بعزيمة الشاب، وخبرة السياسي الذي عاصر أشد الأزمات التي مرّت على الحياة السياسية، وأحد رموز دواوين الاثنين، وصف النائب السابق أحمد الشريعان، حال المعارضة اليوم بأنها مفككة، وراكدون ركودا غير مبرر، موجها رسالة للرموز الوطنية: «إنكم خاملون وهذه ليست صفتكم ولابد من الالتقاء، متسائلا: أين انتم من هذا الوضع السيئ، فما دمت ترى الوضع السيئ فلابد من حركة سلمية من الجميع؟».الشريعان تحدث لـ «الراي» مصوباً سهام نقده ناحية سياسة الحكومة وتصرفاتها واستخدامها «الترهيب والترغيب»، فهو يرى أنها «تبعد من يخالفها بالرأي حتى لو كان النقد بناء»، مؤكدا ان «الحكومة تعرف أن الشعب الكويتي لا يرضخ لهذا السياسة، والكويتيون مهما اختلفوا في الآراء يبقون متحابين ومتعاونين، ولكن يريدون حكومة تلتف حولهم وتجلس معهم، وجل من لا يخطئ».وفي اتجاه الحراك الشبابي، رأى الشريعان، أنه، «لابد لهذا الحراك أن يستمر بغض النظر عن بعض الخمول من الرموز»، مبينا انه «مادام الهدف هو الإصلاح، والحكومة تنشده ونعرف أنها غير صادقة...لابد أننا نحن من يصحح هذا المسار»، داعيا «الرموز السياسية الى الالتقاء وإحياء الحراك أسبوعيا في ندوات واجتماع في ساحة الإرادة، بشرط أن يكون الاجتماع صحيحاً من الجميع».وعن الرأي المطالب بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، قال الشريعان: «مع احترامي للرأي القائل بمشاركة المعارضة والكثير يطرحه، لكن حتى لو شاركت المعارضة ونجحت بـ 80 في المئة بعد شهر يحل المجلس».وقال ان «الحكومة أصبحت هي العلة في كل ما نحن فيه لأنها لا تقبل أن نكون شركاء وتطبق الدستور»، مبينا ان «الدستور غير مطبق، وهناك انتقائية في تطبيقه، والخلل بالقرار السياسي فهو علة الكويت».وفي شأن خلافات كتلة «الغالبية» المبطلة والقوى السياسية، أيد الشريعان «الغالبية» في جميع أطروحاتهم لأنها «شعبوية»، مشيرا الى ان أعضاء هذه الكتلة «أصدروا بيانات حازت رضا الجميع، ولكن المطلوب ليس فقط البيان بل الفعل»، مؤكدا ان «هناك ركودا وليس انقساماً، فالانقسام يحدث عندما يتم الاختلاف على هدف وهذا غير موجود فلا أحد يختلف على الهدف لا الحراك ولا (الغالبية) فجميعهم في وعاء واحد»، معبرا عن تفاؤله في المرحلة المقبلة، «لان الشعب الكويتي مثابر على الإصلاح ومتآلف مهما اختلف بالرأي».وفي ما يلي المزيد من التفاصيل:• أحمد الشريعان السياسي المخضرم الذي عاصرالعملية السياسية منذ الثمانينات، كيف يقرأ الواقع السياسي الحالي؟- في البداية، لابد أن نؤكد أن الأمور واضحة للمواطن والحكومة معا، وأن سبب الأوضاع الحالية هي الحكومة بسبب انفرادها بالقرار السياسي، فهي مهمشة رأي المواطن، والحكومة تنشد الإصلاح ولكنها بعيده كل البعد عنه، خاصة مع تصرفاتها في الترهيب والترغيب.• مثل ماذا؟- مثل ابعادها من يخالفها بالرأي حتى لو كان النقد بناء، لذلك نعاني اليوم من تصرفاتها وانعكاسها على الوطن والمواطنين، وبالتالي فإن قمع المسيرات والتجمعات، وأصحاب الرأي وسحب الجناسي كلها من الأمور الترهيبية وأقولها بصراحة، الحكومة تعرف بأن الشعب الكويتي لا يرضخ للترهيب والترغيب، والكويتيون مهما اختلفوا في الآراء يبقون متحابين ومتعاونين، ولكن يريدون حكومة تلتفت لهم وتجلس معهم، وجل من لا يخطئ، ونؤكد ان صاحب القرار الأصلي هو الشعب الكويتي، وهو شريك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.تفكك وركود• ما رؤيتك لتيار المعارضة اليوم، كيف تقيمها؟- مع الأسف هناك تفكك وركود غير مبرر، ووجهت رسالة للرموز الوطنية بأنكم خاملون، وهذه ليست صفتكم ولابد من الالتقاء، وقلت مرارا إن القرار بيد الشعب الكويتي، وبيد الرموز الوطنية التي لا نشك في وطنيتهم حتى لو كان هناك ركود، لكن السؤال: أين انتم من هذا الوضع السيئ، فما دمت ترى الوضع السيئ فلابد من حركة سلمية من الجميع.• كيف يكون ذلك؟