدور في الشرق الأوسط قياساً بعدد السكان، ومعظم الأفلام العالمية تعرض قبل بلد الإنتاج والمنشأ بأيام.ودفع اتساع أفق المشاهد اللبناني إلى التمييز بين الغث والسمين من الأفلام، وما دام اعتاد الأشرطة الهوليوودية بكل قدراتها والميزانيات المصروفة عليها، فإنه أصبح لا يتشجّع كثيراً لمتابعة أفلام تجارية دأبت القاهرة على إنتاجها، وحملت توصيف أفلام الهلس أو المقاولات، تدليلاً على مستواها المتواضع، مع استثناءات بالطبع.ولم نتفاجأ لما حدث في الأسبوعين الأخيرين، مع إدراج شريطين من القاهرة على البرمجة من دون فائدة أو حراك في سوق العروض الكثيف والمتميز في بيروت عادة، مع كثرة صالات الدرجة الأولى، واستقبالها أضخم الأفلام في العالم.«يوم ما لوش لازمة»، لـ أحمد الجندي، نص عمر طاهر، إنتاج أمير شوقي، مع محمد هنيدي، روبي، ريهام حجاج، هالة فاخر، طارق عبد العزيز، وسامي مغاوري، في أجواء من التحضير للزفاف مع مفارقات مطاردة العريس اللقطة يحيى (هنيدي) من قبل مها (ريهام حجاج) وبوسي (روبي).و«زنقة ستات» للمخرج الشاب خالد الحلفاوي(نجل الممثل نبيل الحلفاوي) في أول روائي طويل ينجزه،عن نص لـ هشام ماجد و كريم فهمي، وحضور لـ 9 ممثلين، هم حسن الرداد، إيمي سمير غانم، آيتن عامر، نسرين أمين، مي سليم، بيومي فؤاد، صبري عبد المنعم، عفاف رشاد، وسامي مغاوري.الشريط الأول سحب من دار العرض بعد أسبوعين، لأن الإقبال عليه كان محدوداً جداً، رغم أن هنيدي له رصيد جماهيري جيد، إلا أن فيلمه عبر من دون أن يشعر به أحد.والثاني رغم ملامح المخرج الجيدة جداً، فإن الفيلم الخالي تماماً من النجوم (الرداد ليس من الأسماء المعروفة)، ممسوك جيداً وفيه ضبط للممثلين مع إيقاع لافت لكامل الفيلم، ولكن لغياب جاذبية النجم لم يهتم الجمهور بمشاهدته.