هل بدأت «موْقعة» القلمون المتوقّعة؟ وهل قامت المجموعات المسلّحة في القلمون السوري بـ «الضغط على زناد» المعركة على طريقة «الهجوم أفضل طريقة للدفاع» وذلك استباقاً لإنجاز «حزب الله» والجيش السوري النظامي كامل استعداداتهم لـ «معركة الربيع» التي رفعا في الأيام الأخيرة سقف الكلام عن دنو «الساعة صفر» لها، ام ان ما أطلقته هذه المجموعات امس هو عملية «استطلاع بالنار» لاستكشاف مدى جهوزية الحزب للمواجهة التي «استنفر» لها الطاقات البشرية واللوجستية تحت عنوان «تطهير الحدود السورية ـ اللبنانية المشتركة في السلسلة الشرقية من المسلّحين التكفيريين»؟هذان السؤلان شغلا لبنان يوم امس مع التقارير التي تحدثت عن اشتباكات عنيفة اندلعت صباحاً بين «حزب الله» مدعوماً بالجيش السوري وقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الفصائل الاسلامية و«جبهة النصرة» من جهة اخرى في جرود القلمون، وسط اعلان المرصد السوري لحقوق الانسان ان المجموعات المسلحة في القلمون شنّت هجوماً استباقياً على حزب الله، ترافق مع سقوط صواريخ يُعتقد انها من نوع أرض - أرض على مناطق الاشتباك، واستهداف «جبهة النصرة» لتمركزات ومقار لـ «حزب الله».وفيما نقلت تقارير ان المجموعات المسلحة في القلمون الغربي اعلنت بدء معركة «الفتح المبين»، رجحت اوساط متابعة ان يكون ما جرى امس هو في سياق المزيد من الانخراط في معركة القلمون التي «بدأت» إعلامياً وعلى صعيد «الحرب النفسية» ولكن انفجارها على النحو الشامل يبقى رهناً بقرار «حزب الله» الذي سيختار التوقيت الذي يناسبه، مذكّرة بان الأيام القليلة الماضية شهدت الكثير من الكلام عن انسحابات محدودة للمسلحين من بعض المواقع التي كانوا يشغلونها في الجرود، قبل ان تعلن «النصرة» اكتمال تدريب طواقم متخصصة من رماة الصواريخ ونشرهم في المنطقة.وعلمت «الراي» ان «حزب الله» أكمل استعداداته للمعركة، غير ان تحديد «الساعة صفر» يرتبط بعوامل عدة معقّدة بينها انتظار مفاوضات تجريها قوات النظام مع بعض الجماعات المسلّحة ولا سيما في منطقة الزبداني بهدف تحييدها.وقالت مصادر معنية لـ «الراي» ان معركة القلمون واقعة حتماً رغم الأخذ والردّ الاعلامي في شأن توقيتها، موضحة ان الهدف منها إبعاد شبح الجماعات السورية المسلّحة ولا سيما «داعش» و«النصرة» عن الحدود اللبنانية قطعاً للطريق على اي مغامرات قد تقوم بها بالتنسيق مع خلايا نائمة في لبنان.واشارت هذه المصادر الى ان الجيش اللبناني، الذي يحصر منطقة عملياته داخل الجغرافيا اللبنانية على الحدود الشرقية مع سورية، اصبح هو الآخر في جهوزية كاملة للتعامل مع اي محاولة من الجماعات المسلحة لدخول الاراضي اللبنانية.وكان لافتاً تزامُن قرع طبول معركة القلمون مع تقرير لوکالة الأنباء الإيرانية «إرنا» من القلمون أكد أن «الاحتشاد والانتشار العسكري الميداني الكبير الذي نفذه حزب الله علي مستوي عشرة ألوية من مقاتليه، خلال الأيام الثلاثة الماضية في منطقة القلمون السورية وفي السلسلة الشرقية من جبال لبنان علي الحدود السورية - اللبنانية، بالتنسيق مع الجيشين السوري واللبناني، قد حقق غرضه في الساعات القليلة الماضية».وأوضح التقرير أن «مسلحي العصابات الإرهابية التكفيرية انسحبوا من العديد من مواقعهم في جرود القلمون تحت جنح الظلام، باتجاه تلة مسعود وجرود عرسال، ما سمح لمجاهدي حزب الله، بالسيطرة علي المواقع التي فر منها التكفيريون بلا قتال».ونقلت «إرنا» عن القائد الميداني في «حزب الله» المعني بهذه المعرکة ان «معرکة تحرير تلة مسعود الاستراتيجية المشرفة علي منطقة جغرافية واسعة في القلمون ستكون صعبة. إلا أن التكتيك العسكري المتبع بالهجوم المتوقع تنفيذه في على 3 مراحل، سيكون کفيلاً بدخول القوات المهاجمة الي داخل المنطقة والي تلة مسعود المعقدة بأنفاقها وتحصيناتها وبالتالي القضاء علي العناصر الإرهابية المسلحة وتطهيرها منها تماماً».