- لابد لهذا الحراك أن يستمر بغض النظر عن بعض الخمول من الرموز، فمنهم من انتقل إلى رحمة الله وآخرون كبروا في السن وهذا ليس ثابتا، ولكن مادام الهدف هو الإصلاح، والحكومة تنشده، ونعرف انها غير صادقة...لابد أننا نحن من يصحح هذا المسار.• وكيف يمكن تصحيح هذا المسار؟- على الرموز السياسية، الالتقاء وإحياء الحراك أسبوعياً في ندوات واجتماعات في ساحة الإرادة، بشرط أن يكون الاجتماع صحيحاً من الجميع، خاصة وان الحضور في «الإرادة» لابد أن يكون معبراً، لكن ليس في الشارع بل في «الإرادة» أو في أي مكان عام.ونحن إذا تواجدنا في ساحة الإرادة نتفقد الأسماء النوعية والوجوه، والاجتماع قبل الأخير فيها، كان فيه جميع فئات الشعب والحكومة لا يرعبها إلا اجتماع الشعب في مكان واحد، حتى لو كان فيها بعض التصرفات خطأ، فجل من لا يخطئ...نحن بشر.تجمعات ساحة «الإرادة»• من أين يكون الخطأ؟- مثلا عند الاجتماع في «الإرادة» يتجهون إلى الشارع، ونعرف أن الحكومة تستخدم الترهيب والترغيب، بضرب الشباب وسجنهم، «طيب ليه أروح هناك؟»، وحتى القوات الخاصة هم أبناؤنا، لذلك عليك أن تعرف مكانك الذي تريد المطالبة فيه بالإصلاح من خلاله، وكل إنسان يخطئ وجل من لا يخطي، وممكن أن يتعلم الشخص من أخطائه.• وبالنسبة للتيارات السياسية؟- للأسف هناك تفكك بسيط بين التيارات السياسية، لكن شخصيا أثق حتى لو هناك تفكك ولكن في الهدف العام جميعهم يلتقون في نقطة واحدة وهي إصلاح الكويت، فحتى لو هناك ركود، اعرف أن غالبية الكويتيين غير راضين عن الوضع الحالي، وحتى الذين لا يخرجون إلى ساحة الإرادة، غير راضين أيضا.• وهل تعتقد أن المعارضة حاليا خسرت كثيرا في ظل غيابها عن البرلمان؟- مجلس 1992 و مجلس 2012 المبطل، كان يضم معارضة جيدة وصلبة، وحل المجلس، فأصبح الوضع ليس معارضة أو صوابا وخطأ، وإنما الحكومة لا تريد تواجد الرأي الآخر، فمن الممكن أن يكون هناك 40 معارضا في المجلس، وبكره يحلونه، أصبح ان الدستور غير مطبق، وهناك انتقائية في تطبيقه، وليست هناك نية صالحة، فالخلل في القرار السياسي وهو علة الكويت.مقاطعة الانتخابات• شكلت مسألة المقاطعة منعطفاً سياسياً بالنسبة للشعب الكويتي، هل ترى أن الاستمرار فيها يخدم عملية الإصلاح؟ وماذا لو أجريت انتخابات قريباً...هل تدعو المعارضة للمشاركة في الصوت الواحد؟- لا أؤيد المشاركة بالصوت الواحد، «نضحك على أنفسنا» فهو لن يكون فعالا، مع احترامي للرأي القائل بمشاركة المعارضة والكثير يطرحه، لكن حتى لو شاركت المعارضة ونجحت بـ 80 في المئة بعد شهر يحل المجلس، فأصبحت الحكومة هي العلة في كل ما نحن فيه لأنها لا تقبل أن نكون شركاء ولا تريد ان تطبق الدستور.قيادة الشارع• على أرض الواقع، هناك «الغالبية» المبطلة والقوى السياسية، والخلاف واضح بينهم حول من يقود الشارع، كيف ترى ذلك؟- أؤيد «الغالبية» في جميع أطروحاتها لأنها شعبوية، فهم أصدروا بيانات حازت رضا الجميع، ولكن المطلوب ليس فقط البيان بل الفعل، وجزاهم الله خيرا ولن يتضرر الحراك منهم، وهناك ركود وليس انقساما، فالانقسام لما يتم يكون في الاختلاف على هدف وهذا غير موجود، فلا أحد يختلف على الهدف لا الحراك ولا «الغالبية» فجميعهم في وعاء واحد.• رسالة توجهها للقوى السياسية؟- رسالة للتيارات، «لا تخملون، ولا نريد الأقوال بل الأفعال، وخمولكم غير مبرر، فلا نشك في وطنيتكم...نعرفكم وانتم عيال الأمس ولستم عيال اليوم».• وماذا تقول لـ «الغالبية»؟- بالنسبة لـ «الغالبية»، كثّر خيرهم، وما دام الهدف واحداً اعتبر الأمر صحيا، حتى لو نختلف بالرأي لكن لا نختلف على الهدف، ولابد من حركة التيارات والرموز يدخلون الساحة، وعلى الشعب أن يصلح الوضع.• هل أنت متفائل بالمرحلة المقبلة؟- متفائل لان الشعب الكويتي مثابر على الإصلاح ومتآلف مهما اختلف بالرأي، وفي ساحة «الإرادة» دائما هناك تواجد نوعي، واعرف الكل معنا حتى لو لم يحضر، وتفاؤلي يعود لمعرفتي أن 80 في المئة من الكويتيين يعانون من الوضع السيئ والسبب الحكومة لتكابرها واستعمالها القمع، واستفحال الفساد نهايته دمار ونقول عسى الله يصلح الحكومة.