«شُدّ الحبل» و«رُبطت الأحزمة» في سياق الأزمة السياسية التي دهمت المشهد اللبناني كواحدة من «الفروع الجديدة» لـ «الأزمة الأصلية» المتمثلة في الفراغ الرئاسي الذي يقترب من إكمال «عامه الأول».وبعدما رفع زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون الصوت والسقف في سياق معركة رفض التمديد للقادة الامنيين التي تتداخل في شق منها مع الملف الرئاسي، تاركاً لصدى كلامه «المدوي» ان يبلغ «مَن يعنيهم الأمر» من الحلفاء كما الخصوم ليُبنى على الشيء مقتضاه، بدا ان التدافُع الخشن الذي ساد على خلفية الجلسة التشريعية للبرلمان بعد «التكتل» المسيحي الرافض لها تحت عنوانيْ مخالفتها لمقتضيات «تشريع الضرورة» في ظل الفراغ الرئاسي او رفْض التشريع في غياب رأس الدولة يتجّه الى قنوات «تبريد» لا سيما بين فريق عون وبين رئيس البرلمان نبيه بري وحتى «حزب الله» اللذين كانا عبّرا عن امتعاض من تعطيلٍ عمل مجلس النواب بدا فيه بري «مصوّباً» على زعيم «التيار الحر» الذي لم «يحيّده» بدوره «حزب الله» عن دائرة الانتقاد العالي النبرة.ولم تستبعد دوائر سياسية في بيروت ان تنجح الاتصالات الجارية في إحداث فصل بين مساريْ الجلسة التشريعية والتمديد للقادة الأمنيين بعدما كانت لاحت ملامح استخدام الاولى في سياق لعبة «عضّ الأصابع» التي يمارسها عون في اطار ضغطه لقطع «حبل» التمديد (بدءاً من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص مطلع يونيو المقبل) بما يبقي حظوظ صهره العميد شاكل روكز (يحال على التقاعد في اكتوبر) بتولي منصب قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية العماد جان قهوجي الممدَّدة في سبتمبر المقبل.وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فإن زعيم «التيار الحر» الذي كان اعلن اول من امس،«أن الكيل طفح وبلغ السيل الزبى، والتمديد للقيادات الأمنية ممنوع وإلا فإن كل الاحتمالات ممكنة، والأيام التي كانوا يأتون فيها بـ«خيال»يعينونه رئيساً للجمهورية قد ولّت (...) وكما يمكن أن يتركني الناس، أستطيع أنا أيضاً أن أتركهم»، أوصل «الرسالة» المتعددة الاتجاه الى حلفائه بالدرجة الاولى الذين يرفضون الفراغ في المراكز الامنية ويرفعون شعار «التمديد ولا الفراغ» في ظل عدم القدرة على التوافق على قادة امنيين جدد، وهو ينتظر «الوقع» الذي ستتركه لديهم قبل ان يقرر «الخطوة التالية».وأبلغت هذه المصادر الى «الراي» ان العماد عون يضع مجمل الخيارات «على الطاولة» ولا يستبعد حتى الساعة اياً منها سواء في ما خص «قلب الطاولة» حكومياً بالاعتكاف او الاستقالة او اطلاق تحركات شعبية او غيرها من «المفاجآت»، لافتة الى ان زعيم «التيار الحر» الذي سبق ان ذاق تجربة غير مشجعة من حلفائه ابان التمديد للبرلمان مرتين ثم التمديد الاول لقهوجي يريد ضرب مبدأ التمديد من حلقته الأقرب المتصلة باللواء بصبوص كي ينسحب هذا الأمر تلقائياً على العماد قهوجي فلا يظهر انه يخوض «معركة حقوق عائلية» (ايصال صهره روكز الى قيادة الجيش في موازاة معركته الرئاسية).وترى هذه المصادر ان عون ينتظر ايضاً عودة موفد الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري الى لبنان (هو يرافق الحريري في زيارته لواشنطن) ليسمع الجواب النهائي في ما خصّ التمديد للقادة الأمنيين، متوقفة عند استباق «الجنرال» ذلك بردّ عنيف على رئيس «كتلة المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان «اعتبر ان عون لا يمشي كرئيس ولا يوجد بني آدم ممكن يمشيه»، اذ قال: «بتنا اليوم في زمنٍ يعطي فيه من نهبوا أموال الدّولة آراءهم حول من يصلح ليكون رئيساً للبلاد. فليتوجّهوا إلى القضاء أولاً وليبرّروا أنفسهم أمامه».وبحسب المصادر نفسها، فإن زعيم «التيار الحر» يحاول ان يستفيد في عملية ضغطه بملف القادة الأمنيين من اقتناعه بأنه حاجة لـ «حزب الله» الذي لا يحتمل ان يخسر حليفاً مسيحياً قوياً في لحظة تعمُّق الشرخ بينه وبين الفريق السني (رغم حوار تخفيف الاحتقان) وانكشافه عربياً واحتدام المواجهة الاقليمية بين ايران ودول الخليج، متوقعة انعقاد لقاء قريب بين عون والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله لبحث مجمل الملفات العالقة وقطع الطريق على اي تفاعلات للتباينات حيالها.وتلفت هذه المصادر الى ان «حزب الله» محرج في التعاطي بملف القادة الامنيين، اذ انه مقتنع بأن الفراغ في المراكز الأمنية قد يكون «خطأ قاتلاً» في ظل اللحظة الحرجة اقليمياً وتعاظُم المخاطر الأمنية ربطاً بالأزمة السورية والاستعدادات لمعركة القلمون، كما ان الحزب ومعه أكثر من فريق آخر لا يرغبون في التفريط بورقة العماد قهوجي كمرشح تسوية رئاسي باعتبار ان عدم التمديد له قد يعني انه بات «خارج السباق».وتختم هذه المصادر بالاشارة الى انه رغم المناخ المحتدم الذي جعل لبنان يسير على «حبل مشدود»، فإن من المستبعد ان يتورّط اي فريق لبناني في تحمل تبعات نسْف «الستاتيكو» الذي يحكم الواقع اللبناني ودفع الامور نحو أزمة نظام عبر تعطيل كل المؤسسات، وداعية الى ترقُّب «هبة باردة» على الساحة المسيحية من خلال اللقاء «الوشيك» بين عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بعدما أُنجزت ورقة اعلان النيات بين الطرفين على ان يقفز اللقاء - الحدَث المرتقب «بين لحظة وأخرى» فوق «الجواب المنتظر» من جعجع على امكان السير بـ «الجنرال» رئيساً للجمهورية.

