أحيا الشاعران الشابان عبدالله العنزي وحوراء حبيب أمسية شعرية مساء الاثنين الماضي في مسرح عبدالرزاق البصيري في الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضم أنشطة «صيفي ثقافي 3».وأدار الأمسية الشاعر محمد المغربي في حضور الأمين العام المساعد في المجلس الوطني المهندس علي اليوحة.وقال المغربي في تقديمه للأمسية: «الشعر هو الكائن الجميل الذي يحاول جعل حياتنا أفضل، يحاول جعل أرواحنا أفضل وان لجوء البشرية للشعر سبق لجوأها لكثير من ضروريات الحياة، إننا في أمس الحاجة إلى الشعر، في عصرنا التكنولوجي العظيم».واستهلت الأمسية الشاعرة حوراء حبيب كي تلقي قصائدها تباعا، تلك التي استخلصت منها الحياة، في تدفق عاطفي، ومن ثم قالت في قصيدة فراشاتنا المحترقة:لا تلتمس حزني المقيم دفنت نبتتيوفي الجسد يحمي الدمبظلم الانهياروتواصلت حوراء حبيب في قراءة قصائدها التي معظمها جاء من ديوان «سجينة الجسد»، ومن خلال العنوان نفسه جاءت قصيدتها الاخرى «سجينة الجسد» تلك التي تقول فيها:وتبقى الروح سجينة الجسديداعبها الحزن بخيبة الأملوتوالت القصائد تلك التي قرأتها الشاعرة حوراء الحبيب مستلهمة من مفرداتها رؤى ذات بعد انساني شيق، وبالتالي فقد قرأت قصيدة «أنا لست لك» تلك التي تتحدث فيها عن فلسفتها الخاصة، واضعة في مضامينها الكثير من التداعيات لتقول:حبيبي هناك أنتظرني...سأخمد شموعيوأغدو إلى حبكسأحرر لوحاتي بعيداً عن الخجلأما قصيدة «أنثى» فقد تضمنت العديد من المفردات، تلك التي تواصلت فيها الشاعرة مع الحياة بأكبر قدر من الايحاء لتقول:في زوايا دموع تغرقفي ليل أبيضتتساقط النجومكضحايا تمردللأنثى حق التمرد.وحينما قرأت الحبيب قصيدة «رقصة الحزن» كانت المفردات تعبر عن رؤى متواصلة مع الحياة، وذات استحضار ذهني للخيال، كما ان قصيدة «سوسن» امتازت بالاحساس الذي بدا متوهجا وذلك من خلال ايقاع حسي شديد الخصوصية لتقول:اراها الليلةرقصة حزن على قلب احترقلا يخاف صرخاتهيقهقه ساخراًوجاء دور الشاعر عبدالله العنزي الذي انشد قصائده بإلقاء معبر وصادق، كي يقرأ قصيدة «وطن الإباء» تلك التي توهجت بالحضور والمفردات الوطنية المخلصة ليقول:وطني اذا دار الزمان بأمةأو قتلت أسد الفلا أشبالهاوتيقنوا ألا محال من الردىإنا لها إنا لها إنا لهاوبدت التجربة الشعرية حيوية ومتواصلة مع الإنسان في أرقى صوره وذلك من خلال قصيدة «من بعد ماذا!» ثم قرأ العنزي قصيدة «أهواك» بكل ما تحمله من مفردات قوية، ومتضامنة مع العاطفة في ابهى صورها ليقول:أراك بين ثنايا الروح ملهمتيوطيفك مرّ في اشراقة القمرجميل وصلك يشفي كل نازلةٍوداء نأيك شاب القلب بالكدرمازلت والبعد هزتني طلائعهاستلهم القلب بعض الصبر فاصطبريوتبوح المشاعر بكلمات شاعرية من خلال قصيدة يبدأ مطلعها بالقول: «وفاتنة لها سحر العذاري»، ثم قصيدة أخرى تواصل فيها الشاعر مع جمال العاطفة وعنوانها «لغة الحياة» بكل ما تحمله من تطلعات إنسانية حيوية ليقول:إلى ذكراك انتهج القوافيوفي أشواقي الحرى مداد تفيض بمهجتي تسقي حنيناًكرمل البيد ليس له عدادواختتم عبدالله العنزي الامسية بقصيدة غزلية توجه بها إلى المرأة ولقد وضع الشاعر فيها رؤيته الخاصة ليقول:نأى بك الدهر واستعصى بي الداءوراعني البين والأيام أنباءوالهم الليل أشواقي لأنجمهفدار فيهن أطياف وأسماءهكذا عبر الشاعران عبدالله العنزي وحوراء الحبيب في الأمسية عن الإنسان من خلال قصائد تنوعت فيها الاحاسيس واختلفت وتوهجت فيها الرؤى بأكبر قدر من المفردات الشاعرية.
جانب من الحضور (تصوير مرهف حورية)
عبدالناصر وقادة ثورة يوليو
صورة من الهوية الشخصية