تعاظمتْ المخاوف في لبنان مع انكشاف خطط اغتيال عدة في الأيام الاخيرة، الأمر الذي ضاعف من منسوب الحذر لدى المسؤولين اللبنانيين في اللحظة التي تتضافر الجهود من اجل حماية الاستقرار السياسي ولا سيما من خلال الحوار الاضطراري الجاري بين «تيار المستقبل» (يتزعمه الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله» الذي انعقدت جولة جديدة منه يوم امس.فبعدما فوجىء الوسط السياسي اللبناني بالمعلومات عن توقيف فلسطيني وسوري مشتبه بأنهما على ارتباط بمخطط لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري، كُشف النقاب امس عن عملية استهداف كانت تُحضّر في صيدا لاغتيال النائبة بهية الحريري ونجلها الامين العام لـ «المستقبل» احمد الحريري والشيخ ماهر حمود (قريب من 8 آذار) والمسؤول في «سرايا المقاومة» التابعة لـ «حزب الله» محمد الديراني.وفي هذا السياق علمت «الراي» أن الاجهزة الامنية اللبنانية ابلغت الى النائبة الحريري بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والمزيد من الاجراءات الامنية لحمايتها الشخصية بعد اكتشاف مخطط استهدافها مع نجلها وفق اعترافات احد الموقوفين القريبين من الشيخ الفار من وجه العدالة احمد الاسير، والذي القي القبض عليه في منطقة صيدا، بعد توقيف شبكة ارهابية في منطقة الشرحبيل بن حسنة (شمال صيدا)، حيث دهمت قوة من مديرية المخابرات أحد المنازل، وأوقفت كلا من اللبنانيين محمد عجيل وحسن الدغيلي اللذين يشكلان خلية إرهابية.واشارت المصادر الى ان اكتشاف المخطط جاء في اعقاب توقيف خلية الشمال الارهابية برئاسة الشيخ خالد حبلص واعترافاته، وهو الذي كان على علاقة وثيقة مع الشيخ الاسير ووفر له الاقامة والحماية في الشمال اللبناني بعد «معركة عبرا» الشهيرة في يونيو 2013، والتي انتهت الى فرار الاسير ومجموعة من المقربين والمرافقين. وتوقفت المصادر عند أنّ عدداً من أفراد الخلايا الارهابية المكتشفة كانوا سابقاً من «مجموعة الأسير»، فيما يوجد بينهم آخرون ممَّن غرّر بهم مجدّداً، ويتوزّعون على مجموعات تتولّى أعمال التفجير، وبث الشائعات المغرضة، والتحريض من أجل إحداث فتنة، وكاشفة ان مَن يشرف على هؤلاء هو ش. س الذي كان يُقيم في منطقة قبل أنْ يتمكّن من الفرار إلى جهة مجهولة.وانشغلت القوى السياسية والامنية الصيداوية امس في متابعة تفاصيل المخطط الذي كان يُحضر لعاصمة الجنوب، حيث تبين وفق الاعترافات ان الهدف كان احداث فتنة في المدينة التي تتميز بتداخل سياسي ومذهبي ولبناني وفلسطيني.وفي موازاة ذلك، أكد السفير السعودي لدى لبنان الموجود في الرياض مجددا انه سيطلب توضيحاً من السلطات الرسمية اللبنانية حيال ما كُشف من معلومات عن مخطط لاغتياله، تأكيداً أو نفياً، وإن كان يتفهّم ان الأجهزة الأمنية اللبنانية المعنية تنتظر انتهاء التحقيقات قبل الكشف عن أي معطيات نهائية لديها.وفيما أكّد عسيري لصحيفة «اللواء» ان لا تأكيدات لديه حول المعلومات التي كُشفت، كما ان الاتصالات الأوّلية التي أجراها لم توفّر لديه معطيات صلبة حول الموضوع، الا ان الكلام عن وجود موقوفين اثنين من التابعيتين الفلسطينية والسورية لا يأتي من فراغ على طريقة المثل القائل «ان لا دخان من دون نار»، ويدل على ان شيئاً ما يُطبخ أو يُحضّر.من جهته، رفض وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق«تأكيد أو نفي خبر التخطيط لاغتيال السفير السعودي في لبنان»، داعيا إلى«ترك الأجهزة المختصة تتابع الموضوع للتأكد من صحته وكشف ملابساته».
خارجيات
السفير السعودي سيطلب توضيحات حول هوية الموقوفين في محاولة استهدافه
اكتشاف مخطط لاغتيالات «فتنوية» في صيدا تطول بهية وأحمد الحريري وماهر حمود
10:26 ص