مظاهر متزايدة في بيروت دعماً للسعودية

مصدر وزاري لـ «الراي»: إبعاد الإمارات بعض اللبنانيين أسبابه إدارية

| بيروت - «الراي» |يستمر لبنان في جهوده الهادفة الى تحصين علاقاته مع دول الخليج وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية بعد التقارير المتزايدة عن «غضب» في الأوساط الخليجية من الحملات التي يشنّها قادة «حزب الله» على السعودية بالتماهي مع ايران على خلفية الموقف من أحداث اليمن.وعلمت «الراي» ان ترتيبات تجري لزيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى الرياض، لكنها ليست وشيكة نظراً لانشغالات المملكة في ضوء التعيينات الأخيرة والاجتماع الخليجي المقرر وزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للسعودية.وقالت مصادر معنية في بيروت لـ«الراي» ان زيارة سلام للسعودية مسألة طبيعية، فرئيس الحكومة لم يزرها بعد في عهد الملك سلمان، اضافة الى الرغبة في إبداء الحرص اللبناني على العلاقة المميزة مع الرياض في ضوء حملات بعض الاطراف اللبنانيين على السعودية.ولفت في هذا السياق حفلات التكريم المتوالية التي تقام للسفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري منذ مدة، اضافة الى الوفود التي تؤم مقر السفارة تضامناً مع المملكة العربية السعودي في وجه الحملات التي تتعرض لها.وفي تطور غير بعيد عن هذا «الهمّ اللبناني»، كشفت معلومات صحافية في بيروت عن قرار جديد اتخذته السلطات في الامارات ويقضي بإبعاد 25 لبنانياً ليصبح عدد المبعدين أخيراً نحو 115 شخصاً.وقال مصدر وزاري بارز لـ «الراي» ان اللبنانيين العاملين في الامارات غير مستهدَفين، والمسألة ترتبط ببعض المقيمين من لبنانيين وغير لبنانيين يتم إبعادهم لاسباب «إدارية».